تحاول حركة حماس الفلسطينية اصلاح الأخطاء التي ارتكبتها أجهزتها الأمنية في غزة وذلك بالتواصل مع جمهورها.

غزة: تتواصل حركة حماس مع جمهورها المحلي في غزة لتصحيح اخطاء عناصر اجهزتها الامنية من اجل تحسين صورتها خشية من تراجع شعبيتها في القطاع.

ويرى مراقبون ان شعبية الحركة معرضة للتراجع اثر انتهاكات لبعض عناصر الامن.

ولجأت حماس حركة وحكومة الى تنظيم حملة تحت عنوان quot;التواصل والمودةquot; شملت زيارة عشرات الاف الاسر والمؤسسات المحلية والمدنية في قطاع غزة وتقديم الحلوى.

وبدأت الحملة في خطين متوازيين الاول تقوده حماس كحركة واستمر اسبوعا واحدا والاخر تقوده وزارة الداخلية في الحكومة المقالة باجهزتها الشرطية والامنية ولا يزال مستمرا من خلال مجموعات عمل غالبيتم من الشباب.

ويشارك في الزيارات قادة بارزون في حماس واعضاء حكومتها quot;لتعديل شعبيةquot; الحكومة المقالة وquot;توضيحquot; مواقفها بالتواصل الشعبي، حسبما ذكر طاهر النونو المتحدث باسم الحكومة المقالة.

وقال النونو quot;شعرنا ان هناك بعض التجاوزات من اجهزة الامن والشرطة والاشاعات التي اخذت مأخذ لدى الجمهور الفلسطيني فكان من الضروري التاكيد على العلاقة المتينة وان الاجهزة لخدمة المواطنquot;.

لكن مخيمر ابو سعدة استاذ العلوم السياسية في جامعة الازهر يرى ان هذه الحملة جاءت quot;بسبب استشعار حماس ان الشرطة لم تعد لديها الهيبة كما في السباق وظهور كثير من حالات التمرد والغضب الشعبي لما تقوم به الشرطة واجهزة الامن من ممارساتquot;.

وهو يعتقد ان quot;حماس بدات تعاني من مشكلة عدم الرضا وان كثير من الناس يقولون ان حماس لا تختلف عن السلطة (...) لذلك يبدو انها تسعى لتحسين صورة الحركة والحكومة امام الرأي العامquot;.

وتمكنت الحملة من زيارة 280 الف اسرة وفق ما اعلن اسماعيل هنية رئيس الحكومة في خطبة عيد الاضحى الثلاثاء الماضي.

ولم يجد عناصر حماس الذين توزعوا كمجموعات صغيرة اثناء الزيارات صعوبة في استقبالهم لكن بعض المواطنين عبروا عن استيائهم من زيارات quot;المجاملة الشكليةquot;.

وقال عدنان (29 عاما) الذي يقيم غرب مدينة غزة وطلب عدم ذكر اسم عائلته quot;استقبلتهم في منزلي وقلت لهم بجرأة اذا اردتم التصالح مع الناس (...) لا يجوز ان تكونوا بوجهين مع الناسquot;.

واضاف quot;اما حكومة طيبة او حكومة قمع (...) وطبعا لم يرتاحوا لهذا الانتقادquot;.

ويوضح الشاب وهو من عناصر الشرطة السابقة التابعة للسلطة الفلسطينية quot;اعتقلوني اسبوعين في حملة ضد فتح العام الماضي (...) وشعرت بالظلمquot;.

وتسيطر حماس على قطاع غزة منذ منتصف يونيو/حزيران 2007 بعد اشتباكات دموية مع عناصر فتح الموالية للرئيس الفلسطيني محمود عباس.

اما رشاد ابو مجدي وهو اسم مستعار، فقد رفض استقبال الفريق وطلب من زوجته ان تبلغ الشبان الزائرين من المسجد القريب من منزله انه ليس في البيت.

وكانت جولات الزيارات تنطلق من المساجد التي تخضع لسيطرة حماس بزيارة الاسر من دون استثناء وتقديم علبة تحتوي على حوالى كيلوغرام من الشوكولاته كتب عليها quot;حملة المودة والتواصل هدية مقدمة من حماسquot;.

لكن بالنسبة لسلوى (40 عام)التي قتل ابنها في المواجهات بين حماس و فتح في يوليو 2007 quot;فالحلوى المغمسة بدماء ابنائنا غير مقبولة، لذلك ارفض استقبالهمquot;.

اما طبيب الاطفال جمال عبد الله 31عاما بدا سعيدا لزيارة وفد حماس منزله وقال quot;نحن بحاجة للتواصل وان نسمع بعضنا البعض لتذوب الخلافاتquot;.

واضاف quot;انا لا انتمي لاي فصيل فلسطيني لكني أؤيد اي خطوة جيدة للشعب من اي فصيل كانquot;..

وزير الداخلية المقالة والقيادي البارز في حماس فتحي حماد يؤكد ان الحملة quot;حققت أكثر من المتوقع وستخرج مواطن كريم يحميه شرطي حكيمquot;.

ويفخر ابو حذيفة 27عاما العضو في حماس ان الشبان الزائرين quot;تلقوا تدريبات وتوجيهات لمقابلة اخوانهم اثناء الزيارات بالابتسامة وتقبل كل الانتقاداتquot;.

ويقر الشاب الملتحي بوجود quot;صعوبات اثناء زيارة بعض الاشخاص الغاضبين من بعض التصرفات الفردية سواءا من الشرطة اوالاجهزة الامنية او حتى من اشخاص في حماس quot;.

ويعتقد النونو ان quot;تجاوبا كبيراquot; تحقق من هذه الحملةquot;فاق توقعاتنا ما يؤكد ان الحركة ماتزال تتمتع بشعبية كبيرةquot;.

مع ذلك يرى المحلل السياسي ابو سعدة ان هذا الاسلوب مع الجمهور quot;يمكن ان يحقق نجاحا بسيطا ومؤقتا اذا لم يكن هناك انفراج في ملف المصالحةquot;.

واذاف ان quot;المشكلة لا تكمن في الاصلاحات التجميلية لان الغزيين بحاجة لانهاء الانقسام لاستعادة الثقةquot;.

ويرفض اسماعيل الاشقر القيادي في حماس ربط حملة التواصل بخوف حركته من تراجع شعبيتها.

وقال ان الحملة حققت quot;انجازا كبيرا لحماس ونظرة بعض الناس خاصة الذين نختلف معهم سياسيا تغيرت كثيرا بايجابيةquot;.

ويدافع الاشقر عن حركته قائلا quot;ننطلق من عقيدتنا واحترامنا للانسان وتواصل الحركة والحكومة مع الناس واجب شرعي ووطني (...) حماس انتخبت بنسبة كبيرة ولابد ان تتواصل مع جماهيرهاquot;.

وحرصت حماس على زيارة منازل لعناصر من حركة فتح الخصم السياسي.

ويقول النونو quot;اذا تحققت المصالحة الاجتماعية تتحقق المصالحة السياسية. هذا ما ابلغنا به اخواننا في فتحquot;.

وتوسطت مصر بين الحركتين اكثر من مرة لانهاء الانقسام بينهما لكن دون ان تفضي هذه الجهود لاتمام المصالحة.