يحاول فريق من البنتاغون توقع محتوى ملف غامض هدد مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج بنشره إذا تعرض لأي مكروه. ويشير خبراء أن الملف thermonuclear قد يكون مشتملاً على برقيات دبلوماسية بشأن المعتقلين المحتجزين في مركز غوانتانامو العسكري في كوبا.


في وقت تعهد فيه جوليان أسانج، مؤسس موقع ويكيليكس، بأن ينشر الملف الذي يطلق عليه اسم quot; thermonuclear quot;، إذا ما حصل له أو للعاملين معه أي مكروه، كشفت اليوم تقارير صحافية أميركية عن أن البنتاغون يحاول في تلك الأثناء أن يتوقع بشكل مسبق، وعلى وجه الدقة، ما قد يحتويه ذلك الملف من معلومات.

و قررت وزارة الدفاع الأميركية أن تنشئ فريقاً مكوناً من نحو 120 محللا استخباراتيا لإعدام الملفات التي يعتبرون أن ويكيليكس يمتلكها على الأرجح في حوزته، وذلك طبقاً لما أفادت به اليوم في هذا السياق صحيفة كريستيان ساينس مونيتور.

ومضت الصحيفة الأميركية تقول إن هذا الأمر لم يكن صعباً بشكل خاص،لا سيما أن محققين يتبعون للجيش الأميركي تمكنوا قبل ذلك من القيام بعمليات تفتيش للحاسوب الذي كان يمتلكه الجندي الأميركي الشاب برادلي مانينغ، المتهم بتسريب الوثائق التي نشرها أخيرا موقع ويكيليكس.

وقال مسؤولون في البنتاغون إن المهمة الأولى المطالب هذا الفريق بإنجازها بعد أن أعيد بناؤه وقام بإعدام الوثائق التي يرجح أنها قد سُرِّبَت إلى ويكيليكس هو أن يحدد موقع المخبرين الذين عملوا مع الجيش الأميركي.

وأشار المسؤولون إلى أن هذا الفريق قد أُعِدَّ لتحذير هذه المصادر إن كانت حياتها عرضة للخطر نتيجة لذكر أسمائها في الملفات التي نشرها ويكيليكس. لكن الأمر لم يكن له لزوم في نهاية المطاف، بعد أن قام مسؤولو الموقع بحجب أسماء المخبرين الذين وردوا في مئات الآلاف من الوثائق الخاصة بالعراق، وتم نشرها في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي ndash; لكنّ مسؤولين عسكريين أوضحوا أنهم لم يفعلوا الشيء نفسهعند نشر ما يقرب من 91 ألف وثيقة متعلقة بأفغانستان في تموز/ يوليو الماضي.

ورغم خفض عدد محللي فريق البنتاغون المنوط بمتابعة وثائق ويكيليكس المسربة إلى النصف، بعد نشر الوثائق الخاصة بحرب العراق، إلا أنهم قد تجمعوا مرة أخرى قبل وثائق وزارة الخارجية المُسَرَّبة. وفي الوقت الذي أكد فيه مسؤولون عسكريون كبار على أن نشر الوثائق سيؤثر في المقام الأول على وزارة الخارجية، فإن البنتاغون كان قلقاً هو الآخر من احتمالية أن تؤثر الوثائق على وزارة الدفاع إذا ضمت، على سبيل المثال، أسماء مصادر من مخابرات الحكومة الأميركية.

وأوضح الكولونيل ديف لابان، ناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية، أن فريق البنتاغون يحاول الآن أن يتوقع بشكل مسبق ما قد يكون بداخل ذلك الملف الذي يعرف بملف quot;التأمينquot;. كما أشار لابان إلى أن موارد وكالة استخبارات الدفاع المعروفة اختصاراً بـ DIA متاحة تحت تصرف الفريق، لكي يتمكن من إنجاز تلك المهمة.

وختم لابان حديثه مع الصحيفة بقوله إن هذا الملف سيشكل النوع نفسه منالتهديداتالتي سبق وأن شكلتها التسريبات السابقة، التي حذر بشأنها مسؤولون عسكريون كبار من أنها قد تُعَرِّض حياة الجنود الأميركيين للخطر. ويتكهن مسؤولون بالبنتاغون بأن ذلك الملف الذي يعرف بـ quot;thermonuclearquot; قد يكون مشتملاً على برقيات دبلوماسية بشأن المعتقلين المحتجزين في مركز غوانتانامو العسكري في كوبا.