قرر الرئيس الإيراني إقالة وزير الخارجية منوشهر متكي من منصبه دون تقديم أسباب للخطوة.


طهران: قرر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إقالة وزير الخارجية منوشهر متكي من منصبه، على ما أعلنت الاثنين وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية quot;أيرناquot; دون تقديم أسباب الإقالة.

ونقلت الوكالة عن أحمدي نجاد قوله مخاطبًا متكي quot;أشكر وأقدر لكم عملكم وخدماتكم التي أدّيتموها طوال فترة عملكم في وزارة الخارجيةquot;.

واضاف quot;آمل أن تنال جهودكم الجزاء من عند الله، وأن تنجحوا في باقي حياتكم في خدمة شعب أمتكم الإسلاميةquot;. وأشاد الرئيس أحمدي نجاد بوزير الخارجية منوتشهر متكي لخدماته التي أسداها في منصبه للجمهورية الإسلامية الإيرانية، معربًا عن أمله بأن ينجح في حياته وإسداء المزيد من الخدمة للشعب الإيراني النبيل.

جدير بالذكر أن تقارير صحافية عدة وردت الشهر الماضي تتحدث عن تفكير أحمدي نجاد الرئيس الإيراني في إبدال وزير خارجيته على خلفية نزاع نشب بينهم حول السياسة الخارجية، وتنديد متكي بتدخل نجاد في أعمال وزارته.

وقام نجاد بتعين علي أكبر صالحي رئيس هيئة الطاقة الذرية قائمًا بأعماله. وكان صالحي، الذي درس في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ممثلاً سابقًا لإيران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، وذلك أيام حكم الرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي. ويقول محللون إن صالحي سياسي معتدل، يؤيد حلّ النزاع النووي الإيراني مع الغرب عبر المحادثات. وأكد رئيس الجمهورية في كتاب تعيين صالحي أنه ونظرًا إلى التزامه الديني وتجاربه القيمة وبناء علي المادة 135 للدستور فقد تم تعيينه مشرفًا على وزارة الخارجية.

من جانبه دعا وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي الاثنين طهران الى الاستمرار في التفاوض مع القوى الكبرى بشأن برنامجها النووي المثير للجدل وذلك رغم اقالة وزير خارجيتها منوشهر متكي.

وقال الوزير الالماني الذي تشارك بلاده في مجموعة الدول الست (مع الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن) التي تفاوض ايران quot;نامل ان تتواصل المفاوضات التي بدأت لتوها في جنيفquot;.

واضاف الوزير الالماني لدى وصوله للمشاركة مع نظرائه الاوروبيين في اجتماع ببروكسل، ان اقالة متكي يجب الا تؤدي quot;الى تعطيل او تاخير هذه المباحثاتquot;. وتابع quot;المباحثات بدأت ويجب ان تستمر مهما كان الظرف السياسيquot;.

واستؤنفت المباحثات بين مجموعة الدول الست وايران الاسبوع الماضي حول البرنامج النووي الايراني بعد توقفها 14 شهرا. ومن المقرر ان يجتمع الطرفان مجددا نهاية كانون الثاني/يناير في اسطنبول.

وكانت وكالة الانباء الايرانية الرسمية ايرنا اعلنت ان الرئيس محمود احمدي نجاد اقال متكي من دون اي تفسير للقرار.

وعين الرئيس الايراني رئيس البرنامج النووي الايراني علي اكبر صالحي بالانابة في منصب وزير الخارجية في انتظار تعيين خلف لمتكي يتعين ان ينال ثقة البرلمان، بحسب الوكالة.

على صعيد ذي صلة اعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون مساء الاثنين انها تتوقع استمرار المفاوضات بين الدول الست الكبرى وايران حول برنامج طهران النووي رغم اقالة وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي.

وصرحت اشتون للصحافيين اثر اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في بروكسل quot;اتوقع ان تحصل المفاوضات في اسطنبول في كانون الثاني/ينايرquot;.

واستؤنفت المباحثات بين مجموعة الدول الست وايران الاسبوع الماضي حول البرنامج النووي الايراني بعد توقفها 14 شهرا. ومن المقرر ان يجتمع الطرفان مجددا نهاية كانون الثاني/يناير في اسطنبول.

ويقود علي اكبر صالحي الذي عين الاثنين وزير خارجية ايران بالانابة بعد اقالة منوشهر متكي، منذ تموز/يوليو 2009 البرنامج النووي الايراني الذي يشكل موضع جدال في المجتمع الدولي.

وصالحي الذي يبلغ 61 من العمر يحمل شهادة دكتوراه في الفيزياء النووية ولا يمكن العثور على الكثير من تفاصيل عن سيرته الذاتية الرسمية. وهو احد المسؤولين الايرانيين القلائل الذين عملوا بالتوالي في ظل الرئيسين الاصلاحي محمد خاتمي ثم المحافظ محمود احمدي نجاد.

وحاز صالحي على شهادته من جامعة ماساتشوستس للتكنولوجيا (ام اي تي) حيث نال شهادة دكتوراه عام 1977، ثم بدأ حياته المهنية كمساعد استاذ جامعي ثم عميدا لجامعة شريف في طهران.

بعدما لفت انظار حكومة خاتمي مثل صالحي بلاده لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية طوال اربعة اعوام وحتى كانون الثاني/يناير 2004.

وخلال تسلمه هذا المنصب لقي تقدير الغربيين نظرا الى مواقفه المعتدلة، كما وقع في كانون الاول/ديسمبر 2003 بروتوكولا اضافيا توافق ايران بموجبه على تعزيز مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية نشاطاتها النووية.

وسيلقى هذا البروتوكول في شباط/فبراير 2006 تنديد ادارة الرئيس المحافظ احمدي نجاد بعد اشهر على توليه الرئاسة.

في مطلع 2004 تولى صالحي دور مستشار علمي لوزير الخارجية ثم خفت نجمه مع وصول المحافظين الى السلطة، قبل ان يستلم عام 2007 منصب مساعد امين عام منظمة المؤتمر الاسلامي التي تتخذ مقرا في جدة بالسعودية.

في تموز/يوليو 2009 عاد اسمه الى الواجهة بعيد اعادة انتخاب احمدي نجاد المثيرة للجدل، حين عينه الاخير في وسط الزوبعة السياسية التي شهدتها البلاد على رأس المنظمة الايرانية للطاقة الذرية.

وعمل صالحي عبر هذا المنصب الاستراتيجي الى دفع البرنامج النووي الايراني قدما عملا بارشادات احمدي نجاد الذي جعل من هذه القضية رمزا لاستقلالية ايران وحداثتها ومقاومتها للقوى العظمى.

وبات اسم صالحي حاضرا باستمرار في وسائل الاعلام الايرانية في الاشهر الاخيرة حيث اعلن عن نجاح تلو الآخر بالرغم من العقوبات الدولية المفروضة على ايران.

واطلق صالحي في شباط/فبراير 2009 انتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 20%، وترأس في آب/اغسطس افتتاح المحطة النووية الايرانية الاولى التي بنتها روسيا في بوشهر (جنوب). ثم في مطلع كانون الاول/ديسمبر وعشية استئناف المفاوضات الشاقة مع الدول الكبرى اعلن ان ايران باتت تمتلك الدورة التقنية الكاملة للوقود النووي.

وصالحي الذي يتقن الانكليزية والعربية متزوج ولديه ثلاثة ابناء.