بروكسل: وجه ملك بلجيكا البير الثاني في خطابه التقليدي بمناسبة عيد الميلاد الذي بثه التلفزيون، نداء الى التسوية بين الفلامند والفرنكفونيين لوضع حد لاطول ازمة سياسية في المملكة.

واعرب الملك عن اسفه قائلا quot;يبدو لي اننا نسينا بعض الشيء في السنوات الماضية داخل بلادنا بالذات فن التسويةquot;، مشيرا الى ان البلجيكيين برهنوا مع ذلك خلال الاشهر الستة الماضية عن quot;موهبةquot; في quot;تقريب وجهات النظرquot; اثناء رئاستهم للاتحاد الاوروبي.

واوضح quot;من هنا قلقي وارادتي الحاسمة في توجيه نداء الى كل مسؤولينا وكل المواطنينquot;، موجها تمنياته باعياد الميلاد وراس السنة.

وقال الملك البلجيكي ايضا الذي يلعب تقليديا دور الوسيط بين الاحزاب في اوقات الازمات السياسية quot;ان هذا النداء اوجهه الى الجميع علانية (...). ينبغي ان نتحلى بالشجاعة لنكون من صانعي السلامquot;.

وحققت بلجيكا الجمعة رقما قياسيا في الازمة السياسية الاطول منذ استقلالها في 1830، ولا يلوح في الافق تشكيل حكومة جديدة قبل اسابيع على افضل تقدير.

وقد وافقت الاحزاب الفرنكفونية على مبدأ منح مزيد من السلطات للمناطق كما طالب الفلامند (شمال، ناطقون بالهولندية)، لكن خلافات كبيرة لا تزال قائمة خصوصا حول الجوانب المالية المتعلقة بالحكم الذاتي الموسع.

واعتبر البير الثاني انه quot;بعد اكثر من ستة اشهر من المفاوضات، تعود كل العناصر لتطرح على الطاولة لتحقيق اصلاح عميق للدولةquot;، مشيرا الى انه سيكون هناك quot;نقل مهم للصلاحياتquot; الى المناطق، وانما سيتعين ايضا quot;ضمان التمويل في اطار الدولة الفدراليةquot;.

واضاف انه quot;سيتعين ايضا ادراج حل للدائرة الانتخابية الناطقة باللغتين في بروكسل-هال-فيلفوردquot;، وهو ما يشكل العقبة بين الناطقين بالهولندية والفرنكفونيين منذ سنوات.

كما شدد الملك بالقول quot;لقد حان الوقت الذي ينبغي ان نظهر فيه ان الشجاعة الحقيقية تكمن في السعي الحاسم الى التسوية التي تجمع، وليس الى اثارة الاعتراضاتquot;، مبديا quot;قناعتهquot; بان الجهود المبذولة لتشكيل حكومة quot;ستنجحquot;.