يجتمع الملك عبدالله الاربعاء الى حميد كرزاي الرئيس الأفغاني الذي وصل الى المملكة من اجل البحث في مستقبل طالبان وتأمين الدعم السعودي لإقامة حوار مع حركة طالبان من أجل السلام. كما يتضمن جدول المباحثات الاقتصاد والأمن والدعم في الأوساط الدولية لمواجهة التحديات.
يوسف الهزاع من الرياض:بعد أقل من اسبوعين على نداء أطلقه الرئيس الأفغاني حميد كرازي للعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبدالعزيز للتدخل في حل الأزمة quot;الأمنيةquot; المتفاقمة لبلاده الفقيرة في كل شيء إلا السلاح، حضر كرزاي إلى السعودية موجهًا رحاله أولاً جهة مكة ثم إلى العاصمة الرياض حيث يلتقي الملك عبد الله يوم الأربعاء.
وكان كرازي قال قبل مجيئه الى الرياض بأيام خلال مؤتمر أفغانستان في لندن أمام وفود أكثر من 70 دولة quot;لانجاح برنامجنا (للسلام) نأمل ان يتلطف جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز بلعب دور في توجيه ومساندة هذه العمليةquot;.
والعملية المقصودة هي مصالحة كبرى يأمل من خلالها في استعادة أعداء المرحلة حركة طالبان إلى صفوف الأفغان وإنهاء السنوات المتلاحقة من الصراع والاضطرابات الأمنية.
وعلى الرغم من أن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل كان رد على كرازي بقبول التدخل الملكي السعودي وفق شروط أبرزها تخلي حركة طالبان عن العنف والجنوح للمفاوضات مع عدم توفيرها الملاذ الآمن لمقاتلي القاعدة، إلا أن كرازي يبدو وأنه جهز أرضية ما، قبل ندائه للملك السعودي خصوصاً وأن طالبان قبل 11 ايلول -سبتمبر تختلف بالنسبة للسعودين عن تلك التي بعده.
كرزاي الذي وصل الى جدة وأدى العمرة في مكة التقى الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي اكمل الدين احسان اوغلي ويطير بعدها الأربعاء الى الرياض نحو اللقاء الكبير.
وبالعودة للشروط السعودية فإن محور طالبان فوق أي طاولة مفاوضات دولية لن يخلو أبداً من القطب المهم فيه وهي القاعدة وزعيمها أسامة بن لادن، والسعوديون قبل المفاوضات واستقبال كرزاي كان من شروطهم أيضًا تخلي طالبان عن الحركة المتطرفة وزعيمها المطلوب دولياً.
ويرافق الرئيس الأفغاني حميد كرزاي وفد سياسي رفيع من سلسلة وزارء ومسؤولين على رأسهم وزير الخارجية زلماي رسول ينوون التباحث في كل شيء ممكن مع العاهل السعودي بعد الهم الأكبر طالبان، إلى الاقتصاد والأمن والدعم في الأوساط الدولية في مواجهة أسوء وضع يمكن تواجهه حكومة دولة.
المصادر الصحافية قالت إن وفد كرازي حضر ومعه نتائج المؤتمر اللندني لإطلاع السعوديين عليها وأهمها حصولهم على صندوق دعم دولي لجهودهم في أرساء السلام في البلاد المضطربة، في وقت يرى فيه مراقبون أن العلاقة القديمة بين السعوديين وطالبان حينما كانت الأولى هي أول دولة اعترفت بها بعد قيامها على أنقاض الفصائل المتناحرة منذ الخروج السوفييتي نهاية الثمانينات قد تكون محركًا لأطماع طالبان في استقرار أمني ومكاسب سياسية جمة سيحققها مجلس الـquot;جيرغاquot; وهو مجلس قبلي كبير يستعرض فيه أصحاب النفوذ المالي والديني والعائلي والسياسي نفوذهم.
التعليقات