كرامي بعد الحص يطالب بإستقالة quot;مشرّفةquot; للمفتي قباني

بيروت: الصرخة التي أطلقها رئيس الحكومة الأسبق الدكتور سليم الحص عبر رسالة مفتوحة الى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني، يطالبه فيها بملاحقة الذين اتهموه في برنامج تلفزيوني عرضته محطة quot;الجديدquot; القيام بارتكابات مالية أو الاستقالة، حملت رئيس الحكومة سعد الحريري الى توجيه دعوة عاجلة لرؤساء الحكومة السابقين للإجتماع في السراي الحكومي من اجل التداول في الموضوع والبحث في ما يجب اتخاذه بشأنه.

وقد عقد الاجتماع عند الساعة التاسعة والنصف من صباح اليوم بحضور رؤساء الحكومة السابقين سليم الحص وعمر كرامي ونجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتخلف عنه الرئيس رشيد الصلح لدواع صحية. واستهله الحص بعرض الاسباب التي حملته على اتخاذ موقفه quot;الناريquot; بعد المماطلة التي ظهرت له في عملية سير التحقيق الذي كلف به مكتبين للتدقيق والمحاسبة للتأكد من حقيقة المعلومات التي اوردها البرنامج المذكور واظهر فيها مستندات وشيكات متعلقة بالاتهامات التي ساقها اصحابها ضد المفتي قباني.

وفيما لم يشأ المجتمعون الادلاء بتفاصيل عما جرى في اللقاء الذي اثنى المدعوون اليه على حكمة الرئيس الحريري والمسارعة الى وضع يده على الملف موضع البحث، علمت quot;إيلافquot; ان الرئيس كرامي اعلن تأييده لكل حرف تضمنته الرسالة المفتوحة التي وجهها الرئيس الحص الى المفتي قباني وإن كان يفضل عدم طرحها امام وسائل الاعلام ريثما ينتهي التحقيق، لافتًا الى ان الرئيس السنيورة ابلغه أول من امس في اتصال هاتفي اجراه معه انه مهتم بدوره بجلاء الحقيقة والاطلاع على ما سيخرج به التحقيق قبل نهاية الشهر الجاري حتى يبنى على الشيء مقتضاه متمنيًا عليه في الوقت نفسه معالجة الأمر بروية وحكمة. وذكر كرامي انه يفضل خروج المفتي قباني بشكل لائق ومشرّف ووفقًا للأصول حفاظًا على الموقع الذي يشغله وما يمثل، سواء برأه التحقيق أو أدانه.

وذكرت المعلومات ان الرؤساء الحريري والسنيورة وميقاتي الذين بدوا حريصين على موقع المفتي وعدم الافساح في المجال امام المصطادين في الماء العكر النيل من الطائفة السنية ومن قياداتها السياسية أو الدينية، تمنوا عدم استباق الأمور بمواقف تصعيدية وانتظار ما سيكشفه التحقيق، حتى وإن تطلب الأمر في نهاية المطاف اللجوء الى القرارات الصعبة ومنها التحضير لخليفة المفتي قباني، مع ما يعني ذلك من خسارة سياسية ومعنوية لفريق الأكثرية بصورة عامة ولتيار المستقبل بشكل خاض باعتبار انه الداعم الأول والأساس للمفتي قباني الذي لم يبخل بدوره عن مساندة هذا الفريق وزعيمه ومعادية الفريق الآخر، حتى بلغ به الأمر الى استقبال رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع في دارته التي جاءه اليها في العام 2007 مهنئًا بعيد الفطر.

أجواء اجتماع السراي عكسها البيان الصادر عن المكتب الاعلامي لرئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، اذ أفاد ان الأخير ورؤساء الحكومة السابقين تداولوا في المواضيع المتعلقة بدار الفتوى. وأكد الرؤساء متابعة المسيرة الاصلاحية التي عهد بها المجلس الشرعي الاسلامي الأعلى الى لجنة على رأسها أصحاب الدولة، وهناك متابعة حثيثة للعملية التي بدأت قبل شهرين في سائر مساراتها المالية والادارية والهندسية والتشريفية والدينية، بما في ذلك المشاريع والمسائل التي أثير حولها الكلام في وسائل الاعلام.

وأكد البيان ان أصحاب الدولة سيتابعون التقدم الجاري في هذه المواضيع مع رئيس مجلس الوزراء وسيكون هناك تقرير يبين الحقائق بكاملها امام الرأي العام، وسيصار عندها الى اتخاذ ما يلزم بما يؤمن المصلحة العليا للمسلمين.

هذا وأبدى الرئيس الحص ارتياحه لما طلع به الاجتماع وقال لـquot;إيلافquot; انه لا يتوقع حصول شيء قبل شهر أو شهرين ريثما يطلعنا التحقيق على النتائج التي توصل اليها مشيرًا الى أنهلا مجال بعد الآن للفلفة المسألة.

من جهته، اعتبر النائب تمام سلام ان اللقاء الذي جمع رؤساء الحكومة السابقين بدعوة من الرئيس سعد الحريري يضع الأمور في نصابها على صعيد معالجة أمر حيوي يعني الطائفة بأكملها ومكانتها ومرجعيتها الروحية على أعلى مستوى.

وقال سلام في تصريح له امس quot;أن هذا التحرك يبعدنا عن إمكانية الشطط والافساح بالمجال امام المصطادين بالماء العكر فيما نحن في أمس الحاجة اليه من توحيد الجهود والابتعاد عن التفرقة والشرذمة، بما يعزز واقع المسلمين ومرجعياتهم الدينية والدنيوية لما من خيرهم وخير الوطن في المجالات والمواقع المختلفة على قواعد وأصول اجرائية واضحة وشفافة quot;.

هذا وعلمت quot;إيلافquot; أن برنامج quot;الفسادquot; الذي تقدمه الزميلة غادة عيد في محطة quot;نيو.تي.فيquot; والذي سبق له ان استضاف الشخصية البيروتية التي وجهت اتهاماتها ضد المفتي قباني ونجله سيخصص حلقته التي تبث مساء غد الجمعة لعرض ردود الفعل التي اثارتها الحلقة المذكورة وما صدر بعدها من مواقف سياسية ودينية وقضائية وصولاً الى الاجتماع الذي عقد في السراي صباح اليوم.

وذكرت مديرة الاخبار في المحطة الزميلة مريم البسام لـ quot;إيلافquot; ان أحدًا لم يتصل بالمحطة للاستعلام عما لديها من معطيات حول الاتهامات التي سيقت ضد المفتي قباني، باستثناء الطلب اليها من جهات اعلامية في دار الفتوى عدم اثارة الموضوع من جديد والتعرض لمقام المفتي.