سعى بنيامين نتانياهو الى تخفيف حدة النبرة بعد ان حذر وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان سوريا من شن الحرب على إسرائيل. وأكد نتنياهو ان حكومته تريد السلام والتفاوض مع سوريا من دون شروط مسبقة.

القدس: حذر وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان الخميس الرئيس السوري بشار الاسد من انه quot;سيخسر الحرب والسلطةquot; اذا ما شن حربا على إسرائيل، وسط تصعيد كلامي بين البلدين رأى محللون انه سيهدأ. وقال وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان ان quot;رسالتنا يجب ان تكون واضحة للاسد: عندما تقع حرب جديدة، لن تخسرها فقط بل ستخسر السلطة ايضا، انت وعائلتكquot;.

واضاف ليبرمان ان الاسد quot;لا تهمه ارواح الناس ولا القيم الانسانية، وانما يهتم بالسلطة فقطquot;. وتابع quot;للاسف لم يحصل حتى اليوم تلازم بين الهزيمة العسكرية وخسارة السلطة. (الرئيس المصري الاسبق) جمال عبد الناصر خسر الحرب (في 1967) ولكنه مع ذاك ظل في السلطة، وكذلك الامر بالنسبة الى (حافظ) الاسد (والد الرئيس السوري الحالي) الذي خسر الحرب (في 1973) وبقي في السلطةquot;.

غير ان مكتب وزير الخارجية الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سعى بعد ساعات الى تخفيف حدة النبرة فاعلن ان نتانياهو تحدث الى ليبرمان في موضوع سوريا. واكد مكتب نتنياهو في بيان ان quot;الرجلين يريدان التأكيد على ان سياسة الحكومة واضحة: إسرائيل تريد السلام والتفاوض مع سوريا من دون شروط مسبقةquot;.

وتابع quot;في الوقت نفسه، سترد إسرائيل بقوة وتصميم على اي خطر يتهددهاquot;. وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم حذر إسرائيل الاربعاء من مغبة شن اي حرب على سوريا لانها في هذه الحالة ستتحول الى quot;حرب شاملةquot; لن تسلم منها المدن الإسرائيلية، على حد قوله.

وأتى كلام الوزير السوري ردا على سؤال حول التصريحات التي ادلى بها وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك مساء الاثنين امام مسؤولين عسكريين كبار. وقال باراك انذاك بحسب مكتبه quot;في ظل عدم التوصل الى اتفاق سلام مع سوريا، قد نجد انفسنا في مواجهة عسكرية يمكن ان تؤدي الى حرب شاملةquot;. وصرح الاسد الاربعاء ان quot;إسرائيل غير جادة في تحقيق السلام لان كل الوقائع تشير الى ان إسرائيل تدفع المنطقة باتجاه الحرب وليس باتجاه السلامquot;، كما اوردت وكالة الانباء السورية الرسمية quot;ساناquot;.

غير ان محللين اشاروا الى ان هذا التصعيد الكلامي لن يؤدي الى نزاع مفتوح. وقال الاستاذ في معهد موشيه دايان في جامعة تل ابيب ايال زيسر quot;كل هذا من قبيل اثبات مواقف وسيهدأ في يومين او ثلاثة، فلا إسرائيل ولا سوريا ترغب في اندلاع حربquot;. واضاف الخبير في الشؤون السورية ان باراك quot;اخطأ التعبير، واساء السوريون تفسير تصريحاته، التي كان هدفها داخليا وهو اقناع نتنياهو باستئناف المفاوضات مع سورياquot;.

كما يشار الى شخصية وزير الخارجية الإسرائيلي المثيرة للجدل. وقال المحلل السياسي في الجامعة العبرانية في القدس موشيه ماعوز quot;إسرائيل بلد غريب يتكلم وزير خارجيته كوزير للحرب، فيما يتكلم وزير الدفاع كوزير سلامquot;. وتابع موعاز محذرا ان quot;ليبرمان تورط في استفزاز خطر فيما تحاول إسرائيل تصوير نفسها كبلد يطمح الى السلام. ليبرمان يخرب كل شيء، وهذا كارثي، لان تصريحاته لا يمكن الا ان تعزز نظرية المؤامرة لدى السوريينquot;.

وعلى صعيد السياسة الداخلية الإسرائيلية ندد النائب شاوول موفاز من حزب المعارضة الرئيسي كاديما (وسط) بتصريحات ليبرمان quot;غير المسؤولةquot; التي تهدد باثارة quot;تصعيد كلامي، وربما اكثرquot;.

اما النائب العمالي ايتان كابيل فحث نتنياهو على اقالة وزير خارجيته الذي وصفه بانه quot;مثير للحرب وبلا شرف ولا حكمةquot;. وبدأت سوريا وإسرائيل في ايار/مايو 2008 مفاوضات غير مباشرة بوساطة تركية حول هضبة الجولان التي احتلتها إسرائيل عام 1967 وتريد دمشق استعادتها، وحول اتفاق سلام محتمل. لكن المفاوضات انقطعت نتيجة هجوم إسرائيل على قطاع غزة قبل عام.