يجتمع كل من المغرب والبوليساريو على طاولة الحوار مجدداً في 10 و11 شباط / فبراير الجاري، في ثاني لقاء غير رسمي بخصوص النزاع المفتعل حول الصحراء، بعد ذلك الذي عقد في النمسا، في آب/ أغسطس الماضي.
الدار البيضاء: ينتظر أن يعقد اللقاء في مقاطعة ويستشيستر في الضاحية الشمالية لمدينة نيويورك، على أساس القرار 1871 لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والقرارات السابقة. ويعتمد الدبلوماسي الأميركي كريستوفر روس، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، أسلوب اللقاءات غير الرسمي لجس نبض الأطراف المتحاورة، وكذا لمعرفة حدود التوافقات الممكنة، قبل إنجاز تقرير نهائي في نيسان/ أبريل، وهو الموعد الذي ينتظر أن يحمل مخططا مرتقبا لحل النزاع حول الصحراء.
وقال محمد ضريف، المحلل وأستاذ العلوم السياسية في جامعة المحمدية، إن quot;الأسلوب الجديد الذي اتبعه كريستوفر روس، والمتمثل في عقد اللقاءات الرسمية، يسعى من خلاله إلى تقريب وجهات النظر بين المغرب والبوليساريو في ما يتعلق بقضية الصحراء، قبل الانطلاق في جولة خامسة من المفاوضات، التي تجمدت بعد أربع جولاتquot;.
وذكر محمد ضريف، في تصريح لـ quot;إيلافquot;، أنه quot;بعد استقالة المبعوث الأممي السابق فان فالسوم، وتعيين روس اعتمد هذا الأخير منهجية جديدة، وتنظيم لقاءات غير رسمية من أجل التعرف إلى مواقف الطرفينquot;.
وأوضح المحلل السياسي أن اللقاء غير الرسمي الأول لم يفض إلى أي شيء، مشيرة إلى أنه كانت هناك تخوفات من عدم استئناف المفاوضات، خاصة أن كل طرف كانت له تحفظاتquot;.
وأبرز محمد ضريف أنه quot;لحد الآن، ما قاله بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، بكون أن لا نية للأمم المتحدة فرض توجه معين على الطرفين، ما يعني أن الطرفين متشبثان بموقفهماquot;، مضيفا أن quot;كل المؤشرات توحي بأن هذه الجولة لن تأتي بشيء جديد، في انتظار المخطط الذي قد يعلن عنه روس في نيسان المقبلquot;.
وقال المحلل السياسي quot;ينتظر أن يقدم المبعوث الأممي، في أبريل المقبل، تقريره لمجلس الأمن، وهناك حديث عن وجود اتفاق فرنسي إسباني أميركي، من أجل تقديم مخطط، لحد الآن لم تتضح معالمه، وهناك من يعتقد أنه قد تكون هناك مفاجآت، بمعنى أن روس، باتفاق مع الدول الثلاث المشار إليها، سيسعى لفرض تصورات على أطراف النزاعquot;.
يذكر أن أول اجتماع غير رسمي ، خصص للإعداد للجولة الخامسة من المفاوضات، انعقد في آب/ أغسطس 2009 في النمسا، تطبيقا للقرار 1871 لمجلس الأمن وضم، إضافة إلى المغرب، وفودا عن الجزائر، وموريتانيا وquot;البوليساريوquot;.
ومنذ حزيران (يونيو) 2007، انعقدت أربع جولات من المفاوضات في مانهاست قرب نيويورك، وهو مسلسل انطلق بفضل المبادرة المغربية الخاصة بمنح حكم ذاتي لجهة الصحراء. ويقترح المغرب خطة واسعة للحكم الذاتي تحت سيادته من اجل وضع حد للنزاع في الصحراء الغربية في حين تطالب جبهة البوليساريو بدعم من الجزائر باستقلال المستعمرة الاسبانية السابقة التي احتلها المغرب بعد الانسحاب الاسباني ويدير شؤونها منذ 1975.
وكان خالد الناصري، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، أكد أن بلاده ستسعى للتوصل إلى quot;حل عقلانيquot; لقضية الصحراء الغربية في اللقاء الثاني غير الرسمي. وقال الناصري، في اختتام اجتماع للحكومة المغربية، إن quot;الوفد المغربي الذي سيشارك في المحادثات غير الرسمية حول الصحراء في نيويورك سيسعى إلى خلق الظروف الكفيلة بإيجاد حل عقلاني وجديquot;.
وأعرب عن أمله quot;في أن يستوعب الطرف الآخر أن من مصلحته ومن مصلحة الجميع السير قدما في المفاوضاتquot;، معربا عن أسفه quot;لكون خطاب الحرب الباردة ما زال قائما في الجزائر وتندوف (مقر جبهة البوليساريو في جنوب غرب الجزائر)quot;.
التعليقات