متظاهرون ضد مؤتمر ميونيخ |
في الجلسة المسائيّة المخصّصة لمناقشة مشكلة الشرق الاوسط والصراع العربي الإسرائيلي، كشف الامير تركي الفيصل ممثل السعودية في مؤتمر ميونيخ للامن، عن حجم المساعدة التي قدمتها السعودية للسلطة الفلسطينة في غضون الخمس سنوات الماضية والتي تعدت 500 مليون دولار.
جاء ذلك في معرض رده على إتهامات داني ايالون، نائب وزير الخارجية الاسرائيلي، الذي إتهم فيها السعودية بعدمالقيام بدور مؤثر في القضية الفلسطينيّة والاكتفاء بالكلام ومطالبة أوروبا وأميركا بالتدخل لحل المشكلة في غياب دعم حقيقي اقتصادي او مالي للفلسطينيين، ووجه الامير السعودي كلامه الى ايالون quot;اذا كنت لا تعرف حجم تلك المساعدة...فمخابراتك تعرفquot;.
ودعا ايالون الامير السعودي للسلام عليه،إذ كان ذلك لا يسبب له حرجًا كونه اسرائيليًّا، فتقدم الامير لمصافحته وسط تصفيق الجميع ووسط ترديد ايالون quot;هناك فرصة هناك فرصةquot;.
هذا وكان الامير تركي الفيصل قد دعا اوروبا الىالقيام بدور اكبر في امن الشرق الاوسط وعدم الكيل بمكالين تجاه دول المنطقة، كما دعا الى شرق اوسط خالٍ من الاسلحة النووية، وطالب روسيا بالعمل بفاعلية اكبر من اجل احلال السلام في المنطقة .
يناقش قضايا كثيرة أهمها الصراع في الشرق الأوسط |
وتصدر ملف ايران النووي اعمال مؤتمر ميونيخ للسياسات الأمنية في يومه الثاني علي التوالي، ففي الوقت الذي شكك فيه غيدو فيسترفيلي، وزير الخارجية الالماني، في نوايا المقترحات الايرانية التي حملها منوشهر متكي، وزير الخارجية الايراني الى اروقة المؤتمر، بشأن مبادلة بعض من اليورانيوم الايراني منخفض التخصيب بوقود نووي يمكن استخدامه في المفاعلات النووية التي تنتج النظائر المشعة، حث الوزير الالماني ايران على ان تتبع الاقوال بالافعال، والسعي للتوصل الى اتفاق مع وكالة الطاقة النووية يتماشى مع مقررات الوكالة وقرارات الامم المتحدة.
من جهة اخرى، شدد فيسترفيلي على أهمية عدم السماح لايران باي شكل من الاشكال بامتلاك السلاح النووي، في الوقت الذي اكد فيه علي احقيتها في امتلاك الطاقة السلمية بمساعدة الغرب. في نفس الاطار، توجه الوزير الالماني الى الولايات المتحدة الأميركية مطالبًا بسحب ما تبقى من الرؤوس النووية الأميركية الموجودة على الاراضي الالمانية quot;لأنها اصبحت عديمة الفاعلية بعد انتهاء الحرب الباردة بين الغرب وروسياquot;، بل وطالب بنزع السلاح النووي على الصعيد الدولي بشكل فعال.
اما على صعيد العلاقات الالمانية - الروسية، اكد فيسترفيلي على اهمية الشراكة والتعاون بين الدولتين وقال ان الشراكة مع روسيا مهمة وضرورية لتجنب التهديدات والمخاطر العالمية.
على الصعيد الاوروبي دعا فيسترفيلي دول الاتحاد الاوروبي الي تكثيف الجهود من اجل وضع سياسة اوروبية دفاعية مشتركة، وقال quot;ان الاتحاد الاوروبي يجب ان يتحمل دوره السياسي والامني باعتباره جهة عالمية فعالةquot;، مطمئنًا الجميع الى ان فكرة جيش اوروبي موحد ستكون خاضعة لرقابة برلمانية اوروبية صارمة.
في سياق متصل وفي رسالة بثت بالفيديو على المؤتمر، قال بان كي مون، الامين العام للامم المتحدة الموجود في هايتي لمراقبة الوضع هناك، إنّ الجوع والتغيرات المناخية هي من اكثر المخاطر التي تواجه البشرية الان، وطالب بالعمل معًا من اجل مواجهة هذه التحديات، وطالب ايضًا المجتمع الدولي بتنظيم اكثر دقة في مواجهة الكوراث الطبيعية وما ينجم عن مآسٍ للمشردين والفارين من تلك الكوارث.
اما الجنرال جيمس جونز، مستشار الامن القومي الأميركي، فقد حذر ايران من مغبة الاستمرار في برنامجها النووي غير المقبول لا أميركيًّا ولا غربيًّا، على حد قوله. واضاف جونز ان على ايران ان تتوقع مزيدًا من العقوبات والعزلة الدولية وان ملفها النووي لن يظل مفتوحًا على الدوام، كما يتعين على ايران ان تفي بمسؤوليّاتها الدوليّة.
وشكك جونز في الطرح الايراني الذي حمله متكي الى المؤتمر بشأن تخصيب اليورانيوم فى الخارج، بعد تأكيده مساء امس بان ايران ستقوم بتسليم يورانيوم مخصب بنسبة 3.5 في المئة، وتحصل مقابل ذلك على يورانيوم مخصب بنسبة 20 في المئة،.
من جهة اخرى، دعت ممثلة السياسة الخارجية الاوروبية quot; اشتون quot; الى وقفة حاسمة مع ايران كما ان عليها ان تثبت للغرب ان برنامجها النووي هو مخصص للاغراض السلمية كما تدعي.
اما وزير الخارجية الروسي سيرغي لافاروف فقد كرر في خطابه فكرة التوقيع علي معاهدة امنية عالمية جديدة تشمل كافة التغيرات الدولية التي طرأت على الساحة العالمية انطلاقًا من المفهوم الروسي الذي يرى في توسعة حلف شمال الاطلسي امتدادًا الى حدود روسيا الشرقية، احد اكبر التهديدات الخارجية التي تهدد روسيا بالحصار العسكري، كذلك فإن أي خطط مستقبلية تنوي الولايات المتحدة الأميركية القيام بها بشأن اقامة درع للصورايخ في اوروبا ستكون بمثابة تهديد خطر للامن القومي الروسي.
إلا ان لافروف شدد على اهمية ان تتعاون موسكو وترتبط بشكل وثيق مع الاتحاد الاوروبي، وفي الشأن الايراني دعا طهران الى المزيد من الشفافية بشأن ملفها النووي حتى لا تتعرض للعقوبات الدولية، والى تقديم ما يثبت ان برنامجها النووي مخصّص فقط للاغراض السلمية.
من جهته، شكك اندرس فوغ راسموسن، سكرتير عام حلف الناتو، في ابرام معاهدة امنية جديدة مع روسيا وقال ان المعاهدات الحالية وحلف الاطلسي كافية، مطمئنًا موسكو على ان حلف الناتو ليس عدوًّا لروسيا وقال ان توسعات الناتو ليست موجهة ضد روسيا ولا تشكل خطورة على امن الدولة الروسية.
التعليقات