عبر بعض الافغان عن خوفهم من الخروج من بيوتهم خوفا من قنابل يزرعها مقاتلو طالبان قبل هجوم لقوات حلف شمال الاطلسي التي تقودها الولايات المتحدة على اخر معاقلهم في أكثر الاقاليم اضطرابا في البلاد.

كابول: اجتمع نحو 500 شخص من بلدة مرجه المتوقع أن تكون بؤرة الهجوم ومنطقة نادي علي في عاصمة اقليم هلمند لبحث العملية المتوقع أن تبدأ في الايام القليلة القادمة مع شيوخ القبائل. وتزايدت مخاوفهم فيما يسعى مشاة البحرية الاميركية قي كامب دوير للتعامل مع احتمال مواجهة هجمات بعبوات ناسفة التي تعد أشد الوسائل قتلا في حربهم ضد طالبان. وقال حاجي كاكا الذي يتطلع كغيره من شيوخ القبائل الذين شاركوا في الاجتماع الى انتهاء الهجوم quot;حياتنا اليومية تعطلت بشكل سيء من جراء الاعلان عن العمليات.quot; واضاف quot;طالبان لغموا كل مكان بالقنابل. لا نستطيع حتى الخروج من بيوتنا.quot;

والمخاطر قد تكون أعلى من أي وقت مضى في الحرب التي استمرت ثمانية أعوام ضد طالبان التي عادت للظهور كقوة قتال مميتة منذ الاطاحة بهم في الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2001 . والهجوم وهو الاول منذ امر الرئيس الاميركي باراك اوباما بارسال 30 الف جندي اضافي سيكون بداية لحملة هذا العام لفرض السيطرة الحكومية على المناطق التي يسيطر عليها المتمردون قبل أن تبدأ الولايات المتحدة في سحب قواتها في عام 2011 . ونصحت قوات حلف الاطلسي المدنيين في مرجه بعدم مغادرة بيوتهم رغم أنهم يقولون انهم لا يعرفون ما اذا كان الهجوم سيؤدي الى قتال شديد.

وخلافا للعمليات العسكرية السابقة جرى التلويح لاشهر على نطاق واسع بالهجوم على مرجه ويقول القادة انهم يأملون أن يؤدي ذلك الى اقناع كثير من المقاتلين بالقاء أسلحتهم أو الهروب مما يؤدي الى تقليل أعداد القتلى. ولكن كان لدى طالبان ما يكفي من الوقت لتلغيم المنطقة المتوقع أن تدور فيها المعركة. وقال الكابتن رايان سباركس من مشاة البحرية quot;من المحتمل أن يكون تهديد العبوات الناسفة أكبر من أي وقت مضى.quot; ويتوقع سباركس أن يكون في مرجه ما بين بضعة مئات وألف من مقاتلي طالبان.

ويريد حلف الاطلسي تجنب تدمبر البلدة وعدم المساس بأكبر قدر ممكن من البنية الاساسية كي يتمكن من تنصيب حكومة محلية أفغانية بمجرد تطهير البلدة من المتمردين. وبقي معظم سكان البلدة الذين يقدرعددهم بحوالي 100 ألف في بيوتهم.

وضخم القادة الاميركيون من شأن التوقعات بأن العملية قد تساعد على تحقيق الاستقرار لدولة أفغانستان المضطربة بشدة مثلما فعلوا قبل أن تسحق الطائرات المقاتلة والدبابات الفلوجة بدعوى حماية العراقيين من ارهاب المتشددين. وقد تكون معاناة المدنيين المسألة الحاسمة بالنسبة لحلف الاطلسي الذي يطلق خلال الايام القليلة القادمة واحدة من اكبر الحملات خلال الحرب المستمرة منذ ثماني سنوات للسيطرة على مرجة في هلمند. وبعثت المنشورات التحذيرية وأصوات الطائرات الاميركية المقاتلة والمدفعية قبل حملة الفلوجة رسالة لا لبس فيها للمدنيين العراقيين بأن يرحلوا حتى لا يحاصروا في القتال. وفي هذه المرة قررت قوات حلف الاطلسي أن تنصح المدنيين الافغان في مرجة بعدم ترك منازلهم على الرغم من أنها تقول انها لا تعلم ما اذا كان الهجوم سيؤدي الى قتال عنيف مما يزيد احتمالات المخاطر.