انتقدت أوساط سورية الهجوم الذي شنته قيادات وأطراف في فريق الأكثرية على مشاركة العماد إميل لحود، والنائبين العماد ميشال عون وسليمان فرنجية في القداس الذي أقامته بطريركية حلب المارونية بذكرى مرور 1600 عام على وفاة القديس مار مارون.

بيروت: استغربت أوساط سورية متابعة لخط سير العلاقات اللبنانية ndash; السورية الهجوم الذي شنته قيادات وأطراف في فريق الأكثرية على مشاركة رئيس الجمهورية السابق العماد إميل لحود ورئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون والوزير السابق النائب سليمان فرنجية في القداس الذي أقامته بطريركية حلب المارونية في كنيسة بلدة براد السورية في ذكرى مرور 1600 عام على وفاة القديس مار مارون الذي ووري الثرى بالقرب من الكنيسة.

ولعل أكثر ما استوقف هذه الأوساط الموقف الذي أطلقه البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير بقوله انه لن يزور سوريا إلا وطائفته معه، الأمر الذي إتخذ منه المعترضون على قداس براد ذريعة لرفع وتيرة انتقادهم للثلاثي الماروني الذي شكل بهذا الحضور غير المتوقع جبهة معارضة مسيحية متقدمة من المتوقع تبدل في المشهد السياسي بالوضع المسيحي في ظل خلافات عدد من القيادات المنتمية للطائفة المذكورة ورفضها إتمام المصالحة فيما بينها.

ورأت الأوساط السورية أن العماد عون أصاب في رده على مطلقي السهام باتجاه براد خصوصاً لجهة قوله إن الاحتفال بعيد مار مارون ليس حكراً على دولة دون غيرها وبالإمكان القيام به أينما وجد أتباع الكنيسة المارونية، لافتاً إلى أن قداس الفاتيكان في عيد الفصح لا يلغي كنيسة القيامة وقداس عيد الميلاد في الفاتيكان لا يلغي قداس كنيسة المهد. واستغرب عون تصوير ما حدث على انه يقسّم المسيحيين والموارنة تحديداً.

مشيراً إلى أن الموارنة وكل المسيحيين في الاغتراب يتشاركون الصلاة في أبيدجان وريودوجنيرو والسنغال وواشنطن ولوس أنجلوس وأوتاوا ومونتريال وسيدني والكويت، متسائلاً إذا ما كان هؤلاء الموارنة الذين صلوا في كنائس متعددة منقسمين على ذاتهم.

وفيما نوهت الأوساط السورية المطلعة بمجيء لحود وعون وفرنجية إلى براد حيث استقبلوا بالهتاف والزغاريد من قبل إخوانهم أبناء طائفتهم والذين حرصوا بدورهم على إحياء هذه الذكرى في الموقع الذي يحتضن القديس مار مارون بعد أن أعطى الرئيس بشار الأسد توجيهاته للعناية به وجعله محجاً للمؤمنين، ذكرت أن كلام صفير عن ربطه زيارة سوريا باصطحاب طائفته معه قد يفهم على انه تشكيك في إيمان أبناء رعيته في سوريا الذين يبلغ عددهم حوالى ستين ألف ماروني لم يسبق له أن تفقد أحوالهم وإطلع على أوضاعهم، كما أن هؤلاء أخذوا على البطريريك صفير عدم المشاركة في استقبال بابا الفاتيكان السابق الراحل حين زار سوريا لاعتبارات سياسية كان من الأفضل إبعادها عن الشؤون الدينية.

ولم تفت هذه الأوساط التذكير بأن القداس الذي أقيم في براد وترأسه مطران حلب أنيس أبي عاد حضره السفير البابوي في دمشق الذي ألقى كلمة بالفرنسية نقل فيها تحيات البابا بندكتوس السادس عشر للمحتفلين وفي ذلك أيضاً رد واضح ومباشر على أصحاب الأصوات التي استهدفت قداس براد.

من جهته، أبدى الرئيس لحود إرتياحه للأجواء التي أحاطت بزيارته إلى مدينة حلب حيث إحتفل مع الموارنة والمسيحيين عامة بيوبيل وفاة مار مارون وهو قديس مسكوني نشأ وبشر ومات في هذه الأرض المقدسة التي عرفت على امتدادها مروراً بلبنان وصولاً إلى القدس بانها مهد الأديان السماوية. أما النائب سليمان فرنجية فحمل على من اعتبر قداس براد إنقساماً بين المسيحيين، قائلاً إن أصحاب هذا التفكير يرتكبون أكبر خطأ في العالم.