أعلنت إيران رداً على تصريحات كلينتون أن على الغرب أن يقبلبها على أنهاquot;لا علمانية ولا ليبراليةquot; .

جنيف: اعلن الامين العام للمجلس الاعلى لحقوق الانسان في ايران محمد جواد لاريجاني ان على الدول الغربية ان تقبل ايران بوصفها دولة quot;لا علمانية ولا ليبراليةquot; مع كونها ديموقراطية. ولاحظ لاريجاني الثلاثاء في تصريح صحافي في جنيف quot;ان ديموقراطيتنا ليست علمانية ولا ليبرالية، انها ربما شيء لا يستحسنه المسؤولون السياسيون الغربيونquot;.

وكان المسؤول الايراني يرد بكلمات تكاد تكون مبطنة على تصريحات وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون التي قالت الاثنين انها تخشى ان تتحول ايران الى quot;ديكتاتورية عسكريةquot;. ورد لاريجاني quot;ان الاميركيين هم اكبر اعداء الديموقراطية في المنطقةquot;.

quot;فمن جهة، تبدي (كلينتون) قلقها من ان تتحول ايران الى دولة عسكرية، ومن جهة اخرى، تعرض اكبر مساعدة عسكرية على دول في المنطقة حيث لا توجد اي عملية انتخابيةquot;، كما قال. وشدد لاريجاني على ان الدول الغربية quot;تتحدث على الدوام عن تغيير انظمة، انها لغة غريبة جداquot;، معتبرا ان نموذج الديموقراطية الغربية لم ينجح في المنطقة.

وبحسب المسؤول الايراني، فان النموذج الايراني حديث العهد اكثر، لكنه يترسخ ويسمح باجراء انتخابات حيث تتنافس القوى السياسية وتؤدي الى تغييرات. الا ان لاريجاني لم يعلق على موجة احتجاجات المعارضة الايرانية التي ترفض منذ حزيران/يونيو اعادة انتخاب الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد.

ولاريجاني الذي وصل الى جنيف للدفاع عن ايران امام مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة، لم يرد ايضا على اتهامات المدافعين عن حقوق الانسان الذين يشيرون الى توقيفات كثيفة في صفوف المعارضين والى عمليات تعذيب. واكتفى بالقول انه ياسف للقتلى في صفوف المتظاهرين ورجال الشرطة.

واثناء اول اختبار مرحلي عالمي لها في مجلس حقوق الانسان، تعرضت ايران لسيل من الانتقادات التي وجهتها الدول الغربية التي نددت quot;بالقمع الدمويquot; الذي تمارسه ضد معارضي النظام. وتواجه ايران ضغوطا قوية ايضا بشان برنامجها النووي الذي تشتبه الدول الغربية في انه لاغراض عسكرية، وهو ما تنفيه ايران.

وفي سياق متصل، دافعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بشدة الثلاثاء في ختام جولتها الخليجية عن سياسة الضغط على ايران، مؤكدة ان quot;الوقائع لا تدعمquot; ما تقوله طهران عن سلمية برنامجها النووي. وقالت كلينتون في لقاء مع طالبات جامعة quot;دار الحكمةquot; في جدة ان quot;الوقائع لا تدعمquot; ما تقوله طهران عن سلمية برنامجها النووي، وذلك في معرض ردها على سؤال وجهته اليها طالبة حول سبب اعتماد الولايات المتحدة، الدولة الوحيدة في العالم التي استخدمت السلاح الذري، سياسة متشددة ازاء ايران في وقت لا تبدي فيه نفس التشدد ازاء امتلاك اسرائيل المفترض للسلاح النووي.

ولم تأت كلينتون في ردها على ذكر اسرائيل، ولكنها اشارت الى ان المجتمع الدولي توصل خلال عقود من الزمن الى آليات لتجنب الحروب النووية ومن بينها معاهدة الحد من الانتشار النووي. واضافت ان ايران، التي وقعت على هذه المعاهدة، تثير شكوكا حيال التزامها بهذه الاتفاقية بعدما اطلقت عمليات تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% واقرت بانها تبني منشأة نووية بالقرب من مدينة قم ورفضت عرض الدول الكبرى بتبادل اليورانيوم المخصب بدرجة منخفضة في ايران بوقود نووي.

واشارت كلينتون الى ان المخاوف تغذيها ايضا تهديدات سبق وان وجهتها ايران الى دول اخرى، والتمويل المتهمة بتقديمه لتنفيذ quot;هجمات ارهابيةquot; في دول اخرى، بما في ذلك في السعودية، على حد قولها. وقالت كلينتون ان quot;ايران هي اكبر داعم للارهاب اليوم في العالمquot;. واعتبرت وزيرة الخارجية الاميركية ان quot;الاسئلة حول ايران ما انفكت تتعاظم. يقولون انهم يديرون برنامجا نوويا لاغراض سلمية والوقائع لا تدعم ذلك (...) وهذا هو سبب قلق الولايات المتحدة ودول اخرى عدةquot;. واضافت quot;سوف نتوجه الى الامم المتحدة لمحاولة فرض عقوبات جديدة ربما تقنع الايرانيين انفسهم بتغيير وجهتهمquot;.