طهران: يعد الحرس الثوري الايراني الذي اصبح هدفا لعقوبات اميركية جديدة وانتقادات اطلقتها اليوم الاثنين وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، احد ركائز الدفاع عن الجمهورية الاسلامية والقوة المحركة لبرنامج ايران النووي المثير للجدل.

وبعد اكثر من ثلاثة عقود على قيام الثورة الاسلامية في العام 1979، لا يزال الحرس الثوري هو الحارس العسكري للايديولوجية الاسلامية التي ارساها مؤسس الجمهورية الايرانية اية الله روح الله الخميني. الا ان الحرس الثوري يمتلك حصة كبيرة من اقتصاد البلاد.

وخلال زيارتها الى الدوحة في اطار جولة في قطر والسعودية، اعربت كلينتون الاثنين عن تخوف بلادها من ان تتحول ايران الى quot;ديكتاتورية عسكريةquot; وان يحل هذا الحرس quot;محل حكومة ايران ومرشدها الاعلى والرئيس والبرلمانquot;. وكانت كلينتون اعتبرت كذلك في كلمة القتها الاحد امام quot;منتدى اميركا والعالم الاسلاميquot; في الدوحة ان تنامي نفوذ الحرس الثوري يشكل quot;تهديدا مباشرا جدا على الجميعquot;.

وفرضت الولايات المتحدة الاسبوع الماضي مجموعة جديدة من العقوبات ضد الحرس الثوري وتامل في ان تفرض الامم المتحدة عقوبات على الحرس الثوري الذي تقول واشنطن انه يلعب دورا اساسيا في البرنامج النووي الايراني ويدعم جماعات مسلحة في المنطقة. وبرز دور الحرس الثوري الذي يقول انه قادر على مواجهة اي تهديد سواء كان داخليا او خارجيا، منذ اعادة انتخاب الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد المثيرة للجدل والخلاف في حزيران/يونيو 2009.

وتصدرت ميليشيات الباسيج التابعة للحرس الثوري عملية قمع الاحتجاجات التي اعقبت الانتخابات الرئاسية. وتتالف هذه الميليشيا من مئات الالاف المتطوعين الذين يتم تدريبهم في نحو 11 الف مركز في انحاء البلاد. واستهدفت العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة الاربعاء، احد قادة الحرس الثوري واربعة من فروع مرتبطة بشركة quot;خاتم الانبياءquot; للبناء التي يملكها او يديرها الحرس الثوري معتبرة انها quot;تسهم في نشر اسلحة الدمار الشاملquot;.

الا ان واشنطن تستهدف منذ عدة سنوات النفوذ الاقتصادي المتزايد للحرس الثوري. ويتغلغل الحرس الثوري في كافة قطاعات المجتمع الايراني حيث تمكنت الوحدة الهندسية في الحرس الثوري من الحصول على عقود هائلة، كما انتقل عدد من كبار قادته السابقين مثل القائد السابق محسن رضائي الذي رشح نفسه مرتين للرئاسة، الى السياسة. ويجني الحرس الثوري اموالا ضخمة من نشاطاته في قطاع الاعمال وهو ما ترغب الولايات المتحدة في وقفه.

وفي العام 2006 حصل الحرس الثوري على عقد تزيد قيمته عن ملياري دولار لتطوير المرحلة 15 و16 من حقل بارس الجنوبي، اكبر حقول الغاز الايرانية، كما حصل على عقد اخر بقيمة نحو مليار دولار لبناء خط انابيب يؤدي الى باكستان.

كما ان الحرس الثوري مشارك في اتحاد شركات تعمل على بناء خط قطارات سريعة يربط بين طهران ومدينة اصفهان وسط البلاد، ومراسي شحن على الساحل الجنوبي من ايران وسد كبير في محافظة خوزستان. وعسكريا، يعمل الحرس الثوري الى جانب القوات المسلحة العادية الا انه يملك وحداته البرية والبحرية والجوية والصاروخية الخاصة به.

وحذر الحرس الثوري مرارا بانه يراقب القواعد الاميركية في العراق وافغانستان ملمحا الى انه سيضرب هذه الاهداف ويمكن ان يغلق الممرات البحرية الى منطقة الخليج الغنية بالنفط اذا ما شنت الولايات المتحدة هجوما عسكريا على ايران.