أعلنت إيران اعتقال 3 مشتبه فيهم في تفجير استهدف الحرس الثوري وأدى إلى مقتل 42 شخصا، وقال المدعي العام في مدينة زاهدان إن الأجهزة الأمنية حددت هوية منفذ الهجوم، يأتي ذلك بينما شيعت إيران اليوم جثامين قتلى الانفجار، وعلى صعيد آخر تقدم نحو 100 نائب في البرلمان بشكوى ضد زعيم المعارضة مير حسين موسوي معتبرين ان ما قام به اثر اعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد اساء الى سمعة النظام الاسلامي. وفي موازاة ذلك حكم على عالم الاجتماع الايراني الاميركي كيان تاجبخش الذي اعتقل اثناء الاضطرابات التي تلت الانتخابات الرئاسية الايرانية في 12 حزيران/يونيو quot;بالسجن أكثر من 12 عاماquot;.

طهران: قال المدعي العام في مدينة زاهدان مركز محافظة سيستان وبلوشستان، محمد مرزية، إن السلطات الإيرانية اعتقلت ثلاثة أشخاص من المشتبه فيهم في تفجير الأحد الماضي الذي استهدف الحرس الثوري الإيراني. وقال مرزية quot;حُدّدت هوية الإرهابي الذي دبّر العمل الإجراميquot;.

وامتنع عن الإدلاء بالمزيد من التفاصيل لأسباب أمنية، مكتفياً بالقول quot;إن الإرهابي يحمل جنسية إيرانيةquot;.

قال تلفزيون حكومي إن أحد كبار قادة الحرس الثوري الإيراني طلب يوم الثلاثاء إذنا بالسماح للحرس الثوري بمواجهة quot;الارهابيينquot; داخل أراضي باكستان.

وأفاد التقرير التلفزيوني الذي لم يتضمن أي اقتباسات مباشرة بأن قائد القوات البرية محمد باكبور دعا الى quot;إصدار التصاريح اللازمة التي تسمح للحرس بمواجهة الارهابيين على الاراضي الباكستانيةquot;.

ولم يعط القائد تفاصيل ولم يوضح ما اذا كان يشير الى إصدار إذن مُحتمل لمثل هذه العملية من جانب الحكومة الباكستانية.هذا واتهم الجيش الايراني الولايات المتحدة واسرائيل بالارهاب خلال جنازة اقامها يوم الثلاثاء لقادة كبار قتلوا في اكثر الهجمات دموية في الجمهورية الاسلامية منذ الثمانينات.

وحملت حشود من المشيعين نعوشا مغطاة بالاعلام لنائب قائد القوات البرية للحرس الثوري الايراني الجنرال نور علي شوشتري وضباط اخرين قتلوا في تفجير شنّه انتحاري في جنوب شرق البلاد المضطرب يوم الاحد الماضي.

وذكرت وسائل اعلام ايرانية ان 15 من افراد الحرس الثوري كانوا ضمن 42 شخصا قتلوا بينهم ستة من كبار القادة. كما قتل شيوخ قبائل ومدنيون اخرون.

ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الايرانية عن الميجر جنرال حسن فيروز ابادي قائد القوات المسلحة قوله في رسالة تليت خلال حفل تأبين قتلى الحرس الثوري quot;استشهاد القائد شوشتري أضاف صفحة سوداء الى ملف الولايات المتحدة واسرائيل الارهابي.quot;

وذكرت وسائل اعلام ايرانية ان جماعة جند الله السنية المتمردة اعلنت مسؤوليتها عن الهجوم الذي وقع في اقليم سستان وبلوخستان الفقير المتاخم لباكستان وافغانستان.

وتقول ايران ان الجماعة تلقى دعما من الولايات المتحدة وبريطانيا واشارت الى ان لها علاقات أيضا مع باكستان. ونفت واشنطن ولندن واسلام اباد تورطها في التفجير. وكثيرا ما تتهم ايران خصومها في الغرب بالسعي إلى تقويض استقرار المناطق الحدودية الحساسة.

ووقع هجوم الاحد وهو ادمى هجوم تشهده ايران منذ الحرب العراقية الايرانية التي استمرت من عام 1980 حتى عام 1988 قبل يوم من بدء مباحثات بين ايران ومسؤولين غربيين في فيينا تهدف الى تهدئة المخاوف بشأن طموحات ايران النووية.
وشارك الاف الاشخاص معظمهم عسكريون في الجنازة التي اقيمت في قاعدة لقوات الحرس الثوري في طهران وكانوا يحملون صورا للضحايا والزعيم الاعلى الايراني اية الله علي خامنئي.
وكتب على احدى اللافتات quot;خامئني..نحن مستعدون للشهادةquot;

وألقى الهجوم بالضوء على عدم الاستقرار المتزايد في جنوب شرق ايران. ويعيش العديد من ابناء الاقلية السنية في ايران في المنطقة الصحراوية التي شهدت تزايدا في التفجيرات والاشتباكات بين قوات الامن ومسلحين من السنة البلوخ ومهربي المخدرات.

وقال قاسم سليماني الذي يقود قوة القدس التابعة للحرس الثوري ان الهجوم يزيد من اصرار القوة على الدفاع عن قيم الثورة الاسلامية التي أطاحت عام 1979 بالحكومة الايرانية الموالية للولايات المتحدة.
وتابع quot;نحن منظمة تنتظر الشهادةquot; مكررا المزاعم بأن الهدف من التفجيرات الانتحارية هو اثارة صراع طائفي.

والحرس الثوري قوات ينظر لها على انها شديدة الاخلاص لخامنئي. وتتحمل هذه القوات مسؤولية الامن في مناطق حدودية وزادت قوتها ومواردها في السنوات الاخيرة.
وصرح حسين سلامي نائب القائد العام لقوات الحرس الثوري الايراني quot; سيلاحق الحرس الثوري الايراني ويعاقب الارهابيين الذين يقفون وراء هذا الهجوم وخصوم الامة الايرانية أيا كانوا وفي أي مكان كانوا.quot;
وقال وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي ان مرتكبي الهجوم يتمركزون في باكستان وشنوا هجمات عبر الحدود.

وأضاف في مؤتمر صحفي مشيرا الى جماعة جند الله quot;اعضاء في هذه الجماعة الارهابية ينتهكون بانتظام الحدود ويشنون هجمات داخل ايران... يجب قطع ايادي من يقفون وراء الجرائم في جنوب شرق ايران.quot;
وتابع ان ايران وباكستان ستجريان محادثات حول كيفية حل القضية قائلا انهما تتشاركان في quot;حدود صداقةquot;.

وألقي باللوم على جماعة جند الله في العديد من الهجمات الدامية خلال السنوات القليلة الماضية. وتتهم الجماعة الحكومة بممارسة التمييز ضد الاقلية السنية. وذكرت تقارير انها اعلنت مسؤوليتها عن تفجير مسجد شيعي في اقليم سستان وبلوخستان في مايو ايار اسفر عن مقتل 25 شخصا.
وعلى أحد مواقعها على الانترنت قالت جماعة جند الله ان هجوم يوم الاحد كان quot;ردا على الجرائم المستمرة للنظام الايراني ضد شعب بلوخستان الاعزل والمضطهد.quot;
وترفض ايران اتهامات جماعات غربية مدافعة عن حقوق الانسان لها بالتمييز ضد اقليات عرقية ودينية.

إلى ذلك وجهت ايران رسالة الى مجلس الامن الدولي مطالبة اياه بادانة العملية الانتحارية ، وفي رسالة موجهة الى رئاسة المجلس التي تتولاها فيتنام هذا الشهر ونشرت الثلاثاء، اعلن سفير ايران لدى الامم المتحدة محمد خزاعي انه يتوقع من المجلس quot;ان يدين هذا العمل الارهابي بأشد العباراتquot;.

واضافت الرسالة quot;مثل هذه الادانة ستبعث بالتأكيد الى هذه المجموعة الارهابية وانصارها رسالة قوية تؤكد ان الارهاب غير مقبول مهما كانت الجهة التي تقف وراءه او المكان الذي يضرب فيه او شكلهquot;.

100 نائب ايراني يتقدمون بشكوى ضد موسوي
من جهة ثانية تقدم نحو 100 نائب في البرلمان الايراني بشكوى ضد زعيم المعارضة مير حسين موسوي معتبرين ان ما قام به اثر اعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد اساء الى سمعة النظام الاسلامي، كما ذكرت وكالة الانباء الايرانية الرسمية الثلاثاء.
واعلن النائب عن طهران حميد رسائي ان الشكوى التي وقعها 100 نائب تقريبا، سلمت الى مدعي عام البلاد غلام حسين محسني ايجائي.

واوضح هذا النائب quot;ان النواب قدموا شكوى ضد مير حسين موسوي لبياناته واعماله التي اساءت الى سمعة النظام الاسلامي والحقت اضرارا في الاملاك العامة والخاصةquot;.
ولم يتوقف رئيس الوزراء السابق مير حسين موسوي عن التنديد بحصول عمليات تزوير كثيفة اثناء الانتخابات الرئاسية التي حل فيها ثانيا بعد الرئيس محمود احمدي نجاد.

وقال رسائي quot;كنا نأمل في ان يغير موسوي موقفه لكننا لاحظنا انه يواصل نشاطاتهquot;.

وذكرت وكالة الانباء الايرانية ايضا ان حوالى 50 الف ايراني قدموا شكوى ايضا ضد موسوي.
وقال عامي طاهر حسين خان المسؤول في quot;الحركة الشعبية ضد كل الذين يفرون من وجه العدالةquot; التي شكلت اخيرا ان quot;تزايد عدد الشكاوى ضد موسوي يدل على ان الامة الايرانية غاضبة من تصرفاته وتريد ان يحاكمquot;.

وفي 13 تشرين الاول/اكتوبر اعلن القضاء الايراني انه بدأ اجراءات ضد احد قادة المعارضة الاصلاحي مهدي كروبي الذي أدان سوء المعاملة في السجون وتحدث عن حالات اغتصاب فيها.
واعلن مدعي عام طهران عباس جعفري دولت عبادي ان quot;كروبي رجل دين وعلى المحكمة الخاصة برجال الدين دراسة تصريحاته. لكن تقرير لجنة التحقيق (التي شكلها القضاء) ارسل لنا وتجري دراسته حالياquot;.

السجن 12 سنة بحق ايراني اميركي
وفي موازاة ذلك حكم على عالم الاجتماع الايراني الاميركي كيان تاجبخش الذي اعتقل اثناء الاضطرابات التي تلت الانتخابات الرئاسية الايرانية في 12 حزيران/يونيو quot;بالسجن اكثر من 12 عاماquot;.
واعلن محامي عالم الاجتماع الايراني الاميركي الثلاثاء انه حكم على موكله بالسجن لاكثر من 12 سنة.

واعلن محاميه هوشنق ازهري quot;بحسب القانون، لا يمكنني الاعلان عن مدة الحكم بالتحديد، لكنها تفوق السجن 12 عاماquot;. واضاف انه سيستأنف الحكم.
وفي 25 ايلول/سبتمبر طالبت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بالافراج عن اجانب معتقلين في ايران بينهم كيان تاجبخش.

وافرجت ايران السبت عن الايراني-الكندي مزيار بهاري الذي اوقف بعد ايام من بدء التظاهرات بعد الانتخابات.لكن هذا الصحافي اضطر الى دفع كفالة بقيمة 300 الف دولار.

وفي العاشر من تشرين الاول/اكتوبر اعلن القضاء الايراني الحكم بالاعدام على ثلاثة اشخاص اوقفوا خلال الاضطرابات الصيف الماضي.واعربت دول اوروبية عدة كما مفوضة الامم المتحدة العليا لحقوق الانسان نافانيثيم بيلاي عن القلق لهذه الاحكام وطلبت مراجعة العقوبات.

والاحد حكم على كل من المسؤولين الاصلاحيين هدايات اغائي وشهب طبطبائي بالسجن خمس سنوات.وأدان الرئيس الاصلاحي السابق محمد خاتمي وموسوي quot;الاجواء الامنيةquot; السائدة في ايران خصوصا quot;مواصلة حملة الاعتقالات وفرض قيود على الحرياتquot; بحسب موقع للمعارضة.

واشنطن تطالب بالافراج عن تاجبخش

طالبت واشنطن ايران بالافراج عن تاجبخش. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية ايان كيلي quot;نحن جد قلقونquot; بشأن مصير تاجبخش الذي اعتقل اثناء الاضطرابات التي تلت الانتخابات الرئاسية الايرانية في 12 حزيران/يونيو.

واضاف المتحدث ان العالم quot;لا يشكل اي تهديد للحكومة الايرانية، ولا للامن القومي الايراني. ونظرا لان الاتهامات الموجهة اليه لا اساس لها، نطالب ايران بالافراج عنه فوراquot;.

وقال ان المحكوم quot;استاذ جامعي مستقل ويحظى بالتقدير على المستوى العالمي، وقد سعى على الدوام الى تحسين التفاهم بين ايران والولايات المتحدةquot;.