حسن علي يورت سور |
في مقابلة مع حسن علي يورت سور أكد أن حركة فتح اللهكولن بعيدة عن السياسة وتهدف لخدمة المجتمع. وهي حركة لا تمتلك أجندات سرية بل تسعى الى الحوار بين الأديان، توسعت نشاطاتها لتطال مختلف أنحاء العالم.
إسلام آباد: حسن علي يورت سور، العضو التنفيذي لـquot;الكلية الأميركية الإسلاميةquot; بشيكاغو، سبق له العمل رئيسا لـ quot;منتدى الروميquot; بواشنطن، وحاليا يعمل كمنسق إرشادي لخدمات نياغرا للتعليم بولاية إلينويس، الولايات المتحدة. وهو من أتباع المفكر التركي الإسلامي الأستاذ محمد فتح الله كولن الذي نال صيتا على المستوى الدولي لخدماته الإنسانية والدينية والتعليمية.
وقد حضر الدكتور حسن علي يورت سور إلى العاصمة الباكستانية تلبية لدعوة من quot;منتدى الروميquot; فرع باكستان، فانتهز مراسل quot;إيلافquot; هذه الفرصة للإجراء لقاء معه حول نشاطات أتباع محمح فتح الله كولن على المستوى الدولي.
يقول يورت سور ان فتح الله كولن يدعوإلى الديموقراطية والسلام ونشر التعليم مع رفضه للعنف والتطرف، كما وأنه يرى أنه لا خلاف بين العلم والدين مع دعوته إلى التعايش السلمي مع الأديان الأخرى في الدول غير الإسلامية، مشيرا إلى أن النورسي أكد أن الأمية والفقر من ألد أعداء الإنسانية جمعاء، وبناء عليه دعا فتح الله كولن إلى فتح مدارس للتعليم في تركيا. وبالتالي قام أتباعه بإنشاء أكثر من 300 مدرسة خلال فترة سنة واحدة، كما وأن لهم نشاطات لمكافحة الفقر في تركيا وفي مناطق أخرى.
وردا على سؤال عن مناهج تلك المدارس يشير الدكتور حسن quot;لا ندّعي بكونها مدارس إسلامية، بل إنها مدارس عادية تلتزم بقوانين كل بلد تعمل فيه إلا أن التربية الإسلامية تكون جزء من المناهج وفق المناهج في البلاد، مضيفا رغم ذلك فإن المدرسين هم يشكلون المثل الأعلى الذي يقتدى بهquot;.
وحول عدد المدارس التي يديرها أتباع فتح الله على المستوى الدولي، يؤكد إنها أكثر من 4,000 مدرسة يعمل بها أكثر من 66,131 موظف، مضيفا أن هذه الحركة تملك 17 جامعة على المستوى الدولي. كما وأنه أفاد أن النشاطات التعليمية لا تنحصر في بلد ما أو قارة ما بل إنها في جميع أنحاء الكوكب الأرض مع زيادة التركيز على دول وسط آسيا التي تحررت بعد سقوط الاتحاد السوفياتي بعد رزوخها لسبعين سنة تحت وطأة الشيوعية.
ويشار إلى أن هذه الحركة التي تعمل بدون أي تسمية لا تنحصر أعمالها في مجال التعليم والخدمات الإنسانية فقط، بل لها حضور ملموس في قطاع الإعلام أيضا. وقد كشف الدكتور حسن أن الحركة لديها خمسة قنوات تلفزيونية في الولايات المتحدة وتركيا تبث من خلالها البرامج التربوية المفيدة. كما وأن الحركة لديها الجرائد وأشهرها جريدة quot;زمانquot; التي بدأت بإصدار 5,000 نسخة أولا والآن هي من أكبر الجرائد في تركيا وتباع كل يوم 800,000 نسخة منها.
وفي معرض الرد عن سؤال حول نشاطات الحركة في الدول الغربية أكد الدكتور أن فكرة فتح الله كولن هي أن الدين والعقل يتماشيان معا ولا تعارض بينهما، وبناء عليه تم إنشاء 50 مركزا للحوار بين الأديان في الولايات المتحدة و30 مركزا في مختلف دول قارة أوروبا.
وبالنسبة لموقف فتح الله كولن من الإرهاب الذي أصبح ظاهرة على المستوى الدولي وقد أدى إلى زعزعة أمن الكثير من الدول، يقول الدكتور حسن إن كولن يعارض العنف بجميع أقسامه ويرى حرمة الهجمات الانتحارية، كما وأنه يشدد على إبقاء الدين بعيدا عن السياسية وعدم خلط بعضهما مع البعض.
وأوضح د. حسن ردا عن استفسار حول مصادر التمويل للحركة التي تقدم الخدمات الهائلة في عدة من المجالات، أن هناك شبكة تجارية تقوم عليها الحركة وهي أكبر مصادر تمويلها وهذه الشبكة تدير الأعمال في مختلف المجالات ويعمل بها أكثر من 30,000 شخص. وهي تعمل كمؤسسة خيرية ويذهب ريعها إلى مشاريع الحركة، في حين أشار إلى رفض الحركة لطلب التمويل من أي جهة مبررا بـ quot; إذا تتلقى التمويل، تتلقى معه الأوامر أيضاquot;.
ومن المعروف أن تركيا بدأت تلعب دورا أكبر في المنطقة إضافة إلى مد الجسور إلى الدول العربية ودول المنطقة خلافا لماضيها، ويشير البعض إلى أنها محاولة من الثلاثية التركية: رجب طيب أردوغان وعبد الله الغول وأحمد داود أوغلو لإحياء الخلافة العثمانية. فهل حركة فتح الله كولن أيضا تنهج هذا الدرب؟
يقول الدكتور حسن علي يورت سور ردا على هذا السؤال quot;ليس هناك أي أجندة سرية لهذه الحركة وهي بعيدة عن السياسية، وهذه هي ميزتها. ويقبل عليها الناس في جميع أنحاء العالم رغم الفروق الدينية لأنهم عندما يدركون بأن الحركة ليست لها أي نوايا سيئة، يرسلون أولادهم إلى مدارس الحركة ويتعاونون معها.
حركة فتح الله كولن
ولد محمد فتح الله كولن في 27 نيسان/أبريل عام 1941 في قرية كوروجوك التابعة لمحافظة أرضروم، ونشأ في عائلة متدينة، وكان والده مشهود له بالتدين، في حين قامت والدته بتعليم القرآن لابنها محمد ولما يتجاوز بعد الرابعة من عمره، حيث ختم القرآن في شهر واحد، أما والده فعلّمه اللغة العربية والفارسية. درس في المدرسة الدينية في طفولته وصباه، وتلقى العلوم الإسلامية على يد (عثمان بكتاش) الذي كان من أبرز rlm;فقهاء عهده، حيث درس النحو والبلاغة والفقه وأصول الفقه والعقائد. ولم يهمل دراسة العلوم الوضعية rlm;والفلسفة أيضاً. وفي أثناء أعوام دراسته تعرف بـquot;رسائل النورquot; وتأثر بها كثيراً، اذ كانت حركة تجديدية وإحيائية rlm;شاملة بدأها وقادها العلامة بديع الزمان سعيد النورسي مؤلف quot;رسائل النورquot;.rlm;
وبتقدُّمه في العمر ازدادت مطالعاته فاطلع على الثقافة الغربية وفلسفاتها rlm;وعلى الفلسفة الشرقية أيضاً، وتابع قراءة العلوم الوضعية كالفيزياء والكيمياء وعلم الفلك وعلم الأحياء...إلخ. وعيّن إماماً في جامع (أُوجْ شرفلي) في مدينة (أدرنة). بدأ عمله الدعوي في أزمير في جامع (كستانه بازاري)، ثم عمل rlm;واعظاً متجولاً، فطاف في جميع أنحاء غربي الأناضول إلى جانب عقد الندوات والمجالس واللقاءات الخاصة يجيب فيها على الأسئلة الحائرة التي تجول في أذهان الناس rlm;والشباب خاصة ولا يعرفون لها أي جواب مما كان يلقي بهم في مهالك الشبهة والإلحاد، وإلتف الشباب والناس حوله، كما حثّ على الاهتمام بمجال التعليم.
ونتيجة لذلك قام هؤلاء الذين استفادوا من أفكاره - دون انتظار rlm;أي نفع مادي أو دنيوي - وضمن إطار القوانين المرعية في تركيا بإنشاء العديد من المدارس، rlm;وبإصدار الجرائد والمجلات وإنشاء المطابع وتأليف الكتب ومحطة إذاعة وقناة تلفزيونية. وبعد انهيار الاتحاد rlm;السوفيتي انتشرت هذه المدارس في العالم بأسره، وخاصة في دول آسيا الوسطى التي عانت من الاحتلال rlm;الروسي ومن الإلحاد الشيوعي سبعين عاماً تقريباً.
بدأكولن -ولا سيما بعد عام 1990- بحركة رائدة في الحوار والتفاهم بين الأديان وبين rlm;الأفكار الأخرى متسمة بالمرونة والبعد عن التعصب والتشنج، ووجدت هذه الحركة صداها في تركيا ثم في rlm;خارجها، ووصلت هذه الحركة إلى ذروتها في الاجتماع الذي تم عقده في الفاتيكان بين الشيخ فتح الله وبين rlm;البابا إثر دعوة البابا لـه. لقد آمن بان العالم أصبح -بعد تقدم وسائل الاتصالات- قرية عالمية لذا فان أي rlm;حركة قائمة على الخصومة والعداء لن تؤدي إلى أي نتيجة إيجابية، وأنه يجب الانفتاح على العالم بأسره، rlm;وابلاغ العالم كله بان الإسلام ليس قائماً على الإرهاب -كما يصوره أعداؤه- وان هناك مجالات واسعة rlm;للتعاون بين الإسلام وبين الأديان الأخرى.
التعليقات