تحاول الدول الكبرى الحصول على دعم موسكو لفرض عقوبات ضد إيران على خلفية برنامجها النووي. وأكدت روسيا انها ستبحث فقط العقوبات التي تهدف إلى تعزيز نظام منع الانتشار النووي لكنها لن تنخرط في أي عمل قد يؤدي إلى عزلة سياسية أو إقتصادية أو مالية لطهران.

موسكو: حذر دبلوماسي روسي رفيع، الغرب من محاولة إصابة إيران بالشلل من خلال استهداف قطاعي الطاقة والمصارف في الجمهورية الاسلامية بعقوبات معوقة. ولمّحت روسيا في الاسابيع الاخيرة الى استيائها المتزايد إزاء إيران بشأن برنامجها النووي، على الرغم من أن موسكو لم تعطِ مؤشرات تذكر بشأن العقوبات التي قد تكون مستعدة للموافقة عليها في مجلس الامن التابع للامم المتحدة. وأعلنت مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون الاربعاء ان روسيا مدركة لخطورة البرنامج النووي الإيراني، واعربت عن الامل بأن تقدم موسكو الدعم لأي عقوبات محتملة على إيران.

وقالت آشتون في تصريح صحافي ادلت به في موسكو حيث تقوم بالزيارة الأولى لها الى روسيا، إن الطرف الروسي quot;يدرك ان هذه المسالة خطيرة للغاية ونريد ان نواجهها معًا بالاسلوب الاكثر فعاليةquot;. واضافت آشتون في ختام لقاءاتها مع كبار المسؤولين الروس وعلى رأسهم الرئيس ديمتري مدفيديف ان quot;مجلس الامن هو المرحلة المقبلةquot;.

وختمت قائلة quot;ان مقاربتنا تمرّ عبر مجلس الامن ونأمل بان نحصل على دعم روسيا في هذه العمليةquot;. وتؤكد موسكو على الدوام انها تفضل الحوار لحل ازمة الملف النووي الإيراني الا انها صعدت لهجتها خلال الفترة الاخيرة ضد إيران. وتتهم الدول الغربية بشكل خاص إيران بانها تستغل برنامجها النووي السلمي لاغراض عسكرية، لكن طهران تنفي ذلك.

من جانبها قالت الولايات المتحدة إنها تأمل في ان ترى عقوبات ضد إيران في غضون اسابيع وضغطت اسرائيل على روسيا لتؤيد فرض عقوبات معوقة، على الرغم من ان الكرملين تجنب أي تأييد علني لنداءات تطالب بفرض مزيد من عقوبات الامم المتحدة.

وأعربت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون عن الامل بأن يتوصل مجلس الامن الى قرار يفرض عقوبات جديدة على ايران quot;خلال ما بين 30 الى 60 يومًاquot;. وقالت امام مجلس الشيوخ quot;نامل ان نشهد خلال الايام الثلاثين او الستين المقبلة صدور قرار بعقوباتquot;.

واوضحت كلينتون ان ادارة اوباما حصلت على مزيد من التاييد الدولي لتشديد العقوبات على ايران نتيجة التزامها بالحوار بدلاً من عزل الجمهورية الاسلامية. واضافت ان quot;التزامنا الواضح بالحوار اوجد مساحة لدول عدة باتت اليوم تفكر في تاييد فرض عقوبات ما كانت ستؤيدها لولا ذلكquot;.

واضافت quot;لقد برهنا على صبر استراتيجي في استنفاد الجهود الدولية لاقناع ايران بالقيام بما ينبغي دون التعرض لعقوباتquot;. واضافت quot;كما اوضحنا لباقي حلفائنا وشركائنا انه ايًّا كان ما سيصدر عن نيويورك، علينا ان نواصل فرض عقوبات ثنائية او متعددة الاطراف اضافة الى ما تنتج عنه مشاورات مجلس الامن الدوليquot;. وقالت quot;هذا الامر يتصدر اولويات ادارة اوباماquot;.

وقال اوليج روجكوف نائب مدير ادارة شؤون الامن ونزع التسلح بوزارة الخارجية الروسية ان موسكو ستبحث فقط العقوبات التي تهدف الى تعزيز نظام منع الانتشار النووي. وقال روجكوف للصحفيين في موسكو quot;أطلق عليها ما تشاء -- معوقة أو تصيب بالشلل -- لن ننخرط في أي عمل لفرض عقوبات أو اتخاذ اجراءات قد تؤدي الى عزلة سياسية أو اقتصادية أو مالية لهذا البلد.quot; وعندما سأله صحافي بشأن العقوبات التي قد تؤيدها روسيا رد بقوله quot;تلك التي توجه لحل مسائل منع الانتشار المرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني.quot;

وقال quot;ما العلاقة بين منع الانتشار النووي وحظر الانشطة المصرفية مع إيران اذا كانت هناك أي علاقة. هذا حصار مالي. وحصار للنفط والغاز. هذه العقوبات تستهدف فقط شل البلد وشل النظام.quot; ولدى إيران 16 في المئة من احتياطيات الغاز المؤكدة في العالم و11 في المئة من الاحتياطيات النفطية العالمية لكنها في أمس الحاجة للاستثمار لتطوير هذه القطاعات.

وتشتبه الولايات المتحدة والدول الرئيسة في الاتحاد الاوروبي في ان طهران تستخدم برنامجها النووي المدني ستارًا لتطوير اسلحة نووية. وتنفي طهران انها تسعى الى صنع اسلحة نووية. لكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة زادت من الضغوط على إيران في الاسبوع الماضي قائلة انها تخشى من ان تكون إيران تعمل بنشاط على امتلاك اسلحة نووية.

وأثار مسؤولون روس هذا الشهر للمرة الاولى شكوكا جادة بشأن الطبيعة الحقيقية للانشطة النووية الإيرانية رغم ان دبلوماسيين قالوا ان قرار فرض العقوبات يرجع الى الزعيم الروسي فلاديمير بوتين.

ونادرًا ما يدلي بوتين الذي يشغل منصب رئيس الوزراء بعد توليه الرئاسة لفترتين بتصريحات بشأن إيران، على الرغم من انه حذر في العام الماضي الغرب من دفع إيران نحو وضع حرج. وقال روجكوف عن العقوبات الإيرانية quot;نحن لا نرى ان طريق العقوبات هو المسار الصحيح -- انه يدفع الموقف أكثر وأكثر نحو طريق مسدود وهو طريق مسدود يمكن حله فقط بالقوة ونحن لا نؤيد ذلك على الاطلاقquot;.

ولروسيا علاقات تجارية تبلغ قيمتها ثلاثة مليارات دولار سنويًا مع إيران وعقود اسلحة حثت اسرائيل موسكو على التراجع عنها تشمل صفقة لبيع نظم دفاع جوي من طراز اس-300 . وقال وزير الخارجية الروسي سيرحي لافروف يوم الاربعاء ان روسيا لن تسلم النظم الصاروخية اس-300 المحمولة على شاحنات والتي يمكنها حماية المنشات النووية الإيرانية ضد الضربات الجوية -- اذا كانت هذه الصفقة ستخل بالاستقرار في أي منطقة.