quot;الطريقة السعودية الرقيقةquot;، تقرير يلقي الضوء على الجهود التي تبذلها السعودية لإصلاح المحافظين، والراديكاليين الإسلاميين، منذ أكثر من قرن، من خلال إستخدام وسائل الإعلام المؤسسات الدينيّة، لإضعاف الثقة بالمتطرفين، بالإضافة إلى الإعتماد على برامج تأهيليّة لإعادة دمج الإرهابيين والمدانين في المجتمع، ما سمح للمملكة بتدمير القاعدة المتواجدة علىأراضيها والتي تنامت بعد غزو العراق، بزعم سماح السعودية للقوى الأجنبيّة بغزو الشرق الأوسط، لكنها سرعان ما هرب أعضاء القاعدة بعد الرفض الشعبي الذي لاقوه داخل المملكة.
يبرز اليوم موقع quot;ستراتيجي بيجquot; الأميركي المتخصص بنشر الأخبار ذات الطبيعة الإستراتيجية الجهود المضنية التي بذلتها ومازالت تبذلهاالسعودية من أجل العمل على إصلاح المحافظين والراديكاليين الإسلاميين لأكثر من قرن. ويضيف الموقع في تقريره الذي عنونه بـ quot;الطريقة السعودية الرقيقةquot;، أن السعودية أصبحت مركزا ً للبحث والتجريب في طرق إيقاف وعكس اتجاه النشاط الإسلامي الراديكالي، وأنها وبالرغم من كل ما تقدمه، لم تحظى بالثناء الذي يليق بها في هذا الجانب.
ويمضي الموقع ليقول إن السعوديين يقوموا باستخدام وسائل الإعلام والمؤسسة الدينية في إضعاف الثقة بالمتطرفين الإسلاميين. ويلفت الانتباه كذلك للبرنامج الخاص بإعادة تأهيل المدانين أو المشتبه في أنهم إرهابيون إسلاميون. ويقول إنه وبالرغم من الانتقادات التي توجه لهذا البرنامج، نظرا ً لعودة نسبة تتراوح ما بين 10 إلى 20 % من المتخرجين منه مرة أخرى إلى عالم التطرف، إلا أن الغالبية العظمى تبتعد نهائيا ً عن التطرف الإسلامي. ويؤكد الموقع أيضا ً على ما حظيت به جهود الإصلاح من تأثيرات كبرى على تثبيط عزيمة الشباب العربي الذي يفكر في التحول للراديكالية الإسلامية.
ثم ينتقل الموقع ليشير إلى أن الجهود الحماسية التي تعمل من خلالها المملكة الآن لمقاومة التطرف الإسلامي قد بدأت عندما وقعت تفجيرات إرهابية في أعقاب الغزو الأميركي للعراق عام 2003. فحينها بدأت القاعدة في مهاجمة المملكة بزعم سماحها بغزو الشرق الأوسط على يد قوات غير مسلمة، كما بدأت في شن هجمات على أهداف سعودية، وهو ما دفع بمعظم السعوديين للانقلاب على وجه السرعة ضد الإرهابيين، إلى أن لاذ معظم هؤلاء الراديكاليين الإسلاميين بالفرار من البلاد. وقد قام السعوديون آنذاك بتزويد الإنتربول بأسماء هؤلاء الإرهابيين، وطلبت إعانتها على ملاحقتهم.
إلى هنا، يذهب الموقع لإبراز حالة عدم الرضا التي انتابت السعوديين نتيجة لنقص التعاون من جانب سوريا واليمن في ما يتعلق بجهود ملاحقة هؤلاء المتطرفين. ثم يكشف الموقع عن ذلك الواقع المؤسف الذي يتحدث عن وفاة ما يقرب من مائتي شخص في المملكة نتيجة للتطرف الإسلامي في الأربعة أعوام التي تلت عام 2003، وأنه ولهذا السبب، ظل معظم السعوديين على موقفهم المعادي للتطرف الإسلامي. في حين أكد الموقع على تمكن المملكة في غضون تلك المدة من تدمير القاعدة داخل أراضيها.
ومع هذا، يشير الموقع إلى أن معظم السعوديين يُحمِّلون الولايات المتحدة مسؤولية كل هذا، لأنهم يرون أن أميركا خلقت فرصة بغزوها العراق للمتطرفين الإسلاميين كي يزيدوا عدد المجندين، ويكتسبوا خبرة عملية على تنفيذ هجمات في العراق. كما ينوه الموقع لما سبق وأن أعلنته المملكة العربية السعودية بشكل واضح عن تفضيلها لشخص مثل صدام حسين لتولى مقاليد الحكم في العراق، بدلاً من ديمقراطية تسمح للأغلبية الشيعية العربية بحكم البلاد. وهنا، يرى الموقع أن الرئيس العراقي الأسبق نجح في تحويل بلاده لحليف أكثر من موثوق به ضد إيران، التي تعتبر أمة مؤلفة من غير العرب الذي يمارسون شكلا ً مختلفا ً لتيار الإسلام السُني.
إلى هنا، يمضي الموقع ليتحدث عن تلك الأنباء المتضاربة التي تقول إن المملكة العربية السعودية مازالت تشكل مصدر دعم كبير للتطرف الإسلامي، على الرغم من الحملات التي تشنها على المتطرفين الإسلاميين في المدارس والمساجد، وما تحاول بذله في ذات الوقت من جهود لمنع وصول المساهمات المالية إلى القائمين على القضايا الإرهابية. ويلفت الموقع كذلك للنجاح الذي حققه السعوديون في خفض مشاركات الشباب السعودي في تنفيذ العمليات الإرهابية بالعراق ( بعد وصول تلك النسبة إلى 40 % خلال الفترة ما بين عامي 2005 إلى 2007 ، وهي الفترة التي شهدت أوج العمليات الإرهابية في العراق )، ذلك النجاح الذي يرى الموقع أنه منح الفصائل المناهضة للإرهاب بالمملكة مزيداً من النفوذ. ويلفت الموقع أيضا ً لتمكن المملكة من التصدي لرجال الدين المؤيدين للإرهاب، وملاحقتها للأثرياء السعوديين الذين يستخدمون أعمالهم لتمرير الأموال إلى quot;الجمعيات الخيرية الإسلاميةquot;، التي كانت تُشكِّل في واقع الأمر واجهات لتمويل الإرهاب الإسلامي.
ثم يختم الموقع بالحديث عما تبذله الأسرة المالكة السعودية من جهود كبيرة من أجل تمويل حركة الإصلاح العربي، التي تؤكد على أن المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في العالم العربي هي مشكلات داخلية، وليست نتيجة للتدخل الأجنبي. ويلفت الموقع إلى أن السعوديين يُسَيِّرون الآن شؤونهم وفقا ً للمنهجية التي يعتقدون فيها وتقول إنه من الأفضل الإبقاء على باب الحوار مفتوحاً مع خصومك، حتى وإن تعين عليك أن تحول من واجهتك وتقوم بقتالهم في نهاية المطاف.
التعليقات