يحتفل المستوطنون في الخليل بعيد المساخر وسط حالة من التوتر عقب تجدد المواجهات مع الفلسطينيين.

الخليل: احتفل المئات من المستوطنين الاحد بعيد المساخر اليهودي (بوريم) في مدينة الخليل، بالضفة الغربية، التي يخيم عليها التوتر بعد قرار ضم الحرم الابراهيمي الى قائمة المواقع الاثرية الاسرائيلية. وفي الشوارع الضيقة لوسط المدينة سار هؤلاء المستوطنون المتدينون وهو يشربون الخمور ويرقصون ويغنون على الالحان الشرقية او العبرية وقد تنكروا على شكل مهرجين او حاخامات او .. فلسطينيين.

وكما جرت العادة في هذا الكارنفال الذي يحتسي فيه اليهود الخمر حتى الثمالة للاحتفال بما يقال انها معجزة انقذت الشعب اليهودي من مذبحة في بلاد فارس، كان الكثير منهم في حالة سكر شديد وقد اخذوا يلوحون بالاعلام الاسرائيلية وسط حراسة جنود بمثل عددهم تقريبا.

وتوجه المستوطنون القادمون من مستوطنة كيريات اربع المجاورة الى الحرم الابراهيمي الذي كان السبب في صدامات في الخليل بين فلسطينيين والجيش الاسرائيلي. وقال الحاخام باروخ مارزل زعيم المستوطنين اليهود ال600 المقيمين في الخليل لفرانس برس ان quot;الحرم الابراهيمي هو كل ما نملكهquot;.

واوضح quot;اذا لم يكن لنا الحق في الحرم الابراهيمي، فلن يكون لنا الحق في ان نكون امةquot;. ولم يسجل اي حادث الاحد باستثناء القاء بعض الحجارة على فلسطينيين في حين قام الجيش وتفاديا لاي تجاوزات بايقاف الموكب لدقائق عندما التقى بصبية فلسطينيين خارجين من المدرسة.

وامام متجره لم يستطع عبد العزيز وهو بقال فلسطيني في ال49 من العمر اخفاء غضبه وقال quot;انهم يسخرون منا كل عام. بل انهم اكثر سعادة اليوم من السنوات السابقة بسبب اعلان بنيامين نتانياهوquot;. وكان قرار رئيس الوزراء الاسرائيلي باضافة الحرم الابراهيمي وقبر راحيل في بيت لحم الى قائمة المواقع الاثرية الاسرائيلية السبب في الصدامات التي شهدتها الخليل في الايام الاخيرة الماضية.

وقال عدنان الجعبر وهو فلسطيني في الثامنة عشر quot;انه استفزاز. الحرم لنا وليس للاسرائيليينquot;. وقد انتقد المجتمع الدولي بما فيه الولايات المتحدة حليفة اسرائيل قرار نتانياهو هذا.

وما زاد من حدة التوتر في الخليل في الايام الاخيرة ذكرى مرور 16 عاما على المذبحة التي قتل خلالها 29 فلسطينيا اطلق عليهم المستوطن المتطرف باروخ غولدشتاين النار وهم يؤدون الصلاة في قاعة بالحرم الابراهيمي في 25 شباط/فبراير 1994. وندد رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض خلال زيارة للخليل الجمعة بقرار ضم هذين الموقعين محذرا من انه quot;يكرس الاحتلال الاسرائيليquot;..

وقال بعد ان ادى صلاة الجمعة في الحرم الابراهيمي ان quot;القرار يحمل بعدا سياسيا خطيرا ينطوي عليه من الناحية الفعليه ان هذه المناطق اسرائيلية، وهي ليست كذلك فهي ارض فلسطينية احتلت عام 1967quot;.

ويعيش اكثر من 160 الف فلسطيني في الخليل التي تعد من اكبر مدن الضفة الغربية والتي انسحب منها الجيش جزئيا عام 1998.

وتشهد المدينة توترا مستمرا بين الفلسطينيين والاسرائيليين بسبب وجود نحو 600 مستوطن يعيشون تحت حماية اعداد كبيرة من الجنود حول الحرم الابراهيمي اضافة الى 6500 مستوطن اخر يقيمون في كيريات اربع.