العراق يختار وسط ترقب اقليمي ودولي وهاجس أمني |
لندن: برغم وقوع أكثر من 40 إنفجاراً سقط جراءها حوالي 50 مواطناً في مدن عراقية فان وتيرة تصويت العراقيين تشكل ارتفاعاً مع مرور 4 ساعات على بدء الانتخابات التشريعية التي وصفها قادة بالمصيرية التي ستغير خارطة العراق السياسية بينما اعتبرها اخرون بداية لاجتثاث الفساد الذي يضرب مؤسسات الدولة في وقت كشف زعيم القائمة العراقية اياد علاوي عن توزيع سيارات عسكرية لمنشورات في بغداد اليوم تحذر من التصويت لقائمته بينما اكد رئيس الوزراء نوري المالكي ان الانتخابات ستهيء لاقامة افضل العلاقات العربية والاقليمية واكد جواد البولاني وزي الداخلية السيطرة على الوضع الامني في وقت اعلنت مفوضة الانتخابات تصويت 150 الف عراقي في الخارج خلال اليومين الماضيين من الاقتراع هناك.
ومع تصاعد عمليات العنف التي ضربت مدن بغداد والموصل والفلوجة وبغداد باكثر من 40 تفجيرا ادت الى مصرع واصابة اكثر من 50 مواطنا فأن الاقبال على صناديق الاقتراع سجل ارتفاعا بالمقابل بعد مرور 4 ساعات من زمن الاقتراع ابالغ 10 ساعات في وقت تباينت مواقف السياسيين من الانتخابات والامال المعقودة عليها. وقررت السلطات رفع حظر التحوال للمركبات في العاصمة وبعض المحافظات الاخرى.
وعقب الادلاء بصوته عبر زعيم القائمة العراقية رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي عن غضبه لتوزيع سيارات عسكرية في عدد من مناطق بغداد اليوم لمنشورات تحذر من التصويت لقائمته وقال ان مواطنين اعتقلوا عددا ممن كان فيها وسلموهم الى القوات الامنية. واشار الى ان الامال بتغييرات سياسية وانفراج لاتبشر بخير مع استمرار عمليات التهميش والاعتقال. واكد ان هذه الممارسات ستعرقل اجراء اصلاحات سياسية وتحقيق مصالحة وطنية حقيقية تنهي المحاصصة وتجعل العراق لكل العراقيين. واشار الى ان بعض الاوساط السياسية ماتزال تؤمن بالتهميش والعمل ضد القوى الوطنية ومنها المنضوية في الكتلة العراقية التي وزعت طائرات هيلكوبتر منشورات في بغداد ضدها قبل ايام واليوم قامت سيارات عسكرية يالامر نفسه.
اما وزير الداخلية رئيس قائمة وحدة العراق فقد عبر عن الامل في ان تسفر الانتخابات عن دعم التجربة الديمقراطية وتحقيق المشروع الوطني. ودعا البولاني المواطنين الى التوجه بكثافة الى مراكز الانتخابات مطمئنا بان الاوضاع الامنية مسيطر عليه. وعبر عن الامل ان تكون الانتخابات متماشية مع المعايير الدولية والوطنية المطلوبة.
ومن جانبه اعتبر رئيس الوزراء السابق رئيس قائمة الائتلاف الوطني العراقي ابراهيم الجعفري ان الانتخابات ستغير الاوضاع العراقية بالكامل وتعيد رسم العلاقة بين الحاكم والمحكوم. واشار الى ان الانتخابات ستقطع يد الفساد الذي يضرب جميع مؤسسات الدولة ووجه انتقادات لاذعة للاوضاع العراقية برمتها.
وقال ان الارهاب والفساد وجهان لعملة واحدة في الحاق الضرر بالعراقيين. اما نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي فقال في تصريح عقب الادلاء بصوته في بغداد انه يشعر بارتياح لتكريس الديمقراطية في العراق من خلال انتخابات اليوم التي سترسم مستقبل افضل. واضاف ان انتخابات الخارج شابتها بعض الخروقات والضعف وهو ما احبط الامال بانجاز انتخابات شفافة موضحا انه سجل 13 مخافة شهدتها هذه الانتخابات. وعبر عن الاسف لاستبعاد هيئة المساءلة والعدالة امس لعدد جديد من المرشحين وقال ان التعامل معهم قانونا بعد الانتخابات سيربك العملية السياسية. واشار الى ان عمليات القصف التي تعرضت لها بعض المناطق العراقية اليوم لن تثني المواطنين عن التوجه الى صناديق الاقتراع وتحدي الارهابيين وعملياتهم الارهابية.
وبعد ادلائه بصوته في مدينة السليمانية الشمالية قال رئيس حكومة اقليم كردستان برهم صالح ان هذه الانتخابات سترسم معالم العراق الفدرالي الديمقراطي. واضاف quot;ان الإنتخابات محطة مهمة في العملية السياسية وأملنا ان تكون هذه الإنتخابات شفافة ونحن في حكومة اقليم كردستان نعمل على نجاحهاquot;. وبشأن توقعات نتائج الإنتخابات قال يصالح quot;لا اريد ان أسبق الأحداث لكن كل التوقعات تشير الى إحتفاظ الاكراد بمنصب رئيس الجمهوريةquot; في اشارة الى الرئيش جلال طالباني.
كما عبر نائب رئيس الوزراء رافع العيساوي عن الامل في ان تهيء الانتخابات ظروفا افضل لتحقيق الخدمات والقضاء على البطالة وانهاء اوضاع المهجرين واعادتهم الى مناطقهم الاصلية.
وفي وقت سابق وفي تصريحات له عقب الادلاء بصوته اكد المالكي ان تغيرا سيحصل في الخارطة السياسية العراقية نحو مزيد من الاستقرار الذي سيمكن العراق من بناء افضل العلاقات مع محيطه العربي والاقليمي والاسلامي مشيرا الى ان عمليات اعادة البناء في البلاد لن تتم الا بوجود هذه العلاقات.
واضاف ان هذا اليوم يمثل نقلة نوعية في تاريخ العراق بالرغم من ان الارهابيين ارادوا عرقلة انجازه لكن تحدي العراقيين افشل ذلك. وقال انه متفائل من توجه حشود العراقيين الى صناديق الاقتراع ليمارسوا حق الاختيار للافضل بين المرشحين وانبثاق مجلس نواب قوي قادر على المساهمة في بناء عراق جديد وتلافي صعوبات المرحلة الماضية. واعرب عن امله في عدم حدوث اي خلل في عمليات التصويت داعيا السياسيين الى القبول بنتائج الانتخابات وقال quot;ان من يخسر اليوم قد يربح غدا ولاداعي للقلق من المستقبلquot;.
وقبل ذلك وفي تصريحات له بعد ادلائه بصوته في مدرسة ثانوية دعا طالباني العراقيين الى التوجه بكثافة الى صناديق الاقتراع ووصف الانتخابات بأنها مصيرية وستقرر مصير الديمقراطية في البلاد. وفي بغداد بدأ كبار المسؤلين العراقيين بالادلاء بأصواتهم في مركز انتخابي بفندق الرشيد في المنطقة الخضراء حيث كان اولهم الحكيم الذي عبر في تصريحات عن مخاوفه من حدوث خروقات في الاقتراع داعيا المفوضية الى معالجة كل اشكالات تحصل بالسرعة المطلوبة. ووصف الانتخابات بانها quot;ملحمةquot; ينطلق فيها العراقيون ليقولوا كلمتهم ويعبروا عن خياراتهم وارائهم ووجه نداء الى العراقيين للمشاركة في الانتخابات.
اما رئيس مجلس النواب اياد السامرائي فقد اشار الى ان الانتخابات تكتسي اهمية كبيرة وقال ان العالم وخاصة دول الجوار تتابع ما ستسفر عنه. واشار الى ان بعض الدول الاقليمية كان لها بعض المواقف السلبية من الاوضاع الجديدة من الاوضاع الجديدة لاعتبارات لم يذكرها.
ومن جانبه قال نائب الرئيس العراقي الاخر عادل عبد المهدي عقب الادلاء بصوته في مدينة الناصرية الجنوبية التي رشح فيها ان هذه الانتخابات سترسم مستقبل البلاد خلال المرحلة المقبلة عبر انتخاب الاكفاء والاصلح لخدمة العراقيين. واشار الى اهمية حياد مفوضية الانتخابات ودعم القوات الامنية في مواجهة الارهابيين وتهية ظروف انسحاب القوات الاجنبية من البلاد.
وشدد على ضرورة الوقوف بوجه اي تدخل في العملية الانتخابية وقال ان الحيادية هي في مصلحة جميع العراقيين. واوضح ان الاختلاف في الرؤى بين القوى العراقية هو لصالح المواطنين ولتحقيق وتعضيد وحدتهم.
وفي مؤتمر صحافي في بغداد قال مسؤولين في مفوضية الانتخابت ان عددا من المراكز الانتخابية لم يتك فتحها مع ساعات الصباح الاولى بسبب الاوضااع الامنية لكنها فتحت ابوابها فيما بعد. واشاروا الى ان 150 الف عراقي صوتوا خلال اليومين الماضيين في الاقتراع الخارجي في 16 دولة عربية واجنبية. وكشفوا عن وجود 100 شكوى انتخابية تقوم المفوضية حاليا بدراستها واتخاذ قرارات بشأنها.
ومع بدء التصويت فقد سقطت ست قذائف على المنطقة الخضراء وسط العاصمة حيث المقار الحكومية ومعظم السفارات الاجنبية كما انفجرت عبوتان ناسفتان بالقرب من مركزين انتخابيين غرب بغداد وشرقها اضافة الى انفجار ثلاث عبوات ناسفة في مدينة الفلوجة بمحافظة الانبار غرب بغداد. وقد ادت هذه الانفجارات لحد الان الى مصرع ثلاثة اشخاص واصابة 13 اخرين بجروح.
وفي نقل حي لعمليات التصويت من معظم المدن العراقية تقوم بها فضائيات عراقية يبدو الاقبال في الساعة الاولى من الاقتراع ضعيفا ويشاهد عناصر القوات المسلحة عند مداخل مراكز الاقتراع وهم يجرون تفتيشا دقيقا للداخلين للتصويت في هذه المراكز.
ومع توجه العراقيون الى صناديق الاقتراع في عموم البلاد صباح اليوم لاختيار شكل حكومتهم خلال السنوات الاربعة المقبلة، وسط ترقب اقليمي ودولي عما ستسفر عنه نتائجها في ظل مخاوف امنية من وقوع عمليات ارهابية مع تهديد تنظيم القاعدة بافشال الانتخابات وضرب مراكزها، حيث اغلقت البلاد اجواءها وحدودها البرية والبحرية واوقفت الحركة بين محافظاتها الثمانية عشر فيما يقوم حوالي مليون عسكري بمواجهة هذه التهديدات وحفظ أمن المشتركين في التصويت الذين يحق ل 18 مليون و600 الف عراقي المشاركة فيها.
لندن: في حين فتح 8 الاف مركز انتخابي في عموم العراق تضم 64 الف محطة انتخابية بمراقبة حوالي نصف مليون مراقب محلي وعربي واجنبي، فان الانتخابات التي تستمر 10 ساعات تجري وسط اهتمام اقليمي ودولي كبير. فبالنسبة الى دول الاقليم فأن الترقب على شكل الحكم دفع بها الى دعم هذا الائتلاف الانتخابي او ذاك.. وللولايات المتحدة ودول العالم الاخرى فان الانتخابي تدفع الى تطلع بتحقيق امن واستقرار يهيئان لاستكمال انسحاب القوات الاميركية من البلاد مع نهاية العام المقبل، كما توفير ظروف استثمارات ضخمة في بلد متعب انهكته الحروب والصراعات الداخلية.
وفي هذا الاطار اتهم وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري دول الجوار بمحاولة التأثير على نتائج الانتخابات، التي تعتبر اختبارا حاسما لخروج البلاد من سنوات من الحرب واعمال العنف الطائفية. واكد زيباري إن إيران والمملكة العربية السعودية وسوريا وتركيا والاردن والكويت كلها تدخلت بدرجات متفاوتة قبل ثاني انتخابات عامة يشهدها العراق منذ عام 2003.
واضاف quot;هذه ليست مجرد انتخابات عراقية هذه انتخابات اقليمية يتابعها جيران العراق عن كثبquot;، واوضح ان quot;بعضهم يشارك بنشاط في دعم بعض الجماعات محبذين نتائج معينة.. و كل دول الجوار الست مشاركةquot; بتدخل شمل الدعم السياسي والمعنوي والفني والمالي لبعض الاحزاب. واشار زيباري الى ان هذه الانتخابات مصيرية لان الانتخابات السابقة كانت لفترة مؤقتة بينما ستؤسس هذه لمؤسسات وكيانات الدولة وستشارك فيها جميع الأطياف والقوميات والمذاهب.
إجراءات أمنية مشددة
اغلق العراق عند منتصف الليلة الماضية أجواءه وحدوده البرية والبحرية وفرض حظرا على تجوال المركبات واغلق منافذ ومخارج محافظاته الثمانية عشر استعدادا للانتخابات، وتم فرض حظر لتجوال المركبات اعتبارا من الساعة العاشرة من مساء امس (7 غ) وحتى الساعة الخامسة (2 غ) من صباح الاثنين المقبل. كما تم غلق الحدود والمطارات اعتبارا من منتصف الليلة الماضية بالتوقيت المحلي (9 غ مساء) وحتى الساعة الخامسة من فجر يوم الاثنين.
وقال المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا ان هذه الاجراءات تهدف الى حماية المراكز الانتخابية والناخبين في يوم التصويت العام غدا، واضاف ان قيادة عمليات بغداد اخذت جميع الاحتياطات وكل الاحتمالات quot;اذ سيحاول اعداء العراق استخدام كل ما يستطيعون وما اتيحت لهم الفرصة لاستغلال أية ثغرة امنية quot;، واشار الى ان عمليات بغداد اكدت على قطاعاتها ضرورة التعامل بحزم وقوة مع كل من يحاول التأثير على امن الناخبين.
وقال ان quot;لدينا معلومات عن وجود مخططات تهدف لاجهاض العملية الانتخابية لكن يقظة اجهزتنا الامنية ستبطل جميع المخططات الارهابيةquot;، واضاف quot;ان اجهزتنا الامنية ستنجح بحماية العملية الانتخابية سواء كانت المراكز او الناخبين او المرشحين رغم وجود المحاولات للتأثير على هذه العمليةquot;، مشيرا الى وجود جهود تبذل من اجل زعزعة الأمن في يوم الاقتراع العام، ولم يستبعد عطا وجود دعم اقليمي للتأثيرعلى الانتخابات العراقية امنيا. وقد اعلنت قيادة شرطة الانبار الليلة الماضية احباط هجوم انتحاري بواسطة شاحنة مفخخة كانت تستهدف احد المراكز الانتخابية شرق مدينة الرمادي غرب بغداد.
وتأتي هذه الاجراءات وسط مخاوف امنية بعرقلة سير الانتخابات بعد ان شهد يوم التصويت الخاص الخميس الماضي عمليات تفجير لمراكز انتخابية ادت الى مقتل واصابة 60 عراقيا، والليلة الماضية قال مصدر في الشرطة ان معلومات استخباراتية دقيقة وردت عن وجود جماعات مسلحة تقوم بتفخيخ شاحنة تستهدف احد المراكز الانتخابية في منطقة الحبانية شرق مدينة الرمادي، واضاف انه تم على الفور تحركت دوريات من الشرطة الى مكان الحادث حيث القي القبض على خمسة مسلحين وبحوزتهم شاحنة مفخخة لاستهداف احد المراكز الانتخابية في المنطقة اليوم، واشار الى ان التحقيق جار مع المسلحين الخمسة لمعرفة ما اذا كانت هناك عجلات اخرى مفخخة لاستهداف مراكز انتخابية اخرى في المنطقة.
كما عثرت القوات الامنية في ابو غريب امس على العديد من المنشورات والأقراص المدمجة التي تحذر من المشاركة في الانتخابات، وقام مجهولون بالقاء المئات من المنشورات والأقراص المدمجة في مناطق الحمدانية وأبو منصير وخان ضاري والنصر والسلام التي تهدد من مغبة المشاركة في الانتخابات، وهي تحمل اسم دولة العراق الإسلامية الامر الذي خلق اجواء امنية متوترة.
وكان تنظيم القاعدة في العراق قد اعلن امس فرض quot;حظر التجولquot; الاحد في جميع انحاء البلاد لمنع اجراء الانتخابات، كما افاد موقع quot;سايتquot; الاميركي لرصد المواقع الاسلامية. وذكر الموقع ان رسالة لتنظيم القاعدة نشرت على موقع اسلامي على الانترنت تقول ان quot;دولة العراق الاسلامية تعلن حظر التجول يوم الانتخابات من السادسة صباحا حتى السادسة مساء في جميع انحاء العراق وخاصة في المناطق السنيةquot;، واضافت quot;لسلامة شعبنا يجب على كل من يعلم بهذا الامر ان يبلغ من لا يعلم حتى يتزود بما يحتاج اليه خلال فترة حظر التجولquot;. وحذرت دولة العراق الاسلامية، فرع القاعدة في البلاد، من يخرق حظر التجول هذا بانه quot;يعرض نفسه للاسف لغضب الله ولكل صنوف اسلحة المجاهدينquot;.
ويشارك حوالي مليون شرطي وجندي وعنصر استخباري في حماية امن الانتخابات العراقية من خلال نصف مليون شرطي وافراد 14 فرقة عسكرية من الجيش العراقي يبلغ تعدادهم حوالي 400 الفا، اضافة الى مئات من عناصر الاستخبارات في محافظات العراق الثمانية عشر لحماية 18 مليون و600 الف مواطن يحق لهم التصويت، اضافة الى عشرات الالاف من المرشحين والمراقبين والاعلاميين.
وتم تشكيل اكثر من طوق امني حول مراكز الانتخابات الاول من قبل الشرطة والثاني من قبل الجيش العراقي فيما انتشرت عناصر استخباراتية حول المراكز الامنية وداخلها لحماية الانتخابات من التزوير، اما عمل عناصر الاستخبارات فيهدف الى رصد تحركات الارهابيين ومراقبة العاملين في المراكز للحيلولة دون تزوير العملية الانتخابية.
ومن جهتها اتخذت وزارة الداخلية في حكومة اقليم كردستان عدة اجراءات وتدابير امنية لتعزيز الاجواء الامنية خلال عمليات الاقتراع اليوم. وقال فائق توفيق وكيل وزارة الداخلية في حكومة الاقليم ان الوزارة اتخذت الاجراءات اللازمة لمواجهة اية حالات استثنائية قد تحصل بين الكيانات السياسية المشاركة في العملية الانتخابية، كما نقلت عنه وكالة الانباء الوطنية العراقية، مضيفا ان الوزارة نشرت وحداتها العسكرية واجهزتها الامنية داخل المدن وخارجها ووضعت اجهزة الشرطة والآسايش والمرور في حالة تأهب لمواجهة اية احتمالات.
مراقبون دوليون
اما بالنسبة لمراقبة عمليات الاقتراع في عموم العراق فقد اعتمدت مفوضية الانتخابات 494 الفا و577 مراقبا محليا ودوليا ووكيل كيان سياسي. وقد بلغ عدد وكلاء الكيانات السياسية المعتمدين 393 الفا و661 وكيلا يمثلون 550 كيانا سياسيا.. فيما بلغ عدد المراقبين المحليين 99 الفا و469 مراقبا يمثلون 395 منظمة مراقبة محلية اضافة الى 1447مراقبا دوليا يمثلون 35 منظمة مراقبة دولية. فيما بلغ عدد الاعلاميين المحليين الذين سيغطون العملية الانتخابية 1200 اعلامي عراقي و800 اعلامي اجنبي لتغطية الانتخاباتquot;.
ويشير استطلاع للرأي أجراه quot;مركز الشرق للدراسات والبحوثquot; في جميع محافظات البلاد الثمانية عشر الى ان نسبة المشاركة في الاقتراع ستتراوح بين 67% إلى 72% من مجموع أعداد الناخبين البالغ 18 مليون و600 الفا. وكانت نسبة المشاركة في انتخابات مجالس المحافظات التي جرت في كانون الثاني (يناير) من العام الماضي قد بلغت 51% قياسا بالتجارب الانتخابية الماضية في وقت رجح فيه مراقبون أن تشهد هذه الانتخابات أيضا عزوفا عن التوجه إلى مراكز الاقتراع.
القادة وقدموا وعودا.. والحملة الانتخبية كلفت نصف مليار دولار
وقبيل ساعات من بدء الانتخابات توجه القادة العراقيون الى مواطنيهم الليلة الماضية بخطابات اتصفت بتبادل اتهامات الى جانب وعود بمكافحة الارهاب والفساد المالي واطلاق دعوات لوقف الاعتقالات واجراء انتخابات نزيهة شفافة ودعوا المواطنين الى المشاركة في الاقتراع بكثافة من اجل احداث التغيير الذي يتطلعون اليه.
واعتبر الرئيس العراقي جلال طالباني ان الانتخابات ستكفل تسريع بناء مؤسسات الدولة وسيغدو أداة هامة في مكافحة آفة الفساد الإداري والمالي وتأكيد المساواة التامة بين المواطنين على اختلاف انتماءاتهم القومية والدينية والمذهبية. بينما شدد نائب الرئيس عاد عبد المهدي على ضرورة انبثاق وحكومة تستطيع ان تواجه الارهاب والتخريب وتمنع الاوضاع من العودة الى الماضي المظلم والبعث الصدامي والدفاع عن الثوابت الدينية والوطنية.
اما زعيم القائمة العراقية اياد علاوي فقد عبر عن امله في ان تجري الانتخابات بشكل سليم وان يتم السماح للعراقيين بالابدلاء باصواتهم بحرية وان يختاروا من يشاؤون وقال quot;هناك محاولات من الحكومة لاستهداف القوى السياسية الوطنية من خلال الاعتقالات والتسقيط السياسي.
ومن جهته هاجم المالكي علاوي ونائب الرئيس طارق الهاشمي وقال انهما بدءا حملتهما الانتخابية من خارج الحدود في اشارة الى جولتهما الاخيرة الى عدد من الدول العربية، وعبر عن رغبته بان تكون الحكومة القادمة هي حكومة اغلبية سياسية وان لا تكون وفق المحاصصة.
اما نائب الرئيس طارق الهاشمي فقد اكد ان التغيير اصبح واجبا وطنيا ومهمة اخلاقية قبل ان تكون سياسية خصوصا بعد مضي سبع سنوات مما اسماه بالالم والماسي والضعف الواضح في اداء الحكومة. ويشارك في الانتخابات 18 مليون و600 الف ناخب في 18 محافظة عراقية ومليون و 600 الف في 16 دولة أجنبية، ويتنافس فيها 6172 مرشحاً بينهم 1803 نساء يمثلون 165 كياناً ينتمون الى 12 ائتلافاً سياسياً للتنافس على 325 مقعداً.برلمانيا.
وتشير تقارير الى ان نحو خمسة ملايين ملصق دعائي وزعت ورفعت في أنحاء العراق خلال الحملات الدعائية التي استمرت 22 يوما وانتهت صباح امس قبل 24 ساعة من بدء الاقتراع. كما تم طبع مليوني كراسة صدرت بخمس لغات اضافة الى الإعلانات في الصحف والقنوات التلفزيونية الارضية والفضائية والاذاعات المحلية والعربية والتعاقد مع شركات الهاتف النقال لإرسال رسائل قصيرة، في اضخم واوسع حملة انتخابية في تاريخ العراق انفق عليها حوالي نصف مليار دولار.
التعليقات