لاهور: قتل احد عشر شخصا على الاقل واصيب عشرات الاثنين في اعتداء بسيارة مفخخة دمر مبنى تابعا لشرطة مكافحة الارهاب في لاهور شرق باكستان، حيث ما زال عشرات الموظفين عالقين تحت الانقاض. وتشهد البلاد سلسلة من الاعتداءات العنيفة التي تنفذها حركة طالبان القريبة من القاعدة اسفرت عن سقوط اكثر من ثلاثة الاف قتيل في سنتين ونصف.

وصرح خسرو برويز رئيس ادارة المدينة للصحافيين في موقع الانفجار quot;قتل 11 شخصا واصيب 61 آخرين بجروحquot;. وتبث قنوات التلفزيون مباشرة صور حشود من الرجال يفتشون انقاض مبنى منهار وسط حركة كثيفة لسيارات الاسعاف.

واعلن برويز راثور قائد شرطة المدينة ان الاعتداء quot;استهدف مبنى تستعمله وحدة خاصة من الشرطة بالخصوص لاستجواب المشتبه في تورطهم في الارهابquot; في هذه المدينة التي تضم ثمانية ملايين نسمة وشهدت عددا من الاعتداءات الانتحارية.واكد ان quot;سيارة محشوة بالمتفجرات اصابت المبنىquot;. ويخشى الشرطيون والاطباء من تفاقم الحصيلة لا سيما ان عدة اشخاص ما زالوا عالقين تحت الانقاض في شارع مكتظ في هذه الساعات من بداية الصبيحة.

واضاف راثور المتخوف من تفاقم الحصيلة بعد رفع الانقاض quot;اعتقد ان بين ثلاثين واربعين شخصا كانوا في المبنى عند وقوع الانفجار الذي احدث حفرة يبلغ عمقها ثلاثة امتار وقطرها ما بين اربعة الى ستة امتارquot;. واعلن الطبيب جواد اكرم اكبر مسؤول في مستشفى المدينة quot;وضعنا مستشفى الجنة في حالة طوارئ لاستقبال الجرحىquot;.

وتابع قائد الشرطة ان quot;اعتداء طال ايضا مدرسة قرآنية مجاورة وبعض المنازلquot;. واضاف ان quot;الانفجار كان قويا الى حد اننا شعرنا به بعيد جداquot;. وقد قتل نحو 3100 شخصا خلال سنتين ونصف في مختلف انحاء البلاد في سلسلة من 360 اعتداء اغلبها انتحاري ونفذ معظمها مقاتلو طالبان الباكستانية التي يحاربها الجيش في المناطق القبلية.

وشن الجيش منذ عدة اشهر عدة هجمات على معاقل حركة طالبان الباكستانية الموالية للقاعدة والتي اعلنت صيف 2007 الجهاد على سلطات اسلام اباد التي تندد بدعمها الولايات المتحدة في quot;حربها على الارهابquot;. وحركة طالبان الباكستانية هي المسؤول الاساسي على سلسلة الاعتداءات التي تعصف بباكستان منذ اكثر من سنتين ونصف.

وغالبا ما تستهدف الاعتداءات الجيش والشرطة والمباني الرسمية كما ان الانتحاريين باتوا يستهدفون المدنيين اكثر من ذي قبل واحيانا وسط اسواق مكتظة. وفي لاهور قتل اكثر من 110 شخصا سنة 2009 في ستة اعتداءات انتحارية استهدف معظمها الجيش والشرطة بينما استهدف اعتداء مزدوج في السابع من كانون الاول/ديسمبر سوقا مكتظة واسفر عن سقوط 49 قتيلا في وسط المدينة.

والمناطق القبلية في الجبال العالية بشمال غرب البلاد الخاضعة في معظمها لحركة طالبان الباكستانية معقل لتنظيم القاعدة وقاعدة خلفية لحركة طالبان الافغانية. وغالبا ما تشن عليها طائرات اميركية بدون طيار تابعة لوكالة الاستخبارات الاميركية (سي اي ايه) غارات تستهدف قيادات تنظيم اسامة بن لادن وطالبان.