الدوحة / رحب المؤتمر الثالث للمنظمات الإنسانية بالدول الأعضاء بمنظمة المؤتمر الإسلامي الذي عقدته المنظمة بالتعاون مع جمعية قطر الخيرية بالجهود التي تبذل من أجل تحقيق السلام بالسودان خاصة منها جهود دولة قطر في رعايتها لاتفاق السلام الموقع بالدوحة بين حكومة السودان وحركة العدل والمساواة.
واشاد المؤتمر فى بيانه الختامي الذى صدر اليوم فى ختام اعماله التى استمرت يومين بسعى دولة قطر لانشاء بنك للتنمية والإعمار بدارفور، ودعا كافة المنظمات للإسهام في جهود إعادة التأهيل والإعمار ودعم برامج استقرار النازحين.
كما تضمن البيان الختامي اشادة بالمنهجية المتبعة في إعداد ميثاق الشرف و مدونة السلوك للعمل الانساني وذلك بالتنسيق مع المركز الدولي للأبحاث والدراسات quot;مدادquot;، وحثوا على مزيد من الاستفادة من جهود الخبراء و الأكاديميين والمختصين في هذا المجال سواء من العالم الإسلامي خصوصا مجمع الفقه الإسلامي أو من خارج العالم الإسلامي بما يتيح الوصول إلى عمل متقن يشكل قيمة مضافة في المنظومة الأخلاقية للحقل الإنساني.
وأكد المؤتمرون على ضرورة تحديد جدول زمني لا يتجاوز موعد المؤتمر القادم لعرض الصيغة النهائية لمدونة السلوك وميثاق الشرف، على أن ترسل إلى الجهات المشاركة بوقت كاف لا يقل على شهر من التاريخ المتوقع لانعقاد المؤتمر لإبداء مرئياتها بهذا الخصوص.
وحث المؤتمر المنظمات الإنسانية والجهات المانحة على تقديم الدعم المالي لمشروع إعداد مدونة السلوك وميثاق الشرف وثمنوا مبادرة جمعية الدعوة الإسلامية العالمية بالجماهيرية الليبية على استعدادها لدعم واستضافة الندوات والأنشطة الخاصة بذلك.
وفيما يتعلق بتعزيز التعاون المشترك بين المنظمات الإنسانية ومنظمة المؤتمر الإسلامي بارك المشاركون في المؤتمر مشروع اللائحة الخاصة بشروط حصول المنظمات الإنسانية في منظمة المؤتمر الإسلامي على صفة الشراكة، وطلبوا تضمين الإضافات والتعديلات التي قدمتها بعض الوفود لإثراء المشروع وعرضها في الدورة القادمة لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء فى المنظمة.
وحث المؤتمر المنظمات الإنسانية بالدول الأعضاء لمنظمة المؤتمر الإسلامي على التقدم بطلب الحصول على العضوية الاستشارية في منظمة المؤتمر الإسلامي وفق اللائحة المشار إليها وذلك في أسرع وقت ممكن.
وشكل المؤتمر لجنة مشتركة تضم منظمة المؤتمر الإسلامي وممثلين عن المنظمات الإنسانية (هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية بالمملكة العربية السعودية، وجمعية قطر الخيرية بدولة قطر، ومؤسسة القذافي للجمعيات الخيرية والتنمية بالجماهيرية العربية الليبية، وجمعية إي هاها بالجمهورية التركية، مبرة الأعمال الخيرية بدول الكويت ومنظمة العون الإنساني والتنمية بجمهورية السودان) لتتولى النظر واقتراح شكل وآليات التنسيق والتعاون بين المنظمات الإنسانية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ليعرض على مؤتمر استثنائي أو عادي للمنظمات الإنسانية للنظر والاعتماد.
وبخصوص الوضع الانساني في غزة بفلسطين طالب المؤتمر منظمة المؤتمر الإسلامي وجميع مؤسسات المجتمع الدولي العمل على رفع الحصار الظالم وفتح المعابر وضمان الانسياب غير المشروط للمساعدات الإنسانية وجميع أنواع البضائع والحاجيات الضرورية للقطاع كي يتمكن سكان القطاع من العيش بكرامة وحرية، واعتبر المؤتمر فرض الحصار والمشاركة فيه جريمة إنسانية وأخلاقية.
وفيما يتعلق بالصومال أشاد المشاركون بقرار منظمة المؤتمر الإسلامي فتح مكتب لتنسيق العمل الإنساني في مقديشو وأهابوا بجميع المنظمات والدول الإسلامية والمؤسسات المالية إلى تكثيف وتضافر جهودها من أجل تقديم الدعم الإنساني العاجل للشعب الصومالي وناشدوا الحكومة الصومالية والحركات المسلحة بفتح معابر آمنة لانسياب المعونات الإنسانية.
واكد المؤتمر مؤازرته لجهود منظمة المؤتمر الاسلامي فى تنظيم مؤتمر المانحين لدعم دارفور الذى يعقد بالقاهرة يوم 21 مارس الحالي، داعيا المنظمات والحكومات للمشاركة الفاعلة حتى يحقق المؤتمر اهدافه المرجوة.
وحول الوضع الانساني فى العراق أكد المشاركون ضرورة دعم كافة الجهود الإنسانية في العراق من أجل رفع معاناة الفئات المحتاجة خصوصا الأرامل والأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة الذين تزايدت أعدادهم بشكل كبير.
وثمنوا كافة الجهود المبذولة من أجل تخفيف معاناة أسر الضحايا في اليمن وطالبوا بمضاعفة الجهد لتلبية الاحتياجات الأساسية والإنسانية في ظل الظروف الراهنة، كما ناشدوا جميع الأطراف مساعدة الجهات الإنسانية في إيصال مساعداتها للمحتاجين والمشاركة في جهود الإعمار.
وحذر المؤتمر من تداعيات الوضع الإنساني في النيجر نتيجة هشاشة الأمن الغذائي في البلاد، داعيا فى هذا الاطار الى متابعة الوضع في النيجرعن كثب واتخاذ ما يلزم من إجراءات للتأهب والوقاية من أي كارثة قد تتعرض لها البلاد.
وأقر المؤتمر تشكيل فريق عمل مشترك خاص بكل بلد من البلدان المذكورة سابقا لإعداد مشروع خطة عمل وفق المنهجية المتفق عليها في المؤتمر لتعزيز التعاون المشترك بين المنظمات لعرضها في لقاء خاص تدعو له منظمة المؤتمر الإسلامي خلال أربعة أشهر للنظر والاعتماد.
وكان المؤتمر قد استعرض خلال جلسات وورش العمل الأوضاع الانسانية فى كل من غزة بفلسطين ودارفور بالسودان والعراق واليمن والصومال والنيجر.
وثمن البيان الختامي للمؤتمر الأفكار المطروحة حول إنشاء شبكة إعلاميين متخصصين في الشأن الإنساني، واكد على إدارة الشؤون الإنسانية بالامانة العامة لمنظمة المؤتمر الاسلامي دراسة الموضوع وتأمين إعداد دورة متخصصة في سبل الشراكة بين المنظمات الإنسانية والوسائل الإعلامية.
وأشاد بمبادرة إدارة الشؤون الإنسانية ومركز مداد لإعدادهما وتقديمهما تقريرا سنويا عن الكوارث في العالم الإسلامي ودعا جميع المنظمات للإسهام بتوفير المعلومات التي تساعد على إثراء التقرير.
وناشد المؤتمر الدول الأعضاء المانحة بتخصيص نسبة من مساعداتها الإنسانية والإنمائية للبرامج والمشاريع التي تنفذها منظماتها الإنسانية.
كما ناشد المؤتمر منظمة المؤتمر الإسلامي السعي لدى الأمم المتحدة لسن قانون يفرض على الدول المتسببة في الكوارث والأزمات تعويض المتضررين و إعادة تأهيل المناطق المتضررة.
وعبر المؤتمر عن شكره لدولة قطر قيادة وحكومة وشعبا على حسن الضيافة والاستقبال وجدد شكره لجمعية قطر الخيرية ومنظمة المؤتمر الإسلامي على جهودهما القيمة في التحضير والإعداد لهذا المؤتمر.
ووافق المؤتمر على عقد الدورة الرابعة لمؤتمر المنظمات الانسانية بالدول الاعضاء فى منظمة المؤتمر الاسلامي بالسودان باستضافة من جمعية الدعوة الإسلامية.
وكان المؤتمر الثالث الذى عقد تحت شعار quot;معا من اجل تضامن فعالquot; قد شهد مشاركة ممثلين عن حوالي 70 منظمة إنسانية وخيرية من 35 دولة من الدول الأعضاء فى المنظمة .
وركز المؤتمر على محورين أساسيين الأول يتعلق بالتعاون بين المنظمات الإنسانية في مجال التأهب والاستجابة للكوارث في العالم الإسلامي والثاني على تعزيز التعاون بين المنظمات الإنسانية ومنظمة المؤتمر الإسلامي.
وعقد المشاركون العديد من جلسات وورش العمل المتعلقة بمتابعة توصيات المؤتمر الثاني ذات الصلة بإدارة العمل الإنساني بمنظمة المؤتمر الإسلامي والوضع الإنساني في عدد من دول العالم الإسلامي، كما تم تسليط الضوء على بعض القضايا التى تعزز عمل المنظمات الانسانية والخروج بأليات وصيغ تهدف الى تطوير العمل فى هذا المجال الهام.