رأى مصدر عسكري لبناني كبير أن كلام قوى الرابع عشر من اذار على واجب الجيش في التصدي لأي عدوان تتعرض له البلاد جاء في غير محله، مبيّنًا أن حدوث هذا السيناريو يعني تضافر كافة الجهود للدفاع عن الوطن.

بيروت:إستوقف مصدر عسكري مسؤول الكلام الصادر عن اجتماع قوى الرابع عشر من آذار الذي انعقد في فندق البريستول في بيروت أول من أمس، لجهة ذكره في البيان الختامي quot;ان الرد على أيّ عدوان اسرائيلي هو من مسؤولية الجيش اللبناني الذي يطلع الحكومة وفقًا للأصول الدستورية على مجريات الأمورquot;، وقوله quot;انه يعود للحكومة وحدها الحق في تقدير الموقف واتخاذ الاجراءات اللازمةquot;.

واعتبرالمصدر أنّ التأكيد على أن الجيشهو من يتصدى للعدوان الاسرائيلي عندوقوعه على الأراضي اللبنانية،جاء من باب quot;لزوم ما لا يلزمquot; اذ من مسؤولية الجيش الأولى مواجهة اي اعتداء يتعرض له الوطن والدفاع عنه، كما ان العدوان بحد ذاته يعني تضافر جميع الجهود لإفشاله، بحيث يمكن لكل من يقتني سلاحًا استخدامه لمحاربة العدو يشارك في ذلك الصغير والكبير الشباب والشيوخ النساء والرجال كل وفق امكانيته سواء بالرصاص او الحجارة أو الزيت المغلي على سبيل المثال ، من منطلق ان مقاومة العدوان حق كرّسته الشرائع الدولية.

ولفت هذا المصدر أنّ ما من سياسي على طاولة الحوار أو غيرها إلا وأدلى بدلوه حول الاستراتيجية الدفاعية واعطى التفسيرات التي تحلو له بشأنها فيما اصحاب الشأن انفسهم ، اي المراجع العسكرية المسؤولة ، مغيبة عن هذا البحث علمًا انها الجهة العالمة بالف باء هذه الاستراتيجية وكيفية اعدادها وتطبيقها.

وفي ما يثار داخل قوى 14 آذار حول قرار الحرب والسلم والمطالبة بأن يكون في يد الدولة وحدها لا ملك فريق أو آخر ذكر المصدر العسكري المسؤول ان لبنان عبر تاريخه لم يعلن يومًا الحرب على أحد بل كان دائمًا داعية سلام خصوصًا انه ينتعش ويزدهر في اجوائه.

الا ان انشاء الكيان الصهيوني الغاصب جعله يتحمل تبعاته ومن هنا يمكن القول ان من يستبعد حصول حرب مع اسرائيل في المدى القريب على الأقل لابد ان يكون مستعدًا لمواجهته في اي لحظة أيضًا كون العقيدة الاسرائيلية مبنيّة على العدوان والغدر واغتصاب الأراضي العربية وعدم التورع في ارتكاب المجازر.

وشدد هذا المصدر على ان وقوف لبنان واللبنانيين صفًا واحدًا يشكل عامل ردع فعّال يجعل القيادة العسكرية الاسرائيلية تفكر الف مرة قبل الاقدام على شن عدوانها، مشيرًا على من يظن ان لدى اسرائيل رغبة في السلام ان يراجع مسلسل اجرامها طيلة السنوات الستين الماضية.

هذا وكرّر المصدر العسكري المسؤول نفيه وجود اتفاقية تعاون اميركي مع الجيش اللبناني شبيهةٍ بتلك المعقودة مع قوى الأمن الداخلي كما المح الى ذلك نواب وشخصيات في فريق 14 آذار ، موضحًا ان التدريبات التي يخضع لها ضباط وعناصر من الجيش سواء في الولايات المتحدة أو غيرها انما هي محض تقنية وعسكرية ولا علاقة لها بأي quot;تدريب سياسيquot; لا من بعيد ولا من قريب.

وكشف هذا المصدر ان كل ضابط يخضع لدورة تدريبية يقوم في نهايتها باعداد تقرير مفصل بشأنها يطلع فيه قيادته على ما تلقاه فيها حتى اذا ما تبين وجود quot;خللquot; ما في سياق هذه التدريبات مخالفًا لما ورد في الاتفاقية الخاصة بها لجهة مخالفتها عقيدة الجيش وتوجهه على سبيل المثال، فإن القيادة لا تتورع عن إلغائها.