ظهر حسني مبارك الرئيس المصري للمرة الأولى منذ خضوعه لعملية جراحيّة قبل عشرة أيام عبر شاشة التلفزيون. وجلس مبارك خلال اللقطات التي بثها التلفزيون الرسمي المصري بين عضوين من فريقه الطبي وقد ظهر بحالة جيدة.

القاهرة: بث التلفزيون الرسمي المصري الثلاثاء صوراً للرئيس حسني مبارك في غرفته في مستشفى هايدلبرغ الجامعي في المانيا وظهر فيها جالساً مع فريقه الطبي وبدا واضحاً أن وزنه انخفض. وهذه اول مرة يظهر فيها مبارك منذ اجرائه جراحة لاستئصال المرارة وزائدة لحمية في الاثني عشر في السادس من اذار/مارس الجاري. ولم يصاحب الصور اي صوت بل كان يعلق عليها مذيع التلفزيون.

واظهرت الصور، التي أكد المذيع أنها التقطت صباح يوم الثلاثاء أثناء الزيارة الصباحية التي قام بها له فريقه الطبي، جالساً على مقعد امام طاولة ومرتدياً معطفاً منزلياً (روب دي شامبر)، وهو يتحدث مع طبيبين يجلسان امامه.

وقال الطبيب انه لن تكون هناك حاجة بعد اليوم للفحوص المعملية اليومية التي تجرى للرئيس المصري. وقال quot;ان مبارك في حالة حبور ومعنوياته عالية جدا كالمعتادquot;.

واذاع التلفزيون كذلك بياناً طبياً لرئيس الفريق الطبي لمبارك الطبيب الالماني ماركوس بوشلر قال فيه quot;انا سعيد بالقول ان حالة الرئيس الطبية والعامة تتقدم بمعدلات مرضيةquot; وان quot;حركته البدنية وشهيته تحسنتا بشكل كبير خلال الايام الاخيرةquot;. واضاف quot;اعتباراً من اليوم لن تكون هناك حاجة الى إجراء تحاليل معملية يوميةquot; للرئيس الذي quot;يتطلع الى العودة الى نشاطه الطبيعي المعتادquot;.

إلى ذلك، أعلن الأمين العام للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم صفوت الشريف أن مبارك سوف يخاطب الشعب المصري quot;في أقرب فرصةquot; واصفا حالته الصحية بعد إجراء العملية الجراحية الاخيرة بأنها quot;جيدةquot;. وقال الشريف الذي يرأس أيضا مجلس الشورى في تصريح لمجلة (المصور) تنشره غداً quot;ان التقدم الصحي للرئيس مبارك يسير أفضل من الوضع العادي وأكثر مما يتصوره الجميعquot; منوها بأن الرئيس المصري سوف يعود للبلاد quot;في أقرب فرصةquot;.

واشار في هذا الاطار الى أن بعض الأقلام أو المواقع الالكترونية التي وصفها بـ quot;الموتورةquot; تصور الأمور أحياناً على غير حقيقتها مؤكداً أن الشعب المصري يثق في قيادته السياسية ويغمرها بدعاء الحب والسلام. وذكر الشريف ان الرئيس المصري يقضي حالياً فترة النقاهة اللازمة للعملية التي أجريت له.

وكان مستشفى هايدلبرغ الجامعي في ألمانيا قد أكد التحسن المستمر لصحة الرئيس مبارك بعد الجراحة التي أجريت له . ومبارك يحكم مصر منذ نحو ثلاثين عاما . وقد أثارت حالته الصحية في ظل غياب صور له بعد العملية شائعات بشأن مدى خطورتها وأثرتفيأسعار الاسهم في البورصة المصرية. وكان مبارك أسند اختصاصاته الرئاسية بشكل موقت لرئيس الوزراء أحمد نظيف قبل أن يخضع للجراحة.

ولم يعلن مبارك عما اذا كان سيخوض مجددا الانتخابات الرئاسية المقرر اجراؤها عام 2011 لفترة سادسة مدتها ست سنوات. ويعتقد كثير من المصريين أنه اذا لم يترشح فانه سيسعى لان يخلفه ابنه جمال (46 عاما). وينفي مبارك وجمال أنهما يعتزمان ذلك. وكان بعض المتعاملين في السوق المصرية استبعدوا أن تستعيد السوق توازنها الى أن يظهر مبارك على شاشة التلفزيون.