إيلاف من الرياض: إفتتح مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة في دورته الخامسة والعشرين مساء الاربعاء برعاية العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز، وبحضور العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بدولة الإمارات العربية المتحدة وحشد كبير من الضيوف العرب والأجانب.

وبعد نهاية الشوط الأول من السباق سلم الملك عبدالله بن عبدالعزيز الجوائز للفائزين الخمسة الأوائل في السباق .

كما تسلم الفائزان الأول والثاني هدايا مقدمة من الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الأمارات العربية المتحدة سلمها لهما الشيخ سيف بن زايد أل نهيان .

وقام الملك عبدالله بن عبدالعزيز والملك حمد بن عيسى آل خليفة بجولة في معرض الصور المقام بمناسبة مرور 25 عامًا على انطلاقة المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية .

واستمع الملك إلى شرح عن محتويات المعرض والصور التي جسدت نشاطات المهرجان منذ انطلاقته.

وحضر الملك عبد الله وضيوفه، الحفل الخطابي والفني الكبير الذي أقيم في القاعة المغلقة في الجنادرية، حيث استهل الحفل بكلمة الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب رئيس الحرس الوطني للشؤون التنفيذية نائب رئيس اللجنة العليا للمهرجان خاطب في مستهلها خادم الحرمين الشريفين قائلاً: quot;سيدي لا أقف اليوم لألقي كلمة المهرجان الوطني للتراث والثقافة في الجنادرية بل جئت استمع لكلمتها مثلكم حفظكم الله فهي اليوم تقول لكم :quot; يا أيها المحسن المشكور من جهتي .. والشكر من قبل الإحسان لا قبليquot;.

وأضاف:quot; فها هي الجنادرية تقول لقد تجاوزت الكثير والكثير بما منحتني إياه وأدخلتني من خلاله مرحلة من النضج الثقافي والإنساني والأخلاقي أيضا، أقول ذلك وأردد أن لباسًا منحتني إياه متجدد دائمًا برعايتكم لأظل عملاً ورؤية وقيمة ثقافية وتراثية، وليراني المثقف العربي والإسلامي فسحة من الحرية الفكرية لا يتداخل معها من خلال إملاءات سياسية وتوجيهات دعائية تخالف طابعي وطباعي، فأنا جنادرية عبدالله بن عبدالعزيز من شكَّل دربي ووهبني بعد الله روحًا يجددها الزمن شبابًا وجمالاًquot;.

وتابع quot;حين سعيتم قبل سنوات طويلة لصياغتي وبنائي على أسس جمعت بين الثوابت والمتغيرات أردتموني أنا الجنادرية ثورة على كل شكل من أشكال الضعف الأخلاقي والعجز الذهني والثقافي ولئن كانت كل ملامحي حقائق تؤمن بالله وتصون شريعته فلأنها قناعات تسعى كمسعاكم دائمًا إلى الإصلاح والتطور والتعامل مع العصر وأحداثه بروحهquot;.

وزاد quot; نعم سيدي بإيماني أنا الجنادرية إن شاء الله سيصوغني الحق والخير والجمال عن كل آفة من آفات العصر ومتغيراته التي تجهد مسعانا من مساس بما ترتكز عليه من ثوابت وآمال تقوم على حراستها حفظكم الله بعين ابن تبحث دائمًا عن الأمل والحقيقة لأركن إليها وأستظل بظلها في وله عاشقة يبادلها عبدالله بن عبدالعزيز عشقًا بعشقquot;.

وأضاف الأمير متعب بن عبدالله بن عبد العزيز : quot;سيدي اسمح لي أنا الجنادرية أن تقف قدماي بجانب قدميكم لنطأ على رأس جهالة هذا العصر وحمقه وتجاوزاته وخرائقه التي لم تحن قامتها يومًا إلى الله، لنطأ عليها بإيمان عميق يضفي الأمان الروحي والرؤية البصيرة في محافظة البشر على الكون والإنسان بعدما عرتهما حضارة الطمع وثقافة الاستهلاك إلى الدمار والتشويه , أما أنا جنادريتك في هذا البلد الكبير بحجمه ومعناه فتوازني قائم على الإيمان بالله والاهتمام بما وهبته جزيرة العرب، مملكتنا الخيرة أغلى تراث ثقافي أبدعه أبناؤها على مر العصور وساهموا به بصياغة حضارة العرب والمسلمين والعالم هو ما شكل الجزيرة العربية في كل زمان ومكانquot;.

وقال في ختام كلمته quot; سيدي لك من هذه الأرض الطاهرة من شعبك السعودي الأبي ومن أمتك العربية والإسلامية المحبة , ومن العالم الذي أطلقتم على منبره الأممي مبادرة الحوار الثقافي بين الأديان والحضارات، كل حب وتقديرquot;.

بعد ذلك قدم نائب رئيس الحرس الوطني للشؤون التنفيذية نائب رئيس اللجنة العليا للمهرجان هدايا تذكارية للملك عبد الله بن عبد العزيز بمناسبة مرور 25 عامًا على انطلاقة مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة، كما قدم هدايا تذكارية بهذه المناسبة للعاهل البحريني والأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود.

وكرم الملك عبد الله الشخصية السعودية الثقافية لهذا العام وهو الأستاذ عبد الله بن عبد العزيز بن إدريس وذلك بتقليده وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى.

ثم ألقى وزير الثقافة الفرنسي فريدريك ميتران كلمة قدم فيها باسم الرئيس نيكولا ساركوزي تحية بلاده لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، معربًا عن الشكر والامتنان للملك على الاهتمام الذي حظيت به بلاده في المهرجان الوطني للتراث والثقافة لتكون في هذا العام ضيفة شرف في أكبر تظاهرة ثقافية تشهدها المملكة العربية السعودية.

وقال quot; لقد أرادت فرنسا في تلبية الدعوة بالمشاركة في المهرجان، أن تعبر بدورها عن تقديرها للقناعات الراسخة لخادم الحرمين الشريفين لصالح الحوار بين الشعوب والأديان والحضارات، وتستجيب لرغبة قديمة أسطورية للعالم العربي في التعرف على عوالم جديدة عبر الفيافي والبحار، إضافة إلى أحلام رجال الصحراء وتطلعاتهم التي جعلتهم كما جعلت الشعب الفرنسي يتطلعون إلى ما وراء الأفق نحو النجوم سعيا وراء قدر يرفع من شأنهمquot;.

وخاطب خادم الحرمين الشريفين قائلا :quot; لقد أردتم بلغتكم الكريمة التنويه إلى العلاقة الخاصة والقديمة التي نتجت لحماها بين بلدينا منذ فجر المملكة عندما أرسل نابليون بونابارت رسولاً مبعوثاً إلى بلادكم ليعرض عليها في ذلك الوقت قيام تحالف بين البلدين وقد انعقدت خيوط هذا اللقاء الأول من جديد في 1967 برعاية كل من الجنرال ديغول والملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله في وقت تخلت فيه فرنسا عن أحلامها الإمبراطورية، وأعرب فيها الرئيس الفرنسي آنذاك انطلاقًا من إرث تاريخي قديم بين فرنسا والعالم العربي عن أمله في انتهاج سياسة عربية جديدة تقوم على الاحترام المتبادل وعلى عدالة أكبر في العلاقة الدولية وعلى الحوار بين الثقافاتquot;.

وتابع quot; ولقد أراد الرئيس ساركوزي في زيارته إلى المملكة ثلاث مرات منذ عام 2007 بناء على دعوتكم ليس فقط المضي في هذه السياسة الفرنسية قدمًا للأمام، بل وأن يجددها ويعززها في توقيع ما لا يقل عن / 53 / اتفاق تعاون جامعي وعلمي مع المملكةquot;.

وأضاف مخاطبا الملك quot; تستلهمون القيم العليا للبشرية كما نصت عليها عقيدة الإسلام السلام والإحسان والتواضع والعدل والتسامح وتتدرج هذه المبادئ أيضا في إطار تقليد نبيل من الشجاعة والشرف والكرم تتسم به الشهامة العربية التي عرفت عن حاتم الطائي أنها قيم تحمينا .. قيم تحرر الإنسان والعقل قيم تجعل الناس أحراراquot;.

بعد ذلك ألقى وزير الخارجية ووزير الثقافة سابقاً في المملكة المغربية وأمين عام مؤسسة منتدى أصيلة محمد بن عيسى كلمة المثقفين والأدباء المشاركين في المهرجان، عبر خلالها باسم المشاركين عن الشكر والامتنان لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود على منحه الفرصة لزملائه لإحياء فعاليات الدورة الخامسة والعشرين لمهرجان الجنادرية.

وقال quot; أصبح هذا المهرجان موعدًا ثقافيًا دوليًا منتظمًا ومنتدى للنقاش الحر الهادئ وفضاء للحوار المسؤول بين العلماء والمفكرين والأدباء والمبدعين كما أصبح فرصة سانحة للتواصل بين الثقافيات والحوارات في مختلف تعبيراتها ومواطنها quot;.

وخاطب خادم الحرمين الشريفين قائلاquot; لقد سبقتم لحظة التأسيس لمهرجان الجنادرية منذ ربع قرن متوقعين لما سيطبع عالمنا المعاصر من صراع محتدم بين الأفكار واحتقان بين المذاهب والمعتقدات ما يستلزم من تظافر وتوحيد جهود الحكماء وصناع القرار وقادة الفكر المستنير وموجهي الرأي العام من أجل أن تسود ثقافة الحوار وترسخ قيم التسامح والتآلف بين البشر بدلا من الصدام والصراع حتى تختفي بؤر التوتر من الأمكنة والأذهان والأزمان quot; .

وأكد quot;أن المشاركين يلمسون ربطًا موفقًا بين لحظات مفصلية مهمة هي من جهة إحياء للتقاليد العامية الرفيعة التي عرفتها عهود أمة الإسلام خلال ماضيها الزاهر حين أحاط الحكام المتنورون أنفسهم بالعلماء والمفكرين والأدباء والمبدعين، وباؤهم صدارة مجالسهم فأسهموا بالرأي السديد والمشورة الناصحة فأضفوا على تلك المجالس أجواء الفائدة والمتعة بمناقشاتهم الساخنة واجتهاداتهم المبهرة وتباريهم المثيرquot;.

ومن جانبه، ألقى الشاعر الأستاذ جاسم الصحيح قصيدة بهذه المناسبة، ثم ألقى الشاعر اللواء خلف بن هذال العتيبي قصيدة نبطية.

عقب ذلك بدأ العرض الفني quot;الاوبريتquot; بعنوان quot; وحدة وطنquot; من كلمات الشاعر ساري والحان الفنان ماجد المهندس والفنان ناصر الصالح، وأداء الفنانين محمد عبده وعبد المجيد عبدالله وراشد الماجد وعباس إبراهيم وماجد المهندس والطفل خالد الجيلاني، وأداه دراميًّا الفنان راشد الشمراني وشارك به عدد من فرق الفنون الشعبية.