في الذكرى السابعة للغزو الأميركي للعراق، ذكر تقرير ان العراقيين يعانون استفحال نسبة الولادات المشوهة.

الفلوجة: ارتفعت نسبة الولادات المشوهة بصورة لافتة منذ الغزو الأميركي للعراق 2003 ما شكل محنة جديدة تعاني منها الطفولة في العراق عموما وفي مدينة الفلوجة خصوصا.

وقالت وكالة الأنباء الصينية شينخوا في تقرير لها اليوم إن معاناة الطفولة في العراق ترتكز بالدرجة الأولى على مرحلة ما بعد الغزو الأميركي الذي يستعيد العراقيون اليوم مرارته للمرة السابعة وسط تنبيهات متكررة من أطباء الفلوجة من تزايد أعداد الأطفال المصابين بتشوهات خلقية مختلفة خصوصا بين المواليد الجدد.

وقالت الدكتورة سميرة العاني طبيبة الأطفال في مستشفى الفلوجة التعليمي إن العمل بدأ بشكل رسمي لتثبيت حالات التشوه الخلقي للأطفال في مستشفى الفلوجة منذ تشرين الأول الماضي مشيرة إلى أن سجلاتها خلال الأسابيع الثلاثة الماضية في المستشفى أشارت الى وجود 37 طفلا يعانون من عيوب وتشوهات في الأنبوب العصبي.

وأضافت أنها كانت تسجل حالتين إلى ثلاث حالات في الشهر وهو ما لم يعهده المستشفى من قبل مؤكدة أنه تم في الشهر الثاني من العام الجاري وحده تسجيل 22 حالة تشوه خلقي لأطفال وهي نسبة آخذة بالارتفاع فيما سجل أحد الأطباء السنة الماضية 180 حالة لأطفال مصابين بتشوهات خلقية مختلفة في مستشفى المدينة كما لوحظ زيادة في حالات العوق عن العام الماضي.

وقالت العاني إنها تعمل في مستشفى الفلوجة التعليمي منذ عام 1997 وإلى الآن لم تر حالات بهذا الحجم من الإصابات مضيفة أنها في الوقت الحاضر تأتي إلى المستشفى باليوم الواحد 2 إلى 3 حالات تشوه خلقي وأن أغلب الأطفال في مستشفى الفلوجة هم مصابون بتشوهات مختلفة منها فتحات القلب الولادية ونسبة الشفاء فيها قليلة جدا وهناك أطفال يفارقون الحياة بعد الولادة لإصابتهم بتشوهات خلقية صعبة ونادرة مثل طفل يولد برأسين.

وأشارت العاني إلى أن المستشفى استقبل خلال الفترة الماضية لجانا حكومية ومنظمات دولية تقوم بسحب عينات من التربة وصورا للاطفال المشوهين لكن دون تقديم نتيجة فحص واحدة حتى الآن.

ويلقي الأهالي ويساندهم الأطباء باللوم على الأسلحة التي استخدمتها القوات الاميركية خلال هجومها على مدينة الفلوجة في نيسان 2004 وما تلاه من عمليات عسكرية واسعة النطاق لقمع عمليات مقاومة للاحتلال حيث خلفت المعارك دمارا وخرابا مازالت اثاره شاخصة امام العيون في كل مكان تقريبا.

وبحسب المصادر الصحية العراقية فان الأطباء في مستشفى الفلوجة العام يوثقون 170 حالة لأطفال ولدوا مشوهين في المستشفى فقط خلال أقل من سنتين مات منهم نحو 30 طفلا 2009 فضلا عن تسجيل عشرات الحالات لأمراض سرطانية وخاصة اللوكيميا بين المواليد الجدد.

بدوره قال أحد مسؤولي الدفن بإحدى المقابر في الفلوجة إنه يستقبل العديد من العوائل التي تدفن اطفالها بعد موتهم بسبب التشوهات مضيفا انها نتائج مرعبة للغزو وهي فعلا معانات تلاحق اطفال الفلوجة الذين يدفن منهم من 4 الى5 اطفال كل يوم بعضهم مصابون بتشوهات خلقية.