يقول ناطق باسم الرئيس الافغاني إن اعتقال قادة طالبان أثر سلبا على محادثات السلام بين الحكومة والمتمردين.

كابول: قال متحدث باسم الرئيس الافغاني حميد كرزاي السبت ان اعتقال قادة في حركة طالبان في باكستان quot;أثر سلبياquot; على محادثات السلام بين الحكومة الافغانية والمتمردين. وصرح سياماك هيراوي لوكالة فرانس برس ان اعتقال الرجل الثاني في طالبان الملا عبد الغني برادار وغيره من قادة طالبان مؤخرا في باكستان ادى الى تراجع مبادرات اطلقتها الحكومة الافغانية للتوصل الى سلام.

وقال هيراوي نائب المتحدث باسم كرزاي quot;نؤكد ان الاعتقالات اثرت سلبا على عملية السلام التي اطلقتها الحكومة الافغانيةquot;. ويعد هذا اول تاكيد رسمي من حكومة كابول بوجود اتصالات مع طالبان تهدف الى بحث انهاء التمرد الذي دخل عامه التاسع.

واكد هيراوي كذلك ان مبعوث الامم المتحدة الى افغانستان كاي ايدي اجرى محادثات سلام مع شخصيات من طالبان، وقال انه اطلع الحكومة الافغانية على تحركاته. وقال هيراوي ان مساعي quot;كاي ايدي كانت مكملة لجهود الحكومة الافغانية للسلامquot;، مضيفا ان حكومة كرزاي قادت العملية.

واضاف ان quot;الحكومة الافغانية تقود هذه العملية والولايات المتحدة حاولت المساعدة في هذه الجهود لحل المشكلة الافغانية عبر المحادثات، كما اتفق المجتمع الدولي معناquot; على ذلك. وقال ان quot;المجتمع الدولي اتفق معنا ان الافغان غير المرتبطين باستخبارات اجنبية او منظمات ارهابية (يمكن ان يكونوا جزءا من عملية السلام)quot;.

وحتى الان، قال مكتب كرزاي انه لم تجر اية اتصالات quot;مباشرةquot; مع طالبان، ورفض التعليق على وجود اية اتصالات غير مباشرة. كما لم يرد اي ذكر رسمي لاي اتصال مع قيادة طالبان. ولم يشر هيراوي الى quot;قادةquot; طالبان. وربما يكون ذلك في دلالة على تعقيد المسالة التي تشارك فيها العديد من الاطراف واستقطبت معارضة العديد من داخل وخارج افغانستان.

وينتشر اكثر من 120 الف جندي من الولايات المتحدة والحلف الاطلسي في افغانستان لقتال طالبان، ومن المقرر ان يصل 30 الف جندي اميركي اضافي الى البلد المضطرب في اطار استراتيجية الرئيس باراك اوباما الجديدة لانهاء الحرب والبدء في سحب القوات العام المقبل.

وقال هيراوي ان جزءا من هذه العملية هو quot;المصالحة (مع طالبان) واعادة دمج عناصرهاquot;، في اشارة الى المحادثات المتعددة الاطراف على مستوى القيادة والتي تهدف الى اقناع مسلحي طالبان بالقاء اسلحتهم.

واكد ايدي الذي تخلى عن منصبه في الامم المتحدة في وقت سابق من هذا الشهر، لاول مرة في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) الجمعة انه اجرى محادثات مع شخصيات بارزة في طالبان بدأت قبل نحو العام.

وقال الدبلوماسي ان محادثات مباشرة جرت مع quot;شخصيات بارزة في قيادة طالبانquot; في دبي واماكن اخرى، مضيفا انه يعتقد ان زعيم الحركة الملا عمر اعطى الضوء الاخضر للعملية.

واكد الدبلوماسي النروجي للاذاعة في منزله قرب اوسلو quot;بالتأكيد التقيت بقادة من طالبان خلال فترة وجودي في افغانستانquot;. واوضح quot;كان الاتصال الاول على الارجح في الربيع الماضي، ثم جاءت العملية الانتخابية حيث تراجع التحركquot;.

وقال ايدي ان quot;الاتصالات عادت مع انتهاء العملية الانتخابية وتسارعت وتيرتها حتى وقت معين قبل اسابيع قليلةquot;. وكان يشير بذلك الى اعتقال قادة كبار من طالبان في باكستان في الاسابيع الاخيرة الماضية، في خطوة رحبت بها الولايات المتحدة كدليل على تزايد الارادة في باكستان لمطاردة قادة المتمردين الافغان.

لكن الدبلوماسي قال ان الاعتقالات كان لها اثر quot;سلبيquot; على مساعي ايجاد حل سياسي للحرب المستمرة منذ ثمانية اعوام، ملمحا الى ان باكستان حاولت عمدا تقويض المفاوضات.

ويعتقد ان وكالة الاستخبارات الباكستانية النافذة كانت وراء عمليات الاعتقال بالتعاون مع الولايات المتحدة. ويرى العديد في افغانستان ان الاعتقالات تهدف الى تقويض اي عملية سلام. وقال هيراوي ان quot;الحكومة الافغانية تحاول تشجيع الحكومة الباكستانية على التعاون في هذه العملية. واضاف انه توجد الان عدة قنوات اتصال مع طالبان بما في ذلك ممثلين عن كرزاي.