الرواية الحقيقيّة لاغتيال المبحوح

نقلت إيلاف في تقرير لها أبرز ما جاء في تعقيب الناشط السياسي أنور الرشيد أمين عام مظلة العمل الإجتماعي quot;معكquot; في صحيفة القبس الكويتية حول ظروف وفاة القيادي الراحل في حركة فتح والمسؤول عن ملف القدس في الكويت فيصل الحسيني عام 2001 إثر ترجيح نجله إمكانية أن تكون وفاته إغتيالا من قبل الموساد.

الكويت، وكالات: إثر اغتيال المسؤول عن الجناح العسكري في حركة حماس محمود المبحوح في دبي بواسطة الموساد وفق الشواهد التي رافقت واقعة الإغتيال، أثار عبد القادر الحسيني نجل القيادي الراحل في حركة فتح والمسؤول عن ملف القدس في الكويت فيصل الحسيني قضية وفاة والده مرجحاً أن يكون الموساد اغتاله.

فيصل الحسيني

وأعلن في وقت سابق من خلال تصريحات صحافية لجريدة القبس الكويتية نيّته التقدم بطلب إلى السلطة الفلسطينية ليطلب من خلالها من السلطات الكويتية إعادة فتح التحقيق مجددا في مسألة وفاة والده مشككاً بوفاته طبيعياً.

وفي هذا الإطار كشف الناشط السياسي أنور الرشيد أمين عام مظلة العمل الإجتماعي quot;معكquot; في تعقيب له إلى جريدة القبس ما أثير وما يعرفه بشأن هذه القضية. حيث استغرب الرشيد ما تردد أخيرا بشأن الربط بين اغتيال المبحوح في دبي أخيرا، ووفاة الحسيني في الكويت عام 2001، باعتباره من دعا الحسيني إلى زيارة الكويت للمشاركة آنذاك في مؤتمر مناهضة التطبيع، وباعتباره أحد الشهود على ظروف تلك الوفاة التي حدثت جراء نوبة قلبية حادة.

وتنشر إيلاف مقتطفات تشمل أبرز ما جاء في quot;شهادة التاريخquot; التي نشرتها القبس اليوم حيث استبعد الرشيد ضلوع الموساد وقال: quot;هذا الامر يجب علينا أن نحتاط له حيطة أكثر من اللازم، وذلك لسبب بسيط وهو ان فيصل الحسيني من سكان القدس ويد الموساد الاسرائيلي قريبة منه كثيرا واقل كلفةquot;.

واضاف أن quot;الدعوة وجهها شخصياً للمرحوم الحسيني قبل تسعة اشهر من قدومه الى الكويت بمناسبة انعقاد المؤتمر الشعبي لمحاربة إسرائيل، الذي كان من المقرر انعقاده في الكويت في 31 مايو 2001 وكل المحاولات التي جرت لإثنائه عن الحضور باءت بالفشلquot;.

أنور الرشيد


وبعد وصول فيصل الحسيني الى الكويت، يرافقه رامي طهبوب وشريف الحسيني وناصر الغوص وهو مرافق أمني شخصي للمرحوم، بتاريخ 29 مايو فاستقبله الرشيد في المطار، حيث عقد مؤتمرا صحافيا ذكر فيه أنه في الكويت لكسر الجليدquot;.

وفي اليوم التالي أعد له جدولا مزدحما لزيارة العديد من المسؤولين أبرزهم لجنة الشؤون الخارجية برئاسة النائب السابق محمد الصقر، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ الدكتور محمد الصباح، رئيس مجلس الامة جاسم الخرافي، ولقاء في اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى، وآخر مع الراحل الشيخ سالم الصباح، إضافة إلى اللقاء في تلفزيون الكويت، كما طلب بعض الأخوة الحاضرين للمؤتمر لقاء المرحوم فيصل للحديث معه ورحب بذلك، وجلس معهم ودار حديث طويل بينهم حتى ساعة متأخرة من الليل.

وفي صباح اليوم التالي وقبيل انعقاد المؤتمر وصل الرشيد إلى الفندق حيث أبلغ أن الحسيني بحاجة إلى إسعاف فبعد أن طلب له سيارة الإسعاف توجه مباشرة إلى غرفتهquot; ووجدت الضابط الكويتي المكلف بحراسة الحسيني يجلس على الكرسي، الذي وضع خصيصا أمام باب غرفته لحمايته، وصبحت عليه ووجدت الباب مفتوحا وعندما دفعته للداخل وجدت الدكتور أحمد الخطيب والراحل علي سلامة في صالة الاستقبال في حالة صدمة، فسألت الدكتور الخطيب ما الذي يجري؟ وكيف حال فيصل؟ فقال بالحرف الواحد وبطريقته الخاصة: quot;الريال ماتquot; فصعقت، ماذا تعني مات يا دكتور؟ هل مات فيصل؟ وكيف؟ والتفت الى علي سلامة، وإذا به في حالة شرود وذهول، فقال الدكتور الخطيب بالحرف الواحد: quot;إنها السكتة ومن زمن لا يقل عن ست ساعات لأنه متيبسquot; فذهبت إلى غرفة فيصل لعدم تصديقي للموقف، وألقيت نظرة عليه وهو ممدد على السرير بكامل ملابسه، ولم ألحظ أي شيء غريبquot;، quot;فرجعت إلى الدكتور الخطيب وقلت له: ما العمل؟ فقال بلغ الجماعة، وخرجت خارج الغرفة، ووجدت ضابط الأمن الكويتي جالسا على كرسيه، فقلت له ابلغ الجماعة اي وزارة الداخلية، وكانت الساعة تشير الى الثامنة والنصف تقريباquot;.

في هذه الاثناء كان اعضاء أمانة مؤتمر محاربة التطبيع يعقدون اجتماعا قبيل موعد الافتتاح في احدى الغرف، فاتصل الرشيد بالأخ عبدالرحمن الحمود، فأبلغه بالخبر. وما هي إلا دقائق حتى وصل رجال الطب الشرعي، ومسؤولو الداخلية الى غرفة فيصل، وسأل أحد الضباط عن ناصر الغوص المرافق الشخصي للحسيني كان يشاركه السويت، أي أن ناصر هو الحماية الشخصية لفيصل، وكان ينام معه في الغرفة نفسها ودخل عليه وسأله بعض الاسئلة، ومن ثم نقل الجثمان إلى الطب الشرعي، واتصل وكيل وزارة الداخلية آنذاك اللواء ناصر العثمان بشقيق فيصل الدكتور موسى الحسيني في عمان، وأبلغه بحالة الوفاة الطبيعية، وطلب منه إن كانت العائلة ترغب في إجراء تشريح للجثمان، فرفض الدكتور موسى ذلك، وقال إننا على ثقة تامة بأن ذلك قضاء وقدر، لذلك لم يشرّح الجثمان.

وأضاف أمين عام مظلة العمل الإجتماعي quot;معكquot; أنه وفي أثناء نقل الجثمان من الفندق الى الطب الشرعي أخذت الوفد المرافق للحسيني وجلسنا في قاعة رجال الأعمال، وكانت قناة الجزيرة قد وصلها الخبر، وأذاعته واتصلت بالمدعو جبريل الرجوب، فسأله المذيع جمال ريان قائلا له: هل ستطلبون تشريح الجثمان للتأكد من حالة الوفاة؟ فرد عليه بالحرف الواحد: لا نريد الأيادي ان تمس جسده الطاهر، فما كان من رامي طهبوب إلا ان انتفض عليه بألفاظ شديدة القسوة مع ثورة هيجان غير عادية، quot;فهدأته وقلت له يا رامي الآن المطلوب منكم ان تبينوا الحقيقة للناس، وكان جواد بوخمسين جالسا، فقال انا سوف احضر تلفزيون الكويت، لتجروا مؤتمرا صحفيا، لتبينوا الحقيقةquot;، وبالفعل حضر تلفزيون الكويت، وأجرى رامي طهبوب وشريف الحسيني مؤتمرهما، وبث على قناة تلفزيون الكويت، وفي المساء كانت هناك طائرة خاصة لنقل الجثمان الى الأردن، ونقل الجثمان من الطب الشرعي الى المطار مباشرة، وكان ضمن الحضور في قاعة التشريفات في المطار العديد من المسؤولين والسفير السعودي آنذاك الدكتور احمد بن يحيى، وغادرت الطائرة متجهة الى عمان برفقة الحسيني وأنا وخلدون الصانع وعبدالعزيز الملا والسفير وليد الخبيزي، وكان في استقبالنا في مطار عمان سفيرنا آنذاك فيصل المشعان، وسلم الجثمان وعادت الطائرة الى الكويت.

ووجه الرشيد رجاء الى عائلة فيصل الحسيني، قائلاً: quot;ان كان هناك من يفكر في فتح ملف الوفاة بعد عشر سنوات، فأرجو أن يسأل الدكتور موسى الحسيني شقيق فيصل أولاً، وثانياً يسأل ابن عمه المرافق له شريف الحسيني لأنهما كانا صاحبي القرار آنذاك، وأنا اكتب ذلك للتاريخ وأرجو أن تصل هذه الرسالة لابن المرحوم ليغلق هذا الملف للأبدquot;. ودعا نجله إلى إكمال مسيرة ابيه.

وبعد شهرين من نقل الجثمان إلى الأردن زار الكويت شقيق الحسيني الدكتور موسى الحسيني وشقيقته واحدى السيدات القريبات من الحسيني لتقديم الشكر، وقد اتصل احد المسؤولين في الخارجية الكويتية من الرشيد مرافقة الاسرة الكريمة الذين التقوا في ذلك الوقت بالامير الشيخ سعد العبدالله رحمه الله وقدموا الشكر الجزيل للدولة على كل ما بذلته، كما التقوا الامير الشيخ صباح الاحمد ورئيس مجلس الامة ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والعديد من المسؤولين في الدولة شاكرين لهم حسن الاستقبال والضيافة، وقد استمرت زيارتهم للكويت لمدة اسبوع وفرت لهم الجهات المسؤولة في الدولة كل الاحتياجات وكرم الضيافة. وختم الرشيد quot;هذه هي الحقيقة وهذا أسجله للتاريخquot;.