حذرت اليونسكو من تواتر أعمال العنف التي تستهدف الصحافيين وسط الإفلات من العقاب.

باريس: قالت اليونسكو إن جرائم قتل الصحافيين تزداد حول العالم. وأوضحت في تقريرعام 2010 أن quot;تواتر أعمال العنف التي تستهدف الصحافيين تتسارع لسوء الحظ. ويشكل الإفلات من العقاب، في معظم الحالات، حائلاً دون إحقاق العدالةquot;. كما حذرت من انه اذ استمر الأمر على هذا المنحى، سيصبح الصحافيون أهدافا سهلة.

واضافت في تقرير ينشر يوم الخميس أن أغلبية الضحايا تُستهدف في بلدان تعيش في حالة سلام، إلا أن الكشف عن معلومات حساسة تتعلق بالاتجار بالمخدرات وانتهاك حقوق الإنسان والفساد يشكل أحياناً خطراً مميتاً في هذه الدول.

ويذكر التقرير أنه من أصل البلدان الثمانية والعشرين التي اغتيل فيها عدد من مهنيي وسائل الإعلام في فترة العامين 2006-2007، والتي طلبت منها اليونسكو موافاتها بتقرير يتعلق بالتحقيقات القضائية الجارية، استجاب 15 بلداً لهذا الطلب برفع تقرير مفصل إلى المنظمة.

ويذكّر التقرير أن غياب التهديدات يشكل quot;عاملاً أساسياً في حماية حق جميع المواطنين في الانتفاع بمعلومات موثوق بها وحق الصحفيين في توفير هذه المعلومات من دون أن يخشوا على سلامتهمquot;.

وقد أدانت اليونسكو قتل 125 صحافياً بين عامي 2008 و2009، وهو عدد قريب من ذلك الذي سُجل في فترة العامين 2006-2007، عندما استنكرت المنظمة 122 جريمة اغتيال. ونجم ما لا يقل عن 80% من حالات الوفاة هذه عن اعتداءات استهدفت الصحفيين بصفة خاصة، وقفاً للتقرير. وتمثلت هذه العمليات quot;بوجه خاص في اعتداءات متعمدة نفذها أشخاص يسعون إلى منع الصحفيين من إجراء التحقيقات والكشف عن معلومات ذات صلة بالمصلحة العامةquot;.

أما الارتفاع الكبير الذي لوحظ عام 2009، فيعود جزئياً إلى مقتل نحو 30 صحافياً في يوم واحد، بتاريخ 23 تشرين الثاني/نوفمبر، في كمين نُصب في الفلبين. وبسبب هذا الحادث الاستثنائي، احتل هذا البلد المرتبة الأولى، مع 37 جريمة قتل استهدفت الصحافيين، وتقدَّم على العراق الذي تراجع فيه عدد الضحايا من 62 إلى 15 ضحية في فترتي العامين 2006-2007 و2008-2009.

ومن التطورات الهامة التي أظهرها التقرير فيما يخص فترة العامين 2008-2009، تسجيل نسبة جرائم القتل التي ارتُكبت خارج إطار أوضاع النزاعات الداخلية ارتفاع كبير بالمقارنة مع فترة العامين 2006-2007. ويُذكر في هذا الصدد أن الأغلبية الكبرى من الضحايا لم تشمل مراسلي حرب أجانب، بل شملت صحافيين محليين معنيين بمواضيع محلية، يعملون ضمن بلدان تعيش في حالة سلام بوجه عام. وتجدر الإشارة إلى أن العدد الأكبر من الضحايا (95%) كان من الرجال.

وأوضح تقرير عام 2010 أن quot;تواتر أعمال العنف التي تستهدف الصحافيين تتسارع لسوء الحظ. ويشكل الإفلات من العقاب، في معظم الحالات، حائلاً دون إحقاق العدالة. وإذا استمر الأمر على هذا المنحى، سيصبح الصحافيون أهدافا سهلة. وغني عن الذكر أن هذا الوضع يمثل تهديداً خطيراً لحرية التعبير ولقدرتنا على البحث عن الحقيقةquot;.

يشار الى ان هذه الدراسة ستصدر بعنوان quot;سلامة الصحافيين وخطر الإفلات من العقابquot; بمناسبة الاجتماع الذي سيعقده المجلس الدولي الحكومي للبرنامج الدولي لتنمية الاتصال في اليونسكو، من 24 إلى 26 آذار/مارس.