أجرت إيلاف حديثًا مع رئيس مجلس النواب العراقي أياد السامرائي الذي أوضح أنّ نجاح الحملة الدعائيّة لإئتلاف العراقيّة في جذب أكبر عدد من الناخبين كان تحت ذريعة فشل الأحزاب الدينيّة في الحكم وأن الاحزاب العلمانيّة هي المنقذ للجميع.

بغداد: قال رئيس مجلس النواب العراقي أياد السامرائي إن العدد الكبير من الأصوات التي حصدها إئتلاف العراقية خلال الانتخابات التشريعية التي جرت في السابع من الشهر الجاري جاءت من خلال استغلال معاناة المناطق السنية، خصوصًا أن الأحزاب الدينية التي كانت حاكمة قد فشلت في تخليصهم. وشملت تلك الحالة المناطق الشيعية أيضًا، لكن التجاوب معها كان بدرجة أقل لوجود المرجعية الشيعية فيها. وأوضح السامرائي القيادي في الحزب الاسلامي وجبهة التوافق خلال حديثه لإيلاف أن وجود حزبه في الحكومة المنتهية ولايتها لم يكن فاعلاً وشهد إقصاءً وتفرّدًا بالسلطة مما ساعد في نجاح الحملة الدعائية لائتلاف العراقية في جذب أكبر عدد من الناخبين تحت ذريعة فشل الأحزاب الدينية في الحكم وأن الاحزاب العلمانية هي المنقذ للجميع. ورأى السامرائي أن هذه ظاهرة موقتة حيث أن نجاح أي كتلة سياسية في برنامجها وليس في الاعتماد على ردات الفعل. وأبقى القيادي في الحزب الاسلامي العراقي الذي حاز على عدد أقل بكثير من المقاعد مما كان لديه في مجلس النواب السابق الباب مفتوحًا للمشاركة من عدمها في الحكومة المقبلة.

هنا نص الحوار معه:

ما هي الاسباب التي ادت الى تراجع جبهة التوافق برأيكم؟


في الواقع ان جبهة التوافق في الانتخابات الأولى كان لديها مشروع للمشاركة في السلطة من اجل العراق. لكن مع الأسف فإن الظروف التي مر بها العراق وصيغة تعامل القوى السياسية الاخرى اضافة الى الكيفية التي تعرض لها المجتمع الذي نحن جزء منه او المجتمع الذي نمثله بالذات او المحافظات الوسطى من العراق ولدت ردات فعل حصلت في عموم المجتمع العراقي. كذلك ردات فعل حصلت في هذه المحافظات الوسطى ردات الفعل في عموم الشارع العراقي هي الترويج ان التيارات الدينية الاسلامية فشلت، وان التيارات العلمانية هي القادرة على تحقيق مطالب الشعب. وبالتالي فإن هناك دعوات الى عودة التيارات العلمانية لحكم العراق. هذه الدعوات كانت منتشرة من الشمال الى الجنوب. وفي طبيعة الحال، كانت هذه الدعوات لها الاثر الاكبر في المناطق السنية من المناطق الشيعية لاعتبارات اخرى ربما لوجود المرجعية التي تحظى باهتمام اوسع، ليس فقط مرجعية السيد السستاني قدس الله سره، ولكن المرجعيات الاخرى التي لها تاثير على القوى السياسية. في المناطق السنية كانت هذه الدعوات اقوى. من جانب آخر، فإن المجتمع واجه جبهة التوافق بسؤالها ماذا حققتم بعد المشاركة في الانتخابات وادارة الحكومة والدولة. ولكن التهميش والاقصاء موجود. فمعظم الاعتقالات تجري في مناطقنا واغلب مناطقنا حرمت من الكثير من المسائل. صحيح كنا مشاركين في الحكومة وفي السلطة ولكن كان ينظر الينا باعتبارنا معارضة من قبل الشركاء الذين نحن معهم في السلطة. والشركاء الذين معنا في السلطة لم يقدموا سوى السلوك السلبي الذي كانوا يسلكونه باتجاه المناطق التي نحن نمثلها. واثر هذا الامر على الشريك الذي دخل معهم وكنا نواجههم ونقول لهم ان هذا الذي يجري في العراق غير مقبول وان هذا التهميش والاقصاء والتفرد بالسلطة غير مقبول وبالتالي سوف يكون لذلك انعكاساته السلبية.

هل اثرت القائمة العراقية في استقطاب المكون السيني على حسابكم؟


انا اعتقد ان القائمة العراقية استغلت هذه المعاناة فحاولت ان تطرح نفسها باسلوب انها هي قادرة على ان تكون البديل الافضل ليمتد في عموم الساحة العربية الشيعية والسنية، فطرحت نفسها الى المجتمع والى المحافاظات الوسطى باعتبارها البديل القادم، وهي التي سوف تصنع التغيير ولها القدرة على تمثيل الشيعي والسني على حد سواء. لذلك انحاز المجتمع لها فاعطى أكثرية اصواته الى القائمة العراقية. وقد لا يكون ايمانًا بها او ببرنامجها، ولكن اعطت الشعار الذي رفعته وما قامت به من ترويج quot;بأننا سوف ناتي بالتغيير الذي ترجوه وليس جبهة التوافقquot;. بطبيعة الحال يبحث المجتمع عن مصلحته اي المجتمع يريد ان يصل الى الفرج من المعاناة وعن الحل وكيف يعالج وضعه. لذلك أتى التصويت لصالح هذه القائمة التي حصدت اكثر الاصوات. لذلك نحن نعتبر ان بعض الحالات هي اقرب بطبيعتها من ان تكون للظواهر، يعني الظاهرة الموقته والظاهرة التي ليست اصيلة فالذي جرى نوع من انواع الظاهرة المؤقتة، لان حقائق الامور وطبيعتها سوف تجعلها غير قادرة على الاستمرار وتبقى الساحة السياسية العراقية تتشكل باستمرار ويحدث فيها الكثير من التغيير الى ان تستقر. بعد تكوين الاحزاب وتاييدها ليس بناء على ردات الفعل وبناء على الاخفاقات وانما بناء على البرنامج والقدرة على النجاح والقدرة على تحقيق النجاحات المطلوبة وهذه المرحلة سوف يمر بها العراق وسيتغير الراي العام الى ان يتجاوز هذه المرحلة.

هل في نيّتكم التحالف مع قوى اخرى وما هي الكتل الاقرب اليكم دولة القانون ام العراقية؟


حقيقة أن الوضع في العراق لا يكمن الا من خلال التحالفات او التحالف الواسع، بمعنى ان التحالفات ينبغي ان تعبر عن اكبر عدد من المشاركين في العلمية السياسية ومن التمثيل الحقيقي لمكونات المجتمعية في العراق. فبالتالي ان التحالفات تصبح مسالة جرأة وارادة وتبقى المسالة متعلقة بتفاصيل التحالفات. نحن لا نقول ان هذه الكتلة اقرب واقوى لان العملية لن تكون عملية انحياز لكتلة بقدر ما هي تفاهم الكتل مع بعضها البعض لكي تنبثق عنها حالة جديدة. وهذا الذي سيكون الاستحقاق الاول الذي سيواجه. جميع الكتل ستواجه حقيقة انها قادرة على ان تجعل الكتل الاخرى تنحاز لها. ولكن ليس امامهم ان يقتربوا لكي ينبثق من هذا الاقراب وضعًا ليس مقبول من الجميع، هذا الذي نتوقعه ياتي بسرعة او يتاخر، ولكن هذا المخاض الصعب الذي نتوقعه سوف يكون؛ لان صعوبة التنازل اليوم يحمل معنى التنازل للاخر واعتقد هناك صعوبة على القوى السياسية ان يتنازل بعضها للبعض الآخر.

متى تتوقعون تشكيل الحكومة؟


صعب التكهن بهذا. لكن في ضوء ذلك نقول ان ما تخرج به النتائج الانتخابية حتى نستطيع ان نحدد متى ينعقد البرلمان وبعد ذلك اسألينا متى تتشكل الحكومة. ولكن كما نعلم اليوم نحن دستوريًّا محكومين بمدة لتشكيل اي حكومة. وفي واقع الامر قد بدأت الجولات الاستطلاعية بين القوى السياسية لاستكشاف ما هو ممكن وما هو غير ممكن. انا في تقديري ان الجولات الاستطلاعية التي تقوم بها القوى السياسية سوف تجعلهم امام الحقيقة انه لا يمكن انحياز بعضهم نحو البعض الاخر، وانما لابد من الاتفاق على صيغة لكي ينبثق شيء مشترك بينهم.

*انتم بدأتم جولات استطلاعية وكانت لكم جولات مع الكرد الى اين وصلتم في هذه اللقاءات وماذا تمحضت؟


كما قلت ان الجولات الاستطلاعية لا تنبثق عنها نتائج. الجولات الاستطلاعية لكي نفهم الساحة والساحة الاخرى تفهمك. وانا اعتقد اننا بدأنا نفهم هذه الساحة كيف تفكر وكنا ناقلين لآرائنا والاخرون ايضا لديهم هذه الجولات. انا اعتقد بعد ظهور نتائج الانتخابات سوف يكون الحديث اكثر جدية واكثر حسم باتجاه الاتفاق. لانه سوف يكون امام الاستحقاق الزمني اي بعد ظهور النتائج والمحكمة الاتحادية ستصادق واذا صادقت المحكمة فالمفروض خلال 15 يومًا يجتمع البرلمان واذا انعقد البرلمان خلال 15 يومًا لا بد من ان يحسم الامر في اختيار الرئيس ورئيس الجمهورية عليه المسارعة في اختيار رئيس الوزراء. وكل هذا ضمن الاستحقاقات الزمنية. الان لا يوجد سقف زمني بعد ظهور النتائج الاستحقاق الزمني يفعل وبالتالي يحسم الامر.

* انتم كمشاركين في الحكومة تحدثتم عن حالة من الاقصاء والتهميش الم يكن هناك تفهم من حكومة المالكي للضغط الذي تعرضتم له في مناطقكم. ماذا لو شكل المالكي الحكومة مرة اخرى هل ستنضمون اليه ام لديكم اعتراض على شخص المالكي ام ستكونون معارضة؟


المسألة غير مرتبطة بأشخاص، اي لسنا معترضين على المالكي او مصطفين معه كذلك نفس الشيء بالنسبة لعلاوي. الامر ليس مسالة اشخاص بقدر ماهو وضع معين اذا حصل اطمئنان الى وضع معين فسوف نكون داعين له سوى كنا مشاركين له او غير مشاركين. هذه هي الخلاصة. لا نستطيع ان نحكم على الوضع الان. نحن نبحث عن وضع جديد لان الوضع السابق لم يكن مقبولاً حتى وان كنا مشاركين. وربما الوضع الجديد سيكون مقبولاً حتى لو لم نكن مشاركين. فمشاركتنا تحددها جملة اعتبارات، وهذه الاعتبارات اولها كيف تقرأ الساحة؟ وكيف سيكون الوضع؟ اضافة إلى ذلك لدينا حساباتنا الخاصة التي منها كم ستنفعنا المشاركة او لا تنفعنا؟