باريس: تعهد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في خطاب وجهه الى الأمة اليوم بمواصلة سياساته الاصلاحية التي لا تحظى بشعبية مشددا على أنها تحتاج الى مزيد من الوقت لاحداث التأثير المنشود. وكان الرئيس الفرنسي قرر التواصل مع الناخبين بعد تعرض حزبه المحافظ (الاتحاد من اجل حركة شعبية) الحاكم لهزيمة قاسية في الانتخابات الاقليمية واجراء تعديل وزاري مصغر لمجلس الوزراء.

وتطرق ساركوزي في الخطاب الذي ألقاه بعد اجتماع عادي لمجلس الوزراء الى نتائج الانتخابات التي أعطت حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية 36 في المئة فقط مقابل 54 في المئة للمعارضة اليسارية قائلا انه يتفهم رد الفعل ازاء سياساته الاصلاحية لكنه أشار أيضا الى أنه انتخب رئيسا استنادا الى هذا البرنامج.

وقال ساركوزي quot;من واجبي أن أنصت الى هذه الرسالةquot; لكنه أضاف quot;انتخبت لاخراج فرنسا من دوامة الجمودquot;. واعترف الرئيس الفرنسي بأن العديد من الاصلاحات أثرت على عادات الشعب الفرنسي وانه يتفهم نفاد صبره من أجل تحقيق نتائج بسرعة أكبر.

وتابع quot;لا شيء سيكون أسوأ من تغيير المسار في منتصف الطريقquot; بسبب نتائج الانتخابات التي أجريت الأحد الماضي. وقال quot;يجب ان نواصل الاصلاحات لأن التوقف سيفسد ماتم انجازهquot; مضيفا ان quot;الأولوية المطلقة تعطى لفرص العمل وخفض الضرائب على الرواتب وتجنب فرض زيادات ضربية (أخرى)quot;.

ودعا ساركوزي الى الوحدة بين الشعب الفرنسي فيما تعهد بالدفاع عن عدد من المجالات المهمة للمجتمع والاقتصاد الفرنسيين حتى اذا أوقعه ذلك في خلاف مع الاتحاد الأوروبي. وأشار الى أن أولوياته تتضن دعم القطاع الزراعي الذي تضرر بشدة جراء الأزمة المالية بجانب تقليص الاعانات التي يقدمها الاتحاد الأوروبي.

وقال ساركوزي بلهجة رصينة quot;لن أسمح لزراعتنا بالموتquot; مشيرا الى ضرورة تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الغذاء. ووعد الرئيس الفرنسي أيضا ببذل المزيد لكبح جماح العجز في الميزانية العامة رغم انه قال ان هذا سيكون جزءا من محادثات مكثفة مع السلطات الحكومية. كما وعد ببذل جهود لاصلاح النظام الصحي وتوفير قدر أكبر من الأمن في المدارس ووسائل النقل وقطاعات الرياضة التي شهدت أعمال عنف واسعة النطاق في الأشهر القليلة الماضية.