French President Nicolas Sarkozy casts his ballot at a polling ...

في الوقت الذي يواجه فيه اليمين الفرنسي الهزيمة القاسية التي تعرض لها في الإنتخابات الإقليمية اجرى الرئيس نيكولا ساركوزي تعديلاً حكوميًا في مسعى الى تجميع صفوف حزبه خلال ما تبقى من ولايته، فيما يشير إستطلاع للرأي أن 58% من الفرنسيين لا يرغبون في ترشيح ساركوزيإلىالإنتخابات الرئاسية المزمع عقدها في العام 2012.

باريس: اظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه الاثنين بعد خسارة اليمين في الانتخابات الاقليمية ان أغلبية ملحوظة من الفرنسيين (58%) لا ترغب في ان يترشح الرئيس نيكولا ساركوزي للانتخابات الرئاسية المقبلة في 2012.

وعلى العكس عبر 33% من الاشخاص الذين شملهم الاستطلاع عن رغبتهم في ان يترشح ساركوزي لولاية جديدة، فيما ايد ذلك 75% من مناصري الحزب الرئاسي الاتحاد من اجل حركة شعبية، كما اضاف الاستطلاع الذي اجرته مؤسسة ايبسوس لمجلة لوبوان.

وبدأت اصوات تعلو داخل الغالبية حول صوابية ترشيح ساركوزي في 2012 بعد ان اكدت الدورة الثانية للانتخابات الاقليمية الاحد فوزا واضحا لليسار في اخر اقتراع قبل الاستحقاق الرئاسي المقبل.

وتساءل السناتور اليميني الذي لا ينتمي الى الاتحاد من اجل حركة شعبية جان لوي ماسون الاثنين عما اذا كان ساركوزي لا يزال quot;افضل مرشح لليمين لـ(انتخابات) 2012 أم اذا كان يتوجب البحث عن بديلquot;.

وذكر اسماء رئيسي الوزراء السابقين دومينيك دوفيلبان والان جوبيه او رئيس الكتلة النيابية للاتحاد من اجل حركة شعبية جان فرنسوا كوبيه.

وافاد استطلاع اخر الاثنين ان 55% من الفرنسيين يعتبرون ان نيكولا ساركوزي لن يأخذ في الاعتبار نتيجة الانتخابات فيما يرغب كثيرون منهم في وقف الاصلاحات.

وبحسب هذا الاستطلاع الذي نشرته الاثنين صحيفة ليزيكو فان 40% من الاشخاص الذين شملهم يرغبون في ان يوقف ساركوزي اصلاحاته بعد الانتخابات الاقليمية، مقابل 28% يفضلون ان لا يغير الوتيرة فيما يفضل 22% تسريع الوتيرة.

وكان قداجرى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الاثنين تعديلاً حكوميًا غداة الهزيمة القاسية التي مني بها اليمين في الانتخابات الاقليمية، في مسعى الى تجميع صفوف حزبه خلال ما تبقى من ولايته.

وظل رئيس الوزراء فرانسوا فيون الذي يحظى بشعبية على راس الحكومة التي سيتعين عليه ان يعدل استراتيجيتها من دون المساس بالتوجه الاصلاحي.

ولكن ساركوزي استغنى عن وزير العمل كزافييه داركو، احد اركان فريقه، بعد ان خسر بفارق كبير امام مرشح اليسار في اكيتان جنوب غرب البلاد (28% من الاصوات مقابل 56%) وبات في موقع ضعيف للتفاوض بشأن تعديل لا يحظى بشعبية في نظام رواتب التقاعد.

ويكرس التعديل الوزاري انضمام ممثلين من اليمين من خارج الموالين لساركوزي الى الحكومة وتجميد الانفتاح على اليسار كما طلب زعماء الغالبية النيابية.

وهكذا حل وزير الميزانية اريك فيرت المخلص لساركوزي محل وزير العمل والشؤون الاجتماعية. وعين في حقيبة المالية النائب فرانسوا باروان احد المخلصين للرئيس السابق جاك شيراك.

كما ضم ساركوزي الى الحكومة احد المقربين من خصمه اليميني اللدود دومينيك دوفيلبان. وهكذا كلف النائب جورج ترون حقيبة الوظيفة العامة ليشكل ذلك دليلا على رغبة الرئيس الفرنسي في تشكيل حكومة تضم مختلف اطياف اليمين.

وحافظ معظم الوزراء الاساسيين على حقائبهم فبقي برنار كوشنير في الخارجية وكريستين لاغارد في الاقتصاد وبريس اورتوفو وميشال اليو-ماري في الداخلية والعدل تباعًا.

ووصف المسؤول الثاني في الحزب الاشتراكي هارلم ديزير التعديل الوزراي بأنّه quot;تجميليquot;. وقال ان رد ساركوزي على quot;الهزيمة التاريخيةquot; لليمين quot;لا تنسجم بتاتًا مع تطلعاتquot; الناخبين الذين يريدون quot;تغييرًا في التوجه السياسي والاجتماعي.

وأكّدت الدورة الانتخابية الثانية بوضوح نتائج الدورة الاولى التي شهدت تراجع حزب ساركوزي حيث حصل اليسار على 54 في المئة من الاصوات متقدمًا في شكل كبير على اليمين الذي نال 35,4 في المئة، وذلك وفق النتائج الاخيرة.

وتقدمت الجبهة الوطنية، الحزب اليميني المتطرف، الى 18% في 12 منطقة انتخابية.

France's President Nicolas Sarkozy (L) looks at his wife ...

وقال كلود غيان كبير مستشاري ساركوزي ان الرئيس مصمم على quot;الاصغاءquot; الى رسالة الناخبين. ولكن مساعديه اكدوا انه لن يطرأ تعديل على سياسته الاصلاحية. وقال رئيس حزب الاتحاد من اجل حركة شعبية اليميني الحاكم كزافييه برتران ان quot;الفرنسيين لم يصوتوا ضد الاصلاحاتquot;.

ويتعين على الرئيس ان يواجه الثلاثاء الغضب الشعبي خلال يوم من الاضرابات والتظاهرات التي دعا اليها عدد من النقابات احتجاجًا على سياسته الاجتماعية والاقتصادية.

ويزداد الاستياء لدى فئة من اليمين الحاكم التي تطالب باعادة النظر في الاولويات خلال القسم الثاني من الولاية الرئاسية والتخلي عن بعض الاصلاحات التي اسيء فهمها لدى قاعدة ناخبي الاكثرية.

ودعا رئيس الوزراء السابق جان بيار رافاران الى quot;التصويت على الثقةquot; في البرلمان حول الاصلاحات. واعتبر جان فرنسوا كوبيه زعيم الكتلة النيابية لحزب الاتحاد من اجل حركة شعبية انه quot;ينبغي العودة الى الاسسquot; التقليدية لليمين.

ورات صحيفة quot;لو فيغاروquot; القريبة من الحزب الحاكم في نتائج تصويت الاحد دلالة على quot;تنامي الاستياء في اوساط ناخبي اليمين الذين لا يفهمون الانفتاح على اليسار ولا المزايدة البيئية المتمثلة في ضريبة الكربون، او تراكم الاصلاحات التي قلما يتم شرحهاquot;.

ومن بين الملفات quot;الحساسةquot; تطرقت الصحيفة الى ملف رواتب التقاعد والقضاء الذي يتوقع ان يؤدي الى الغاء منصب قاضي التحقيق او مشروع الضريبة البيئية على انبعاثات ثاني اكسيد الكربون التي يفترض ان يبدأ العمل بها في الصيف.

في المقابل يسود انتعاش في اوساط الاشتراكيين المنقسمين والذين لا يملكون مشروعا متجانسا منذ بداية ولاية ساركوزي في 2007. وكتبت صحيفة quot;ليبراسيونquot; معلقة: quot;يوم اليسارquot;.

وحقق الفوز في الانتخابات الاخيرة الشرعية التي تحتاجها زعيمة الاشتراكيين مارتين اوبريه لتكون بديلاً من الرئيس اليميني.

ودعت اوبريه الرئيس الاثنين الى quot;تغيير سياستهquot;.

ويفترض ان تنافس اوبريه كلاًّ من مدير صندوق النقد الدولي دومينيك ستروس كان وسيغولين روايال التي فازت الاحد في منطقتها بواتو-شارانت (غرب) للحصول على ترشيح الحزب الاشتراكي للانتخابات الرئاسية العام 2012.

وفي ضوء الانتخابات الاقليمية، سيتولى اليسار ادارة 21 من 22 منطقة في داخل فرنسا. اما منطقة الالزاس (شرق) فباتت اخر معاقل اليمين بعدما صمدت في وجه تحالف الاشتراكيين والخضر.

وفي فرنسا ما وراء البحار، فاز اليمين بمنطقتي ريونيون (المحيط الهندي) وغويانا (اميركا اللاتينية).