الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي برفقة السيدة الفرنسية الأولى في مركز للاقتراع يوم 14 مارس 2010. أ ف ب

يتوجه الناخبون الفرنسيون مجددًا اليوم إلى مراكز الاقتراع في الدورة الثانية من الانتخابات الإقليمية، التي يبدو أنها محسومة سلفًا لصالح اليسار الذي نجح في تشكيل لوائح موحدة في عشرين منطقة من أصل 22 منطقة (باستثناء أقاليم ما وراء البحار). وما زال الغموض سيد الموقف في منطقة الألزاس (شرق فرنسا) التي قد تكون الإقليم الوحيد الذي سينجح اليمين الحاكم في الاحتفاظ به.

باريس: يدلي الفرنسيون باصواتهم الاحد اعتبارا من في الجولة الثانية من الانتخابات الاقليمية التي تفيد الاستطلاعات ان نتائجها ستؤكد هزيمة اليمين الحاكم الذي يقوده نيكولا سراكوزي. وبدأ الاقتراع عند الساعة 08,00 (07,00 تغ). وستغلق اخر مراكز الاقتراع في الساعة 20,00 (19,00 تغ) عندما تتمكن قنوات التلفزيون من بث التوقعات الاولى التي تكون بشكل عام قريبة جدا من النتائج النهائية.

يواجه حزب الاتحاد من أجل الحركة الشعبية الذي يمثل يمين الوسط والذي يتزعمه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي هزيمة ثقيلة في الانتخابات الاقليمية التي تجري اليوم الأحد يمكن أن تؤثر على وتيرة الاصلاحات مع بدء المناورات قبل حملة الانتخابات الرئاسية في 2012. وحسب آخر استطلاعات للرأي، فإن لوائح اليسار مرشحة للفوز في 21 منطقة من أصل 22.

ومني يمين الوسط بواحدة من اسوأ خسائره منذ سنوات في الجولة الاولى التي حصل فيها حزب ساركوزي على 26 في المئة فقط من الاصوات مقابل 29 للاشتراكيين ونحو 50 في المئة للاحزاب اليسارية ككل.

وتؤكد المستويات المرتفعة للامتناع عن التصويت والتي شهدت بقاء اكثر من نصف الناخبين في منازلهم وارتفاعًا في معدل التأييد للجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة والتي حصلت على نحو 12 في المئة الرسالة المتشائمة للحكومة قبل جولة الاعادة الاخيرة من الانتخابات يوم الاحد.

وعززت المخاوف بشأن فقدان الوظائف والهجرة والامن بالاضافة الى الاستياء من مسائل مثل عمليات انقاذ البنوك ورواتب المسؤولين التنفيذيين الهجمات على ساركوزي. وهبطت شعبية ساركوزي منذ الاشادة به على معالجته الفعالة للازمة المالية في 2008.

ووعد ساركوزي بالفعل بتوقف في الاصلاح العام المقبل وقد تجعله الخسائر الفادحة في انتخابات منتصف المدة الماضية قبل 2012 اكثر حذرًا بشأن دفع تخفيضات مؤلمة محتملة في المشاريع الضخمة التي تبقى في 2010.

ويعتزم ساركوزي اجراء تعديل رئيس في نظام المعاشات بما في ذلك رفع سن التقاعد ويحتاج ايضًا الى كبح جماح العجز العام الفرنسي الذي من المتوقع ان يصل الى 8.2 في المئة من اجمالي الناتج المحلي في 2010 . وليس للمجالس الاقليمية البالغ عددهم 26 مجلسًا والمسؤولة عن قضايا مثل بناء المدارس والنقل المحلي قوة اقتصادية تذكر وعادة ما تجذب اهتمامًا بسيطًا حتى داخل فرنسا.

وبينما دأب الرئيس الفرنسي على تأكيد أن نتائج الانتخابات لن تؤثر على quot;الخط السياسيquot; الذي تسير عليه الحكومة، وأنه لا نتائج متوقعة لها على المؤسسات بفضل الأكثرية النيابية التي تدعم الحكومة والرئاسة في البرلمان، فإن الكثيرين يتساءلون عما سيقوم به ساركوزي لاستعادة المبادرة السياسية وتغيير ميزان القوى، علمًا بأن فوز اليسار في انتخابات اليوم سيمكنه من الولوج إلى استحقاق الانتخابات الرئاسية والتشريعية في العام 2012 من موقع قوي.

ولكن يجري متابعة الانتخابات عن كثب بوصفها مقياسًا للرأي العام ويأمل الاشتراكيون الذين فازوا في 20 من بين 22 منطقة في البر الفرنسي الرئيس في اخر انتخابات مماثلة في 2004 بان يحققوا نتائج افضل هذه المرة.

وأعلنت الاحزاب اليسارية الفرنسية الثلاثاء الفائت تحالفها في مختلف انحاء فرنسا تقريبًا لخوض حملة الجولة الثانية من الانتخابات الاقليمية آملاً في تاكيد وربما مفاقمة هزيمة اليمين. واعلنت ثلاثة احزاب يسارية (الحزب الاشتراكي والخضر انصار البيئة واليسار الراديكالي) صباح الثلاثاء انها توصلت الى اتفاق حول لوائح موحدة في 19 اقليمًا من اصل 22 في فرنسا (باستثناء اقاليم ما وراء البحار)، ولا سيما ان المهلة تنتهي عصر الثلاثاء.

وفاز الحزب الاشتراكي في الجولة الاولى على الصعيد الوطني بنحو 29% من الاصوات والخضر 12% وجبهة اليسار (شيوعيون ومنشقون اشتراكيون) 6%. ولم يتخط اليمين المتمثل في الاغلبية الرئاسية حول الاتحاد من اجل حركة شعبية 26% من الاصوات.

ولا بد من حصول اي لائحة في الجولة الاولى على 10% من الاصوات كي تتمكن من المشاركة في الجولة الثانية بينما بامكان تلك التي تحصل على 5% على الاقل ان تندمج مع بعضها لترشيح لائحة في الجولة الثانية.

واعلن المدافعون عن البيئة انهم توصلوا الى اتفاق مع الاشتراكيين quot;في كافة الاقاليم باستثناء بريتانيquot; (غرب) في حين ينوي اليسار الراديكاي ترشيح لائحته الخاصة في ليموزان (وسط) ونور-با-دو-كاليه (شمال). لكن لا يتوقع ان يتمكن اليمين من الاستفادة من هذه الانقسامات في تلك الاقاليم الثلاثة حيث حل الاشتراكيون في المقدمة.

كما سيتعين على الاتحاد من اجل حركة شعبية مواجهة الجبهة الوطنية (يمين متطرف) في 12 منطقة فازت فيها باكثر من 10 بالمئة. وفي الواقع يبدو ان ليس امام اليمين اي فرصة للفوز الا في اقليم ألزاس (شرق) حيث تقدم بفارق ضئيل على اليسار في الجولة الاولى واثنين من اقاليم ما وراء البحار من اصل اربعة (غويانا وجزيرة ريونيون).

ويحاول اليمين تفادي هزمية شاملة والفوز على الاقل في احد الاقاليم الاثنى والعشرين التي تتالف منها فرنسا (باستثناء اقاليم ما وراء البحار) بينما يامل اليسار الذي يسيطر على 20 اقليما في انتزاع كورسيكا من اليمين في حين يبدو ان نتائج المعركة حول اقليم الالزاس معقل اليمين عادة ستحسم بفارق ضئيل جدا.

وينتخب الفرنسيون مجالسهم الاقليمية حسب اقتراع معقد بلائحة نسبية يمنح تفوقا من حيث المقاعد للفائز ويسمح باندماج لوائح في الجولة الثانية اذا تجاوزت عتبة الخمسة بالمئة في الجولة الاولى. ويعتبر هذا الاقتراع الذي يتزامن مع منتصف ولاية نيكولا ساركوزي، الاخير قبل الانتخابات الرئاسية المقررة سنة 2012. واثارت هزيمة اليمين في الجولة الاولى التكهنات حول تعديل وزاري كبير بعد الجولة الثانية.