فيما تتوالى الحوارات بين القوى العراقية حول تحالفات مستقبليّة تعقب ظهور نتائج الانتخابات التشريعية غدًا، فإن الترشيحات لمنصب رئيس الحكومة الجديدة تتوالى لتطرح اكثر من شخصية نافذة حيث رشح التيار الصدري احد اقوى فصائل الائتلاف الوطني العراقي بزعامة عمار الحكيم جيولوجيًّا يشغل منصب نائب رئيس الهيئة السياسية للتيار رئيسًا للحكومة التي ستتمخض عن الانتخابات، فيما يدرس قادة حزب الدعوة بزعامة رئيس الحكومة نوري المالكي ترشيح احد مساعديه هو علي الاديب بديلاً عنه. بينما بدأ الائتلاف والكتلة العراقية بزعامة اياد علاوي مباحثات تحالفية في وقت دخلت العاصمة بغداد تشديدات أمنية قبل 24 ساعة من اعلان النتائج.
لندن: اعلن قياديون في التيار الصدري بقيادة رجل الدين الشيعي الشاب مقتدى الصدر اليوم ان مرشحهم لرئاسة الحكومة المقبلة هو قصي عبد الوهاب السهيل مساعد مسؤول الهيئة السياسية في التيار النائب السابق مؤكدين انه يحظى بدعم قوي من قبل اللجنة السباعية المكلفة بالترشيحات والهيئة السياسية للتيار خاصة وان الصدر نفسه يرفض التجديد للمالكي. ويتولى السهيل حاليًّا رئاسة لجنة التفاوض التابعة للائتلاف الوطني للتحاور مع الكتل والائتلافات السياسية الاخرى حول استحقاقات مرحلة ما بعد الانتخابات.
وقد احتلت quot;كتلة الاحرارquot; الممثلة للتيار الصدري مكان الصدارة بين قوى الائتلاف الوطني في الحصول على اصوات الناخبين حيث تشير النتائج شبه النهائية الى حصولهم على حوالى 38 مقعدًا من مقاعد الائتلاف التي قد تصل الى 68 مقعدًا بشكل يجعله مؤهلاً لفرض مرشح لرئاسة الحكومة.
والسهيل (45 عامًا) من مواليد مدينة البصرة الجنوبية وحامل شهادة الدكتوراه في علوم الجيولوجيا باحتصاص الموارد المائية وهو نائب برلماني ومساعد لرئيس الهيئة السياسية للتيار الصدري. وتشير سيرته السياسية الى انه قد اكمل دراسته الابتدائية والإعدادية في البصرة وحصل على شهادة الدكتوراه في الموارد المائية من جامعة بغداد عام 1995 ومارس التدريس في جامعتي بغداد والبصرة.
وقد اختير عضوًا في الجمعية الوطنية التي تشكلت عقب سقوط النظام السابق العام 2003 ممثلاً عن التيار الصدري ثم اعيد انتخابه عضوًا في مجلس النواب المنتهية ولايته الشهر الحالي. وشغل في المجلس مهمة مقرر لجنة الزراعة والمياه كما مثل التيار الصدري في المجلس السياسي الوطني الذي يضم القادة العراقيين.
وحول وجود تعارض بين التيار الصدري والقائمة العراقية يقول السهيل انه quot;لا يمكن ان نطلق عليها ظاهرة ما دامت القضية تتعلق بأفرادquot;.. وأشار إلى أن quot; حواراتنا كتيار مع القائمة العراقية ومع علاوي مبنية على جانبين :الاول كقائمة ائتلاف والثاني كتيار صدري وانا احد أعضاء اللجنة المعنية بالتباحث مع قائمة علاوي سواء في الائتلاف أو في التيار.
وأوضح أن quot;علاوي له رؤية معينة ويقول انه معني ببناء البلد ولديه أهداف وطنية وكذلك نحن نجد أنفسنا معنيين ونسير وفق ذلك الاتجاه. وكانت ابرز محاور تلك المباحثات البحث عن قواسم مشتركة وإمكانيات إيجاد الأفكار التي تفرز وتدعم تلك القواسم ولكنها لم تصل الى درجة التحالفquot; كما ابلغ صحيفة المدى البغدادية اليوم. وأشار إلى أن المجلس الاعلى الاسلامي بقيادة الحكيم قد رشح نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي ووزير المالية بيان جبر بانتظار نتائج الانتخابات.
وعن موقف التيار الصدري فيما اذا اصر ائتلاف دولة القانون على التجديد للمالكي يقول السهيل ان تقارب النتائج بين الكتل سيمنع مشهد إصرار القائمة على التمسك بهذا المنصب او ذاك quot;ولا اظن ان هناك قائمة ستفرض رأيها على قائمة أخرى وبرأيي الشخصي ان جميع الأسماء المطروحة لهذا المنصب او غيره لن تحتل تلك المواقع ما لم يتم التوافق عليها ونحن نميل الى طرح أسماء المواقع السيادية كرئيس الجمهورية او الوزراء او النواب على الكتل الاربعة الرئيسية ومن ثم استجلاء وانتخاب الأصلح والاكثر مقبولية ومن هم الاكفاء لقيادة البلد في المرحلة المقبلة.
وفيما اذا كان يعتقد ان مشهد الاصطفافات الطائفية سيظهر من جديد بعد ظهور نتائج الانتخابات اكد السهيل quot;ان المشهد السياسي المقبل لن يختلف كثيرًا عن المشهد السابق فطبيعة الفرز للقوى السياسية سيعود الى نفس حالة الفرز السابقة وستبقى القوى الكردية ذات قائمة مستقلة بتوجهاتها وكذلك الأمر بالنسبة للقوى الشيعية ربما ستتجمع من جديد لكونها قوى كبيرة وكذلك بالنسبة للقوائم السنية ستتجمع من جديد وباعتقادي انه الخروج من خانة الولاءات الضيقة والتحزبات الطائفية والمذهبية لن نراه في عمل البرلمان المقبلquot;.
وعلى المستوى نفسه وإزاء اعتراض بعض الكتل السياسية الكبرى على التجديد للمالكي فأن قادة حزب الدعوة الاسلامية بزعامته بدأوا يتحدثون عن مرشح بديل هو مساعده في الحزب النائب على الاديب الذي اقر اليوم ان موضوع ترشيحه لرئاسة الوزراء حديث متداول بين الناس والاعلاميين.. لكنه اشار الى quot;ان هذا الموضوع لم يتم تداوله رسميًّاحتّى الانquot;.
كتلتا علاوي والحكيم بدأتا بمباحثات تحالفية
بدأ قياديون في الائتلاف الوطني العراقي والكتلة العراقية في بغداد مباحثات حول استحقاقات المرحلة المقبلة التي ستعقب ظهور نتائج الانتخابات التشريعية غدًا الجمعة.
واجرت اللجنة المركزية للتفاوض التابعة للائتلاف الوطني برئاسة قصي السهيل حوارًا سياسيًّا مع ممثلين عن العراقية حيث quot;بحث الجانبان امكانية بناء تحالفات تجد جميع الاطراف فيها استحقاقًا في الشراكة الوطنية الايجابيةquot; كما قال بيان عن الاجتماع. وشارك في الاجتماع عن الائتلاف فالح الفياض وكريم اليعقوبي فيما ترأس وفد العراقية رافع العيساوي نائب رئيس الوزراء.
واشار السهيل الى أن المشهد الحالي وفق المعطيات الحالية قد افرز ثلاث قوى اساسية تصدرت المسار الانتخابي هي الائتلاف الوطني وائتلاف دولة القانون والقائمة العراقية مع تبادل المواقع التي فازت فيها في مختلف المحافظات. وشدد على أن الحكم بشكل نهائي على النتيجة هو أمر سابق لأوانه ولكن بالاطار العام تبقى هذه القوائم لها الحظ الاوفر لتصدر المشهد السياسي منوها بأن التيار الصدري وفي اطار عزمه على التواجد بقوة في العملية السياسية ليس لديه خط احمر على تبوؤ اي من المناصب السيادية.
وقال مصدر مقرب من العراقية ان هذه الكتلة تعتبر ابرز المقربين اليها اليوم من الكتل السياسيةالتحالف الكردستاني ومكونات الائتلاف الوطني وفي مقدمتها الفضيلة والصدريين وقد وصلت الحوارات مع تلك الكتل الى مراحل متقدمة يمكن من خلالها تشكيل الحكومة المقبلة .
وأظهرت نتائج 95% من عمليات العد والفرز لأصوات الناخبين التي شملت الاقتراع العام والخاص والخارج تقدما للقائمة العراقية برئاسة أياد علاوي بأكثر من 11 آلاف صوت على قائمة ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الحكومة المنتهية ولايتها نوري المالكي. وحصلت القائمة العراقية على 2631388 صوتًا في حين تحصل ائتلاف دولة القانون على 2620042 صوتًا وحل الائتلاف الوطني ثالثا بحصوله على 1976412 صوتًا.
يذكر أن حوالى 12 مليون عراقي كانوا قد شاركوا في السابع من الشهر الحالي في ثاني انتخابات برلمانية تشهدها البلاد منذ إقرار الدستور والثالثة من نوعها عقب سقوط النظام السابق العام 2003 حيث صوت الناخبون عبر القائمة المفتوحة على اختيار 325 نائبًا للدورة الجديدة لمجلس النواب والتي تستمر لأربع سنوات مقبلة.
تشديدات أمنية في بغداد
في هذه الاثناء،اتخذت السلطات العراقية اليوم وقبل 24 ساعة من اعلان النتائج النهائية للانتخابات اجراءات امنية مشددة في العاصمة بغداد حيث انتشرت نقاط التفتيش والحراسة العسكرية في مختلف مناطقها.
وفي محافظة الانبار الغربية تم وضع قوات الجيش والشرطة والطوارئ في حال تأهب قصوى، خوفًا من وقوع أي طارئ اثناء اعلان النتائج. وقال مصدر في حكومة الانبار المحلية ان القوات العراقية اتخذت اجراءات امنية مشددة لحماية المواطنين، خوفًا من وقوع هجمات ارهابية اثناء اعلان النتائج غدًا، مضيفًا ان جميع الشوارع الرئيسة والمناطق الامنية الحساسة تم تأمينها بشكل كامل من قبل عناصر الشرطة والجيش وتفتيش المناطق المشتبه فيها.
وفي بغداد، نفى مسؤول أمني عراقي نية السلطات اعلان حالة التأهب القصوى وفرض حظر للتجوال في البلاد لاسيما بغداد وقال رئيس اللجنة الامنية العليا للانتخابات الفريق آيدن خالد quot; ان الاستعداد العالي لقوات الجيش والشرطة للتعامل بشكل حازم وسريع من أجل منع أي خروقات محتملةquot;.
التعليقات