A man rides past the deliberate defacing of election campaign ...
سياسة حافة الهاوية في انتخابات السودان.. ماذا سيحدث تاليا؟

مع اقتراب موعد الإنتخابات الرئاسية تشتد الخلافات السياسيّة بين الأحزاب السودانيّة، ما يرجح أن تشهد المرحلة المقبلة العديد من التحولات المرتقبة. ومع إعلان أبرز منافسي الرئيس السوداني عمر البشير، مرشح الحركة الشعبية المعارضة انسحابه، تخلو بذلك الإنتخابات من المنافسة القوية بين المرشحين، ودعوته الناخبين إلى مقاطعتها في أجزاء من شمال البلاد ودارفور، قائلا إنها مزورة حتى قبل أن تبدأ. الا ان المعارضة السودانية بدأت تظهر خلافاتها على السطح بعد أن أعلن حزب التحالف الوطني الديمقراطي عدم مقاطعة الانتخابات المقبلة في الوقت الذي قررت فيه الأحزاب الرئيسة الانسحاب من السباق الرئاسي.

الخرطوم: حاول الموفد الاميركي سكوت غرايشن اليوم الخميس إنقاذ صدقية الانتخابات المقرر إجراؤها في نيسان/ابريل الجاري في السودان، والتي أنهكتها الانتقادات الموجهة الى العملية الانتخابية وانسحاب ابرز معارضي الرئيس عمر البشير وتهديد المعارضة بمقاطعة الانتخابات.

وقال مبارك الفضيل المتحدث باسم حزب الامة (معارضة) في ختام لقاء مع الموفد الاميركي الذي لم يدل بتصريحات بعد اللقاء، ان quot;الاميركيين هنا لبحث ما يمكنهم القيام به لإنقاذ العملية (الانتخابية) لأنهم يريدون انتخابات منصفة وذات صدقيةquot;.

واعربت المعارضة عن مآخذها حيال تحيز اللجنة الانتخابية وما تعتبره عملية انتخابية مزورة مسبقا من قبل حزب المؤتمر الوطني الذي يتزعمه الرئيس عمر البشير. وقد اصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف دولية في حق البشير بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في دارفور (غرب).

وسيجري السودان، اكبر بلد في افريقيا والمقسوم بين الشمال المسلم والجنوب الذي تسكنه اكثرية مسيحية، من 11 الى 13 نيسان/ابريل اول انتخابات تعددية -تشريعية ومحلية ورئاسية- منذ 1986، لكن المعارضة تهدد بمقاطعتها.

واعلن ياسر عرمان مرشح الحركة الشعبية لتحرير السودان (حركة التمرد الجنوبية السابقة) واكبر منافسي الرئيس عمر البشير، انسحابه الاربعاء من الانتخابات الرئاسية التي باتت نتيجتها خالية من المفاجآت. وقال عرمان لوكالة فرانس برس quot;اتخذت قرار الانسحاب لسببين. اولا، بعدما قمت بحملة في دارفور أدركت أن من المتعذر إجراء انتخابات فيها بسبب حالة الطوارئ المطبقة. وثانيا، ثمة مخالفات في العملية الانتخابية المزورةquot;.

واكد المتمردون الجنوبيون السابقون انهم سيشاركون مع ذلك في الانتخابات النيابية والمحلية باستثناء منطقة دارفور. واضاف عرمان ان quot;البشير سيكون وحيدا في الانتخابات. واعتقد ان اي مرشح يتمتع بالصدقية لن يأخذ قرارا بالترشح ضدهquot;.

وانسحب الخميس اربعة مرشحين أساسيين معارضين للرئيس السوداني عمر البشير من الانتخابات الرئاسية، بحسب ما اعلن مصدر سياسي لوكالة فرانس برس.

وقال مبارك الفضيل زعيم احد فصائل حزب الامة انه انسحب من الانتخابات اضافة الى رئيس الوزراء الاسبق صادق المهدي رئيس حزب الامة، وابراهيم نقود زعيم الحزب الشيوعي، وحاتم السر مرشح الحزب الوحدوي الديمقراطي، قبل ايام من الانتخابات المقرر اجراؤها في 11 نيسان/ابريل.

ويعتبر حزب الامة والوحدويون الديمقراطيون الركنين الاساسيين في العمل السياسي في السودان، وقد حل حزب الامة اولا في انتخابات العام 1986 فيما حل الوحدويون في المرتبة الثانية، قبل ان يقود الرئيس الحالي عمر البشير انقلابا عسكريا بعد الانتخابات بثلاث سنوات.

وعقدت احزاب المعارضة لقاء بعد ظهر الخميس في ام درمان غداة الاعلان عن انسحاب مرشح الحركة الشعبية لتحرير السودان ياسر عرمان احد ابرز المنافسين للبشير. الا ان الحزب الذي يتزعمه المعارض الاسلامي حسن الترابي الذي كان مقربا جدا من البشير واصبح اليوم من ابرز معارضيه، اكد الخميس عزمه خوض الانتخابات.

وكذلك اعلن المرشح اليساري عبد العزيز خالد لوكالة فرانس برس استمراره في المنافسة الانتخابية. وبحسب مصادر متطابقة فان عددا من المرشحين الآخرين في صدد اتخاذ قرار بهذا الشأن، ومن بينهم فاطمة عبد المحمود اول امرأة تترشح للانتخابات الرئاسية في تاريخ السودان.

ومن المنتظر ان تعقد احزاب المعارضة اجتماعا آخر مساء الخميس في ام درمان. وقد اعربت الولايات المتحدة وبريطانيا والنروج امس الاربعاء عن قلقها حيال الانتخابات في السودان ودعت مختلف الاطراف السودانية الى السعي من اجل إجراء انتخابات quot;تتسم بالصدقيةquot;.

وسطاء يستبعدون التوصل لاتفاق سلام قبل الانتخابات

في غضون ذلك، استبعد جبريل باسولي الوسيط في المفاوضات الجارية بين الحكومة السودانية ومتمردي دارفور مساء الاربعاء التوصل الى اتفاق سلام نهائي قبل موعد الانتخابات السودانية المقررة في 11 نيسان/ابريل.

وفي اتصال هاتفي مع فرانس برس اكد كبير مفاوضي الامم المتحدة والاتحاد الافريقي لدارفور انه quot;من المستبعد ابرام اتفاق سلام قبل الانتخابات. من الافضل تعديل الجدول الزمني لوضع اللمسات الاخيرة حول اتفاق سلام مع الحكومة الجديدة المنتخبةquot;.

واضاف باسولي quot;ليس مستحيلا التوصل الى اتفاق بحلول هذا الموعد لكن سيكون حينها من الضروري بذل جهد قوي جداquot;. وقد وقع متمردو حركة العدل والمساواة في شباط/فبراير في الدوحة اتفاق وقف لاطلاق النار مرفقا باتفاق سياسي كان يفترض ان يؤدي الى سلام دائم مع السلطات السودانية قبل 15 اذار/مارس.

كذلك وقعت الخرطوم منتصف اذار/مارس اتفاقا تمهيديا مع حركة التحرير والعدالة التي تشمل فصائل صغيرة من المتمردين في دارفور وكان يفترض ان يؤدي الى سلام نهائي في 31 اذار/مارس. وقال باسولي quot;لم تتوصل هذه الحركة ولا تلك الى ابرام اتفاق سلام نهائي وبالتالي يجب تحديد جدول زمني جديد يأخذ في الاعتبار الانتخاباتquot;. واعلنت السلطات السودانية هذا الاسبوع ان امام مندوبيها في الدوحة وحركة العدل والمساواة مهلة حتى الخامس من نيسان/ابريل لابرام اتفاق السلام.

واضاف باسولي ان quot;المحادثات السياسية ستستأنف في السادس من نيسان/ابريل هنا (في الدوحة) وسيحضر الطرفان لاجراء مشاوراتquot;. وتأمل حركة العدل والمساواة ان تنضم اليها حركة التحرير والعدالة لكن هذه الحركة رفضت وتريد اجراء مفاوضات بمفردها مع السلطات السودانية.

وتابع باسولي quot;لست ادري اذا كان اندماج الحركتين ممكنا لان بينهما عدة تناقضاتquot;. وترفض حركة التمرد الكبيرة الاخرى quot;جيش تحرير السودانquot; الذي يتزعمه عبد الواحد محمد نور الانضمام الى مفاوضات الدوحة.

الاتحاد الافريقي سينشر مراقبين للانتخابات في السودان

الى ذلك، قرر رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي جان بينغ نشر بعثة مراقبين للانتخابات المقررة من 11 الى 13 نيسان/ابريل في السودان، بحسب بيان وردت نسخة منه الخميس وكالة فرانس برس. واوضح البيان ان quot;بعثة الاتحاد الافريقي التي يقودها جون كفور الرئيس الغاني السابق، ستقوم بمهمة مراقبة مستقلة ومحايدة للانتخابات العامة في السودانquot;، واضاف ان quot;فريق استطلاع من ثمانية مراقبين تم نشره في السودان منذ 18 آذار/مارس 2010 (..) وهو يعمل بتعاون وثيق مع الاحزاب السياسية والسلطات المعنيةquot;.

واشار البيان الى ان بعثة مراقبي الاتحاد الافريقي تضم quot;خمسين شخصيةquot;، وقال مصدر قريب من المفوضية الافريقية انه من المقرر ان يصل المراقبون الى السودان في الرابع من نيسان/ابريل وان السلطة الحكومية للتنمية (ايغاد، تضم ستة بلدان من شرق افريقيا) سترسل ايضا 35 مراقبا.