موسكو:يوقع رئيسا الولايات المتحدة وروسيا يوم الخميس القادم معاهدة تلزم العدوين السابقين أيام الحرب الباردة بخفض الاسلحة النووية بشكل لم يسبق له مثيل مما سيعزز اتفاقا يضع العلاقات بينهما على أرض أكثر صلابة.
وبعد قرابة عام من المفاوضات الشاقة بين موسكو وواشنطن يمثل توقيع الرئيسين الاميركي باراك أوباما والروسي ديمتري ميدفيديف المعاهدة في براج رمزا للتعاون بين البلدين لصالح الامن العالمي.

ويقول أوباما وميدفيديف ان الخفض الجديد في أكبر ترسانتين للاسلحة بالعالم خطوة الى الامام باتجاه عالم خال من الاسلحة النووية واشارة الى دول تسعى لامتلاكها دون أن يكون هناك حاجة لذلك.

لكن المعاهدة التي ستخلف معاهدة خفض الاسلحة الاستراتيجية (ستارت 1) لن تدخل حيز التنفيذ دون أن يقرها النواب الاميركيون والروس وقد تواجه سجالا شاقا في مجلس الشيوخ الاميركي.

ويقول محللون ان توقيع المعاهدة لن يكون حلا لكل المشاكل التي تشوب العلاقات الاميركية الروسية والتي تحسنت بعدما تدنت لاسوأ مستوى لها منذ انهيار الاتحاد السوفيتي أثناء حرب شنتها روسيا على جورجيا في عام 2008 لكن العلاقات لا تزال مضطربة بسبب عدد من المشاكل.

وتشكو روسيا منذ فترة طويلة من أن خفض ترسانتها الهجومية قد يجعلها مكشوفة اذا بنت الولايات المتحدة درعا صاروخية في شرق أوروبا. وأدلى رئيس الوزراء فلاديمير بوتين بتصريحات أثرت في امال توقيع معاهدة الاسلحة الهجومية في ديسمبر كانون الاول عندما قال انها يجب أن تشمل الدفاعات الصاروخية.

وانقضت مهلة أولى في الخامس من ديسمبر كانون الاول دون أن تسفر المفاوضات بشأن المعاهدة عن نتائج وبدا أن الجمود لازال قائما حتى أعلن الجانبان أواخر الشهر الماضي أن أوباما وميدفيديف سيجتمعان في براج في الثامن من ابريل لتوقيع المعاهدة.

وتنص المعاهدة على خفض عدد الرؤوس النووية العاملة والتي تنشرها روسيا والولايات المتحدة الى 1550 رأسا لكل منهما أي أقل بقرابة الثلثين مما نصت عليه معاهدة (ستارت 1) وأقل بنسبة 30 في المئة عن سقف ما تحدده اتفاقية موسكو عام 2002 للبلدين بحلول عام 2012 .

وسيكون توقيع الاتفاقية أول انجاز ملموس لاوباما في السياسة الخارجية. ويسعى الرئيس الاميركي لاعطاء دفعة جديدة للعلاقات مع روسيا