تظاهرة في اسطنبول ضد إردوغان بسبب تهديده بطرد عمال أرمن في 19 مارس 2010. أ ف ب

أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الجمعة أن سفير بلاده لدى الولايات المتحدة، الذي استدعته أنقرة بعد قرار تبنته لجنة في الكونغرس الاميركي حول quot;إبادةquot; الارمن، سيعود quot;الاسبوع المقبلquot; إلى ممارسة مهامه.

أنقرة، واشنطن: قالت تركيا الجمعة إنها ستعيد سفيرها لدى واشنطن بعد شهر من استدعائه احتجاجا على وصف لجنة تابعة للكونغرس الأميركي لعمليات القتل التي تعرض لها الأرمن في تركيا أثناء الحرب العالمية بالإبادة الجماعية. وأكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أيضا أنه سيحضر قمة دولية للامن النووي يستضيفها الرئيس الأميركي باراك أوباما في واشنطن في 12 و13 أبريل/ نيسان.

وقال أردوغان للصحافيين quot;تلقيت دعوة قبل خمسة أو ستة أشهر لحضور حدث دولي ستحضره أيضا دول أخرى ويخدم قضية عادلة متعلقة بمنع استخدام وانتشار الاسلحة النووية. سأذهب الى الولايات المتحدة.quot; واضاف رئيس الوزراء التركي quot;سفيري نميك تان سيعود الى واشنطن قبل زيارتي.quot;

وكانت لجنة تابعة لمجلس النواب الأميركي أقرت قرارا غير ملزم في الرابع من مارس اذار يدعو أوباما للاشارة الى مقتل ما قيل انه يصل الى 1.5 مليون من المسيحيين الارمينيين بالابادة الجماعية ما دفع تركيا على الفور الى سحب سفيرها لدى واشنطن. ورحبت وزارة الخارجية الأميركية بقرار أردوغان اعادة السفير.

وقد استدعت تركيا سفيرها في واشنطن في الرابع من اذار/مارس بعد تصويت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الاميركي على قرار يدعو الرئيس الاميركي باراك اوباما الى ان quot;يصف بشكل دقيق التصفية المنهجية والمتعمدة لمليون و500 الف ارمنيquot; في عهد السلطنة العثمانية بquot;الابادةquot;.

السفير التركي نميك تان

وقال بي.جيه كرولي المتحدث باسم الوزارة في بيان صحافي في واشنطن quot;تتمتع تركيا والولايات المتحدة بعلاقات استراتيجية مهمة. هناك الكثير من العمل الذي يمكن أن ننجزهمعا وسيصبح ذلك العمل أكثر فاعلية عندما يكون لدينا محاور متمكن هنا في واشنطن.quot;

وتقول تركيا ان أتراكا وأرمينيين قتلوا خلال حالة الفوضى التي واكبت الحرب وانهيار الامبراطورية العثمانية قبل قرابة قرن رغم ان ما يقرب من 20 دولة وصفت عمليات القتل بانها ابادة جماعية. والولايات المتحدة حريصة على تحسين علاقاتها مع تركيا الدولة المسلمة الوحيدة العضو في حلف شمال الاطلسي والحليف الرئيس في مناطق مضطربة من أفغانستان الى الشرق الاوسط.

وأكدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في اتصال هاتفي مع نظيرها التركي أحمد داود أوغلو يوم الاحد الماضي معارضة البيت الابيض لقرار لجنة الكونغرس. ولم يتضح ما اذا كان القرار سيطرح للتصويت في مجلس النواب بكامل أعضائه أو ما اذا كان من الممكن أن يقره المجلس. وأصدرت لجنة الكونغرس القرار بأغلبية صوت واحد.

وتسعى واشنطن لإقناع تركيا العضو غير الدائم في مجلس الامن التابع للامم المتحدة بتأييد جولة رابعة من العقوبات الاقتصادية على ايران بسبب برنامجها النووي. وأعلن أردوغان معارضته للعقوبات التي يشك في فاعليتها. ويشعر رئيس الوزراء التركي بالقلق من أن تجارة بلاده مع ايران ستتضرر حتما نتيجة للعقوبات. وتزود ايران تركيا بثلث احتياجاتها من الغاز.

ورغم علاقات تركيا الجيدة مع طهران الا أن محاولات أردوغان لاقناع القيادة الايرانية باتخاذ خطوات ضرورية لتبديد القلق الدولي بشأن برنامجها النووي لم تسفر عن أي تقدم. لكنه يقول انه ينبغي تكثيف الجهود الدبلوماسية بدلا من فرض العقوبات. واثار اوباما السنة الماضية غضب الجالية الارمينية عندما تجنب الحديث عن quot;الابادةquot; في رسالته السنوية رغم انه تعهد عندما كان مرشحا الى الرئاسة بالاعتراف بالابادة اذا انتخب.

ويعتبر الارمن ما تعرضوا له من مذابح ونفي بين 1915 و1917، عملية quot;ابادةquot; اودت بحياة اكثر من مليون ونصف مليون ارمني، بينما لا تعترف تركيا بهذه العبارة وتقول ان عدد القتلى لا يتجاوز 300 الف او 500 الف، وانهم لم يسقطوا في حملة تصفية بل ضمن الفوضى التي عمت السنوات الاخيرة من السلطنة العثمانية. وقد تبنى كل من فرنسا وكندا والبرلمان الاوروبي عبارة الابادة.