بدأ الرئيس الأميركي زيارته إلى براغ حيث سيوقع مع الرئيس الروسي معاهدة ستارت الجديدة.
براغ: يلتقي الرئيس الاميركي باراك اوباما ونظيره الروسي ديمتري مدفيديف الخميس في براغ للتوقيع على معاهدة ستارت الجديدة التي تحد من ترسانتيهما النوويتين، بعد سنة على النداء الذي اطلقه اوباما من هذه المدينة بالذات لعالم خال من السلاح النووي.
ووصل مدفيديف منذ مساء الاربعاء الى العاصمة التشيكية قادما من سلوفاكيا المجاورة، بينما وصل اوباما صباح الخميس الى المدينة التي انتشر فيها الالاف من عناصر الشرطة والجيش بمناسبة هذا الحدث التاريخي.
وسيلتقي رئيسا البلدين اللذين عززا على مدن عقود طويلة قدرة كل منهما على شطب الآخر من الخريطة، في قصر براغ، مقر الرئاسة التشيكية للتوقيع على هذه المعاهدة التي اطلق عليها اسم quot;ستارت الجديدةquot; (المحادثات حول الحد من الاسلحة الاستراتيجية).
وبذلك ستلتزم واشنطن وموسكو، اللتان تحسنت علاقاتهما بشكل ملحوظ منذ تولي اوباما السلطة مطلع 2009، بخفض عدد الرؤوس النووية الى 1550 رأسا لكل منهما، اي بانخفاض نسبته 74% مقارنة بالسقف الذي حددته اتفاقية ستارت الموقعة في 1991 والتي انتهى سريانها مع نهاية 2009.
براغ تستضيف اليوم القمة الأميركية الروسية quot;ستارتquot; |
ويكرس الاحتفال المقرر في الساعة 10,00 تغ والذي سيتم عقب محادثات ثنائية بين مدفيديف واوباما ويليه مؤتمر صحافي، نجاح المفاوضات الصعبة التي دارت في جنيف طيلة شهور بين الطرفين.ولكي تدخل المعاهدة الجديدة حيز التنفيذ يجب ان يصادق عليها كل من مجلسي الدوما (النواب) الروسي والشيوخ الاميركي.
وجاء التوقيع على المعاهدة في وقته بالنسبة لاوباما الذي دعا قادة اربعين بلدا الى واشنطن مطلع الاسبوع المقبل للمشاركة في قمة حول الامن النووي ومكافحة الانتشار النووي. وقد كشفت الحكومة الاميركية، التي تعول على دعم روسيا لمنع ايران من صنع السلاح النووي، مؤخرا عن عقيدتها النووية الجديدة التي تحد من حالات استعمال السلاح الذري.
وتعتبر براغ، التي كانت خلال طوال اربعين سنة من الحرب الباردة احد المراكز الحساسة في الصراع السوفياتي-الاميركي، مدينة رمزية ايضا حيث ان اوباما الذي فاز بجائزة نوبل للسلام 2009 القى فيها قبل سنة خطابا اعلن فيه نظرته لعالم خال من الاسلحة النووية.
وتكرس معاهدة quot;ستارت الجديدةquot; التي بات بمقتضاها quot;توازن الرعبquot; في خبر كان، الوقائع الجيوسياسية الجديدة التي باتت الاسلحة النووية فيها غير فعالة امام مخاطر الاعتداءات الانتحارية في نيويورك وموسكو.
وترى روسيا في هذه المعاهدة فرصة لاستعادة quot;التوازنquot; الاستراتيجي مع الولايات المتحدة بعد عشرين عاما من تلاشي الاتحاد السوفياتي ومناطق نفوذه. وقد انضمت جمهورية تشيكيا، التي كانت عضوا في حلف وارسو، الى حلف شمال الاطلسي سنة 1999.
وكانت روسيا تأمل في تضمين المعاهدة بنودا تحد من الدفاع المضاد للصواريخ، وهو موضوع تعتبره حساسا جدا، لكنها في نهاية المطاف اضطرت الى الاكتفاء بتسوية لغوية تنص على اعتراف واشنطن بوجود quot;علاقةquot; غير محددة بين اسلحة نووية quot;هجوميةquot; وانظمة مضادة للصواريخ.
ويفترض ان يتم البحث في هذه المسألة كما في مسألة نفوذ روسيا في المنطقة، مساء الخميس خلال مأدبة العشاء التي دعا اليها اوباما 11 من قادة دول شيوعية سابقة انضمت الى حلف شمال الاطلسي. ولن يشارك فيها مدفيديف الذي من المقرر ان يغادر براغ ظهر الخميس.وسيختتم اوباما زيارته بعد 24 ساعة اثر محادثات ثنائية يجريها صباح الجمعة مع نظيره التشيكي فاكلاف كلاوس ورئيس الوزراء يان فيشر.
هذا وقال مسؤول بالبيت الابيض إن أوباما يأمل أن يصدق مجلس الشيوخ هذا العام على معاهدة خفض الاسلحة. وقال روبرت غيبز المتحدث باسم البيت الابيض quot;نأمل ونتوقعquot; أن يتم التصديق هذا العام. وأضاف غيبز الذي أدلى بتصريحات للصحفيين فيما كان أوباما على متن الطائرة متوجها الى براج أن المعاهدات النووية تحظى عادة بدعم الحزبين الجمهوري والديمقراطي.
وقال غيبز ونائب مستشار الامن القومي بالبيت الابيض بن رودز انهما يتوقعان أن يكون الملف الايراني من بين الموضوعات التي ستناقش خلال اجتماع أوباما مع ميدفيديف في براغ اليوم وانهما يشعران بأن روسيا تؤيد فرض عقوبات على طهران.
التعليقات