أكد المحلل الإسرائيلي يوسي نيشر لـquot;إيلافquot; أنه لا يوجد مصلحة لإسرائيل في شن حروبا لا الآن ولا مستقبلا.

تل أبيب: اعتبر محرر شؤون الشرق الأوسط في إذاعة إسرائيل باللغة العربية يوسي نيشر، أن التحذيرات التي نقلت لسوريا في الأسبوع الماضي وفق صحيفة الصندي تايمز، تهدف quot;بالأساس إلى السعي لتفادي حرب أو تصعيد عسكري في الجبهة الشمالية لإسرائيل...quot;. وقال نيشر : quot;إنه لا مصلحة لإسرائيل بشن حرب لا في الوقت الحالي ولا في أي وقت، فقد استبعد وزير الدفاع إيهود براك ، اليوم، نشوب حرب مؤكدا أن إسرائيل لا تنوي شن حرب على جبهتها الشمالية. كما أن الحرب الآن ليست في مصلحة دمشق ولا حزب الله فهما تدركان خطورة الحرب عليهما.

أما التصعيد الكلامي بين الطرفين فهو وفق يوسي نيشر فهو يرتبط بالتوتر الموسمي الصيفي. فعشية كل صيف يزداد الحديث عن سخونة الوضع، وثانيا الجمود في العملية السياسية على كافة المسارات وخاصة المسار السوري لا سيما على خلفية التوتر في العلاقات بين الوسيط التركي وإسرائيل فله دوره وتأثيرة على العلاقات بين إسرائيل ودمشق.

والسبب الثالث يعود وفق الصحافي يوسي نيشر إلى المشاورات الدولية حول سبل احتواء الأزمة بين طهران والغرب حول الملف النووي الإيراني يثير من جديد الخيار العسكري الذي لا تستبعده واشنطن مع تأكيدها أن هذا الخيار لا يتصدر سلم أولوياتها. وردا على سؤال حول تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان وتهديده بإعادة سوريا للعصر الحجر وقيامه بالزج في إسرائيل بتصعيد في علاقاتها مع سوريا أو تركيا، وحول هوية صاحب القرار في إسرائيل هل هو ليبرمان أم براك أو نتنياهو في ظل هذه الأصوات المتناقضة، قال نيشر إن ما ذكرته الصحيفة البريطانية لا يعني تهديدا بالحرب بل العكس من ذلك وهو تجنب الحرب والأمل بأن تنقل دمشق رسالة لحزب الله حول خطورة اتخاذ أية إجراءات استفزازية ضد إسرائيل لأن الثمن معروف بالنسبة للجانبين.

ولفت نيشر إلى أن دور ليبرمان، برغم التصريحات المنقولة على لسانه، محدود في تحديد السياسة الإسرائيلية، فدوره لا يتعدى الجانب الإعلامي والتصريحات العلنية أكثر مما هو دور عملي. وهذه هي مشكلة إسرائيل أحيانا عند الحديث عن حكومة تتأسس على ائتلافات حكومية على شاكلة الائتلاف الحالي، وتكون النتيجة أحيانا شلل في عمل الحكومة وأدائها على الساحة الداخلية والخارجية، تعدد في المواقف ورغبة رئيس الوزراء في إرضاء جميع الشركاء في الحكومة تؤدي إلى الشلل الذي نراه اليوم.

وقال نيشر إن الوضع الراهن والتوتر القائم في العلاقات بين سوريا وإسرائيل، يشكل مصدر قلق على المستوى الدولي، وفي هذا السياق جاء إعلان بان كي مون عن رغبته بإيفاد مبعوث دولي للمنطقة لاحتواء الأزمة، كما أن مصر ترغب هي الأخرى للدخول على خط الوساطة بين إسرائيل وسوريا بهدف احتواء التوتر الراهن وعودة الهدوء لتجنب الحرب.

وردا على سؤال حول التصعيد في العلاقات مع الأردن وتصريحات العاهل الأردني الأخيرة التي حذر فيها من أن المنطقة كلها على أعتاب حرب ما لم يحرز تقدم في المسيرة السلمية وهو موقف أردني غير مسبوق، قال نيشر لإيلاف: إن العاهل الأردني، لا تشير رغبته في الحرب وإنما العكس من ذلك فهو يحذر من أخطار الحرب، فهو يخشى على المصالح الفلسطينية، وهدفه الأول هو استئناف المفاوضات على المسار الفلسطيني،وأعتقد أن هذا هو ما يمكن للجانب الأردني أن يفعله وهو التحذير من مغبة وخطورة استمرار الوضع الراهن وخاصة على المسار الفلسطيني.