اسلام اباد: رئيس وزراء باكستان يوسف رضا جيلاني الذي ورث الاثنين الصلاحيات التنفيذية لرئيس الدولة، هو سياسي يفتقر للكاريزما لكنه توافقي ويحظى بالاحترام حتى في صفوف المعارضة وخصوصا لدى الجيش الذي يتمتع بنفوذ كبير. لكن ماضيه السياسي لم يخل من الشوائب.

وقد اصبح اليوم من الشخصيات الاساسية في حزب الشعب الباكستاني الذي كانت تتزعمه رئيسة الوزراء السابقة بنازير بوتو التي اغتيلت في 2007 في اعتداء انتحاري. غير ان جيلاني بدأ مسيرته السياسية في ثمانينات القرن الماضي وزيرا للاسكان في ظل حكم ضياء الحق الجنرال الذي وصل الى الحكم اثر انقلاب عسكري والذي اعدم شنقا رئيس الوزراء المطاح ذوالفقار علي بوتو والد بنازير.

وبعد مقتل ضياء الحق في حادث طائرة غامض في 1988، انضم جيلاني الى حزب الشعب الذي فاز في الانتخابات التشريعية في السنة نفسها. ثم سرعان ما عينته بنازير بوتو وزيرا، وفي ظل حكومتها الثانية بين 1993 و1997 اصبح جيلاني رئيسا للجمعية الوطنية. وجيلاني البالغ من العمر 57 عاما معروف بانه من الاوفياء لآل بوتو ما جعله رئيسا للوزراء في اذار/مارس 2008.

وكانت بداياته في رئاسة الحكومة صعبة. فهو يتعرض باستمرار للانتقاد في وسائل الاعلام التي تصفه بانه quot;تابعquot; للرئيس زرداري زوج بنازير بوتو، ويبدو عاجزا عن اتخاذ قرار بمفرده. لكن مع تدهور شعبية زرداري الذي ما زال اسمه مرتبطا بالفساد، شق طريقه مدعوما من الجيش النافذ حتى تمكن في نهاية المطاف من فرض نفسه كشخصية لا غنى عنها.

حتى ان المعارضة نفسها التي تكن الكره لزرداري لم تتوان عن اظهار دعم قوي له. وفي الخارج يعتبر جيلاني رجل ثقة، لكن الدعم الاهم الذي يحظى به هو الاتي من الجيش الذي لا يزال يمسك بشكل غير مباشر بزمام الامور في البلاد. كما انه نال بسرعة رضا واشنطن لانه ما انفك يكرر ان اولويته هي مكافحة المتمردين الاسلاميين المتحالفين مع تنظيم القاعدة في معاقلهم بشمال غرب البلاد.

ولد يوسف رضا جيلاني عام 1952 في كراتشي (جنوب) وسط عائلة نافذة من ملاكي الاراضي في مولتان (وسط). ودرس في الكلية الحكومية المرموقة في لاهور التي توصف بquot;اكسفورد باكستانquot;. ثم حصل على دبلوم في الصحافة من جامعة البنجاب في لاهور.

وقد امضى جيلاني خمس سنوات في السجن في ظل نظام الجنرال برويز مشرف الذي تسلم الحكم اثر انقلاب عسكري (1999-2008)، وحوكم بتهمة منح 350 وظيفة بصورة غير قانونية داخل الادارة في تلك الاونة حيث كان يترأس الجمعية الوطنية. لكن جيلاني يؤكد انه كان ضحية quot;محاكمات سياسيةquot;.