اكد مدير دائرة العلوم البيئية في معهد الكويت للابحاث العلمية الدكتور عبد النبي الغضبان اهمية التخطيط البيئي للحصول على ضمان التنمية المستدامة للمشاريع.
وقال الغضبان لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم ان فكرة التخطيط جاءت للحفاظ على البيئة كون الانسان مرتبطا بها ويؤثر فيها ولضمان وصول بيئة مستدامة للجيل اللاحق.
واضاف ان وضع الحلول للمشاكل البيئية القائمة وانشاء مدن سكنية جديدة تتطلبان عمل التخطيط البيئي المناسب للتخلص من النفايات الصلبة والسائلة موضحا ان المعهد على استعداد تام لتقديم الدعم الفني والعلمي اللازمين لذلك.
واوضح ان الهدف من التخطيط البيئي هو اختيار المكان المناسب للمشاريع للاستفادة من الموارد الطبيعية بشكل مستدام وتجنب الكوارث واعادة النظر في التخطيط الحالي بناء على الظروف والموارد الجغرافية الموجودة.
واشار الى ان التخطيط البيئي جزء لا يتجزأ من المخطط الهيكلي للدولة مبينا انه في حالة اعداد اي مخطط هيكلي لابد من الاخذ بعين الاعتبار تقييم المردود البيئي لكل المشاريع الانمائية المتوقعة.
وذكر ان العوامل التي يجب التركيز عليها للتخطيط البيئي هي الظروف الجوية والجيولوجية والطبيعية وما يخص المشاريع الانشائية سواء كانت مدينة رياضية او صناعية او زراعية او سكنية او ترفيهية او جسرا في البحر وذلك بهدف الحصول على نتائج ايجابية وتقليل الاثار السلبية المتوقعة من تلك المشاريع.
وافاد الغضبان بان التخطيط البيئي يستخدم نظم المعلومات الجغرافية وهي اداة تأخذ البيانات الجيولوجية والطبيعية المتوافرة ويتم استخدامها لاعداد خريطة تجمع كل تلك البيانات ثم تصنف المناطق المراد استثمارها حسب الحساسية البيئية.
وبين ان نظم المعلومات الجغرافية يسرت المهمة على المهتمين والاختصصايين لتجميع البيانات وتوزيعها واعداد خرائط يتم من خلالها تقديم افضل الاقتراحات والحلول لاستثمار تلك المناطق في الدولة.
واوضح ان التخطيط البيئي ينفذ لفترة لا تزيد على 15 سنة نظرا الى عدم توافر معلومات على الجانب البعيد وتبعا للاسس العلمية والبيانات البيئية والاجتماعية والاقتصادية مضيفا ان تطور العلم وتوفر نظم المعلومات الجغرافية يساعدان على تقديم الحلول المناسبة لمتخذي القرار.

- واشار الى الطاقات وقواعد البيانات التي تتوافر في المعهد وتؤهله لانجاز دراسات المردود البيئي متمنيا من الجهات الحكومية والخاصة الاستفادة من امكانات المعهد ومساعدته.
وقال الغضبان ان دائرة العلوم البيئية ودائرة السواحل وتلوث الهواء بالمعهد تقومان بجمع البيانات التي تخص المياه والهواء والتربة والتلوث بكل ابعاده وادارة النفايات الصلبة والسائلة.
واوضح انهما تقومان بذلك لتقييم الوضع البيئي وابتكار طرق جديدة للاستفادة منها من ناحية التدوير واعادة التأهيل للمناطق المتضررة واستخدام تقنية الاستشعار عن بعد لاتخاذ القرار وهي متوافرة في هذه الدائرة.
وافاد بان دائرته بصدد المشاركة في مشروع التحول الاستراتيجي وفي انشاء مراكز تميز في قطاعات عدة منها البترول والطاقة البديلة وتقنيات المياه والبيئة والعلوم الحياتية.
واضاف انها مهتمة بقضية مؤشرات البيئة والتنمية المستدامة وسيتم التعاون في المستقبل مع وزارة الصحة لربط البيانات البيئية بالبيانات الصحية للوصول الى قاعدة بيانات افضل لتفسير بعض الامراض الموجودة بما ينعكس بشكل ايجابي على الوطن والمواطنين.
وقال ان الدائرة ستقوم ايضا بتفعيل استخدام تقنية الاستشعار عن بعد في التطبيقات البيئية المتعددة مثل الكشف عن التلوث البيئي في التربة والبيئة البحرية مبينا ان الدائرة تولي قضية السمية البيئية والتلوث النفطي وغير النفطي وكذلك ادارة النفايات اهتماما كبيرا.
وذكر ان جهود الدائرة ومختبر التحليل المركزي في المعهد ادت الى نجاح الكويت في استضافة برنامج الامم المتحدة الخاص باتفاقية استكهولم واستضافة المركز الاقليمي لدراسة الملوثات ذات السمية الثابتة وهو مركز اقليمي تابع لبرنامج الامم المتحدة.
واوضح ان هناك دراسات مكثفة تسعى الى تفعيل هذا المركز حيث يقوم المركز باستقبال طلبات مكتب استكهولم في جنيف والتي تختص بقضايا التلوث في المنطقة الى جانب توفير التدريب المناسب لممثلي دول المنطقة.
واشار الى ان هناك تعاونا بين المعهد والهيئة العامة للبيئة والمنظمة الاقليمية للبيئة البحرية لوضع الاسس ومراجعة البرامج التي تعمل في قضية التلوث.