تحتضن الرياض الاسبوع المقبل ندوة اقليمية دولية حول مكافحة المخدرات من اجل تبادل المعلومات والخبرات في هذا الميدان ودعم الجهود الدولية المبذولة لحماية المواطنين من ضررهاخصوصًا ان تنظيم القاعدة بات يستخدمها من اجل تجاوز أزماته المالية.

الرياض: تستعد العاصمة السعودية الرياض لاستضافة ندوة اقليمية دولية في مجال مكافحة المخدرات يوم الثلاثاء يشارك فيها خبراء ومتخصصون يمثلون 26 دولة عربية وأجنبية بالاضافة لخبراء سعوديين، وذلك براعية الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية في المملكة التي تناضل لمكافحة هذه الآفة الآخذة في الانتشار عالميا.

وتنظم الندوة بشكل مباشر وزارة الداخلية السعودية ممثلة بالمديرية العامة لمكافحة المخدرات، وتستضيفها قاعة الملك فيصل للمؤتمرات بفندق الانتركونتيننتال بالرياض، وسط ترتيبات خاصة بدأت منذ عدة أيام واهتمام اعلامي كبير.

وأوضح مدير عام مكافحة المخدرات المشرف العام على الندوة اللواء عثمان بن ناصر المحرج أن الندوة تهدف إلى تبادل المعلومات والخبرات للاستفادة من تجارب الدول المشاركة في ميدان مكافحة تهريب المخدرات ودعم الجهود الدولية المبذولة لحماية أرواح الناس من ضرر المخدرات ، وذلك بعدما أثبتته قوى المكافحة من تميز وتقدم في تجربة المملكة في التصدي لهذا الخطر الجسيم.

وأبان اللواء المحرج في تصريح لوكالة الأنباء السعودية أن الندوة تعد شاهدا جديدا على اهتمام السعودية ممثلة بوزارة الداخلية في مجال حماية الفرد والأسرة في المجتمع المحلي والدولي ودليلا قاطعا على ما تبذله لمواصلة المشوار لتحقيق المحافظة على الجوانب الصحية والاجتماعية والأمنية لكل مواطن ومقيم على أراضيها.

ومضى يقول quot;إن المخدرات أضحت وباء عالميا انتشر في جميع دول العالم ، وتطورت أساليب الجريمة في دول جديدة حتى أمست المخدرات سلاحا تُستهدف به الدول ، وأنه لما كانت المخدرات ذلك السلاح الخطير والمدمر لعجلة الإنتاج ولعفة وطهارة ووجدان المجتمعات الإنسانية وعائقا في طريق نمائها وتقدمها ؛ فقد عملت أغلبية كبيرة من دول العالم الراعية للسلام والعاملة على حفظ النفس البشرية وضمان سلامتها وسلامة أبدان وأرواح مواطنيها على مواجهة وتطهير دولها من هذا الوباء الخطير quot;.

وأكد أن للمملكة العربية السعودية شأنا ووزنا كبيرين ، وتجارب وقوانين رائدة يشار لها بالبنان بين دول العالم ، يأتي في مقدمتها تطبيق الشريعة الإسلامية الرائد المتمثل في تطبيق عقوبة الإعدام بحق مهربي ومروجي المخدرات لمن ثبتت إدانته والجهود والتنظيمات الطبية المبذولة لعلاج المتعاطين المدمنين وتحقيق ضمان عودتهم للحياة الصحية السليمة.

وأبرز مدير عام مكافحة المخدرات المشرف العام على الندوة ما حققته وزارة الداخلية السعودية من نجاح منقطع النظير في مجال مكافحة المخدرات سواء في المجال الأمني أو الوقائي ، ولا تزال تعمل بكل ما أوتيت من قوة للحد من انتشار ظاهرة المخدرات للحفاظ على أمن الوطن واستتبابه، مشددا على أن قضية المخدرات لا يمكن معالجتها إلا من خلال العمل المشترك والتحرك السريع مع دول العالم إزاء مكافحة المخدرات والتبادل المعلوماتي وتطبيق وتفعيل الاتفاقيات الدولية .

وأكد في ختام تصريحه أن quot;رعاية الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية السعودي تشريف لرجال الأمن ورجال مكافحة المخدرات كافة في هذه البلاد المباركة ، وتجسيد لحرصه واهتمامه بتعزيز العلاقات مع جميع دول العالم ، والتعرف على الاستراتجيات التطبيقية العالمية في مجال مكافحة المخدرات وتبادل المعلومات والخدمات في هذا المجال تحت شعار شراكة عالمية لمكافحة المخدراتquot;.

وتعتبر المخدرات من أكثر القضايا التي تؤرق المجتمع السعودي، وخاصة في ظل ورود تقارير عن تزايد الكميات المهربة إلى البلاد في السنوات القليلة الماضية، وكانت وزارة الداخلية السعودية أحبطت اخيرا تهريب 8 ملاين قرض كبتاغون مخدر و20 كيلو غرام هيروين و2 طن حشيش كانت بحوزة 195 شخصا بينهم 108 سعوديين حاولوا إخفاءها في لفائف ورق حائط وأقمشة نسائية وأدوات معدنية مخصصة لصنع الحلوى والمعجنات وغيرها.

وتتهم السعودية القاعدة وبعض الدول بتهريب المخدرات إليها، وتؤكد أن القاعدة التي تواجهه الآن أزمات مالية كبيرة تستعين بتجارة المخدرات لتحسين مواردها المادية، وبحسب تقارير محلية فإن السعودية تواجه حملة متواصلة وشرسة تديرها وتخطط لها منظمات وعصابات من خارجها وداخلها quot;ويشاركهم بكل أسف سعوديون نزعت عن قلوبهم الرحمة ورخصت في أنظارهم الأرواح غير مبالين بسلامة مجتمعهم من هذه الآفات السامة التي يسعون لنشرها بكل وسيلة ممكنةquot;.

وأعلنت السعودية قبل أيام عن خطة وقائية لمكافحة المخدرات، وتتضمن الخطة إجراء برامج تأهلية للمتعافين من الإدمان، فضلا عن تأسيس جمعية تعنى بمعالجة مدمني المخدرات وإعادة دمجهم بالمجتمع، وتشير تقارير صحافية إلى تضاعف نسبة إدمان المخدرات في المملكة عدة مرات.

ونقلت وكالة quot;يو بي آيquot; عن الدكتور محمد عبد الله شاووش المشرف العام على مستشفى الأمل في جدة أن نسبة الإدمان على المواد المخدرة في السعودية في تزايد، حيث سجلت خلال الخمس سنوات الأخيرة 4 أضعاف ما بين رجال ونساء وأطفال، وأكد شاووش أن مروجي ومهربي المخدرات استحدثوا اخيرا وسائل مختلفة لترويج المخدر، وتؤكد بعض المصادر أن وجود المخدرات في السعودية لا يقتصر على تهريبها من الخارج، وإنما أصبحت تصنع داخل البلاد.

وذكرت صحيفة quot;الوطنquot; مؤخرا بعض القصص المأساوية من قبيل قيام رجل باغتصاب ابنته تحت تأثير المخدر، وتقديم آخر زوجته إلى أحد مروجي المخدرات بهدف الحصول على جرعة من المخدرات وغيرها.

وأعلنت السعودية قبل أيام عن افتتاح قسم خاص بعلاج مدمنات المخدرات في مستشفى الأمل بمدينة جدة، وقال الدكتور أسامة إبراهيم المشرف العام على المستشفى أن نسبة المتعافين من المرضى الذين أكملوا البرنامج العلاجي بلغت 85 بالمئة، وحذر تقرير أصدرته الأمم المتحدة عام 2009 من انتشار المخدرات في السعودية، مشيرا إلى انتشارها لا يقتصر على السعوديين فقط بل يتعداهم إلى العمالة الأجنبية الوافدة للبلاد.