أجّلت محكمة جنايات القاهرة النظر في قضية الفنانة اللبنانية سوزان تميم، المتهم فيها رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى وضابط أمن الدولة السابق محسن السكري، إلى غد الخميس وذلك بعد أن طلب دفاع محسن السكري استدعاء خبير لمطابقة الصور التي تم التقاطها في دبي.

محمد حميدة وأحمد عدلي من القاهرة: قررت محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار عبد السلام جمعة تأجيل الجلسة الثانية من إعادة محاكمة رجل الأعمال المصري هشام طلعت مصطفى والضابط السابق محسن السكري المتهمين بقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم في شقتها بدبي الى الخميس، كما تقرر استدعاء المقدم محمد سامح، ضابط المساعدات الفنية بوزارة الداخلية، لحضور جلسة الخميس وذلك وسط إجراءات أمنية مشددة في ثاني جلسات إعادة المحاكمة.

وإستعرض أمام المحكمة في جلسة اليوم -الأربعاء- صور ومستندات واسطوانات مدمجة، وغيرها من الإحراز التي استندت إليها محكمة الجنايات السابقة في حكمها بإعدام المتهمين برئاسة المستشار المحمدى قنصوة، قبل ان تقبل محكمة النقض الطعن المقدم من المتهمين وتقرر إعادة محاكمتهما امام دائرة جديدة.

وكانت المحكمة قد كلفت فى الجلسة الاولى، التي عقدت اول امس بضاحية التجمع الخامس بالقاهرة الجديدة، النيابة العامة بتجهيز قاعة المحكمة بالأدوات والتحضيرات اللازمة لمشاهدة الـ الاسطوانات المدمجة الخاصة في الجريمة.وإسستعرض اليوم اسطوانتين مدمجتين، احدهما خاصة بالمجني عليها وتظهر فيها بصوتها، والأخرى تتعلق بالمتهم الأول محسن السكري المتهم بتنفيذ الجريمة، ويرصد الشريط تحركاته التي رصدتها كاميرات دبي وهو يدخل المبنى الذي شهد الجريمة وخروجه منه.

وقد سمحت المحكمة امس لفريق الدفاع عن المتهمين بالاطلاع على هذه الاحراز. وقال انيس المناوي محامي المتهم الأول محسن السكرى لـ quot;ايلافquot; إن احراز القضية لم يضاف اليها شيئًا جديدًا، مشيرًا إلى انها تتضمن شرائط فيديو وصور وسيديهات وخطابات. واضاف انه quot;سيتم مشاهدة السديهات فى الجلسة اليوم وعلى أساسها سيتم تحديد الطلبات الخاصة بكل متهم للوصول إلى البراءةquot;.

وبسؤاله فيما إذا كان هناك طلبات مبدئية استقرت هيئة الدفع عليها مبدئيًا، قال انه ستتم المطالبة بعرض الشريط المسجل لمحسن السكري على خبير لتحديد إذا كان هو بالفعل الذي يظهر في الصورة أم لا، وتجديد طلب انتقال المحكمة إلى مسرح الجريمة لمعاينته وكذا الطرق والفنادق وقياس الوقت الذي استغرقه المتهم في تنفيذ الجريمة.

ويعد ذلك من ضمن الأسباب التي استندت إليها محكمة النقض في قبول الطعن بحكم الإعدام، حيث قالت في حيثياتها إن quot;محكمة الجنايات أخلت بحق الدفاع حين لم تستجب لطلب بأن تنتقل إلى مسرح الجريمة لمعاينتهquot;. وانها استندت ايضًا في حكمها إلى quot;لقطات فيديو للسكري إحداها غير واضحة المعالم ما يجعل حكمها غير مستند إلى دليل يقينىquot;.

وقام ممثل النيابة في جلسة اليوم الاربعاء بشرح الصور وقال أنها تحتوي على آثار أقدام مدمدمة ومظروف أبيض كان بداخله برواز قدّمه المتهم كهدية إلى المجني عليها حتى تظن أنه مندوب الشركة مالكة العقار وتفتح له الباب فيقتلها، مؤكدا علي عدم وجود أي أدلة علي وجود عنف أثناء فتح الباب .

ومن جانب فريق هشام طلعت عضو مجلس الشورى وأمانة السياسات بالحزب الوطني، اكد بهاء ابو شقة المحامي أن الدفع بالطلبات سيكون بعد الانتهاء من مشاهدة الشرائط و الاسطوانات المدمجة، نافيًا وجود انشقاقات أو خلافات بين هيئة الدفاع عن موكله. وقال إن quot;الفريق يعمل كوحدة واحدة ويوجد تنسيق دقيق بين الفريق لتحقيق هدف واحد هو الحصول على البراءة quot;.

وسأل محامي هشام طلعت فريد الديب خلال الجلسة الثانية عن ما إذا البرواز والكيس البلاستيك الموضوع فيه بحوزة المحكمة أم لا، فأكدت المحكمة وجودهما فطلب أن يراهما، ما دفع رئيس المحكمة إلى طلب إحضارهم.

وقام الديب بالمقارنة بينهم في الواقع وبين ما يظهر في الصور ولفت إلى أن العبارات المكتوبة لم تكن بالصور ذاتها التي تم عرضها بالمحاكمة السابقة، بالإضافة إلى أن الصور رقم 35 مكتوب عليها باللون الأحمر أن التوقيت هو الساعة 9.05، في حين أن الثابت في البيان الواقع أسفل الصورة داخل الكادر هو الساعة 9.11، وطلب من المحكمة مقارنة الصور بملف الصور المحفوظ في ملف الدعوى منذ المحاكمة الأولى.

وطلب محسن السكري من المحكمة الحديث فسمحت له، فإعترف بان أحد هذه الصور هي صوره أثناء خروجه من أحد صالات النادي الرياضي، مؤكدا على أن باقي الصور الموجودة مفبركة خاصة التي ظهر فيها وخلفه باب زجاجي.

وأوضح السكري أن الباب هذه الصورة تظهره خارج من باب بينما هذا الباب غير قابل للفتح وهو ما دفع فريد الديب إلى المداخلة وقال أن المقدم أحمد سامح بالأجهزة الفنية بوزارة الداخلية عرض عددًا من الصور خلال المحاكمة السابقة للمتهم قيل إنها بعد ارتكابه للجريمة بساعة وعندما طلبت هيئة الدفاع منه تفريغ جهازpr1 الذي التقط الصور، قال أن شرطة دبي أرسلت هذه الصور فقط، وقال إن الجهاز تعطل لمدة ساعة عقب ارتكاب المتهم لجريمته، وطلب فريد الديب المحامي من المحكمة إحضار جهازpr1 .

وهنا تدخلت المحامية رضا غنيم محامية المدعين بالحق المدني وقالت أن تسجيلات الجهاز تصل إلى 8 الأف ساعة وهو ما يساوي أكثر من 3 سنوات متسائلة كيف يتم تفريغها.

يذكر أن فريق دفاع هشام طلعت يضم، إضافة إلى ابو شقة، نخبة من أساتذة القانون والمحامين ذائعي الصيت في مثل هذه القضايا، مثل فريد الديب والمستشار حافظ فرهود ووزيرة التامينات السابقة الدكتورة آمال عثمان.

وسبق أن أعلن ابو شقة عن الانسحاب من القضية بسبب فريد الديب لكنه عاد مرة أخرى بعد أن أعلن هشام طلعت تمسكه به في بيان أصدره من السجن، وبذلك سحر طلعت مصطفى شقيقة المتهم جهودًا في الفترة الأخيرة لاحتواء الخلافات بين المحاميين.

وكانت محكمة النقض برئاسة المستشار عادل عبد الحميد قد ألغت في 4 مارس/آذار الماضي حكم الإعدام الصادر بحق المتهمين، وأعلنت قبولها لطعن المحكوم عليهما شكلاً، وفي الموضوع بنقض الحكم المطعون فيه وإعادة القضية إلى محكمة جنايات القاهرة للفصل فيها مجددا من هيئة أخرى، لتعود القضية إلى نقطة البداية من جديد،وتتاح فرصة أمامهما لتخفيف الحكم أو الحصول على البراءة،حيث إن كل الاحتمالات باتت متاحة الآن فمن الممكن أن يحكم عليهما بالإعدام مرة أخرى أو المؤبد أو البراءة.

وقتلت سوزان تميم في مسكنها في دبي أواخر يوليو/تموز العام 2008 وطلبت السلطات الإماراتية من السلطات المصرية الاستدلال على السكري. وقالت النيابة العامة إنها حققت مع السكري وإنه اعترف بقتل تميم وإنه كان قد تعقبها في لندن قبل أن يقتلها في دبي بتحريض من عضو أمانة السياسات بالحزب الحاكم هشام طلعت مصطفى.