يبدو أن ميتشل عبَّد الطريق أمام المفاوضات، ويرى البعض انَّ الفضل يعود لفياض الذي أنعش آمال أوباما.

لندن: تتساءل صحيفة التايمز ان كان الرئيس الاميركي باراك اوباما قد حقق اول نجاح له في في الشرق الاوسط، quot; ويبدو ان مبعوثه الخاص الى المنطقة جورج ميتشل تمكن اخيرا من تعبيد الطريق امام المفاوضات بين لاسرائيليين والفلسطينيين quot;بعدما ظل الطريق مسدودا 15 شهرا، شهدت توترا ملحوظا بين اسرائيل والولايات المتحدة.quot; وتقول الصحيفة انه اذا كان الامر كذلك، فان الفضل سيعود في نظر الدبلوماسيين الغربيين الى رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض الذي بنى اقتصادا وامنا جديرين بدولة جديدة.quot;

quot;ويرى المحللون ان هذا التطور،خصوصا تغير موقف اسرائيل، راجع الى التزام الولايات المتحدة بامن اسرائيل وحزمة من الاجراءات التي اقترحتها الاخيرة على السلطة في الضفة الغربية.quot; وترى الصحيفة ان العامل الاهم في الحقيقة هو quot;تساؤل واشنطن علنا عما اذا كان يجب فرض اتفاق مبدئي لحل قضية الحدود الشرقية لاسرائيل. ولو ان اسرائيل رفضت الفكرة، الا ان مجهودات فياض والنتائج التي حققها على الارض اعطتها وزنا.quot;

إلى ذلك نشرت مجلة quot;فورين أفيرزquot; الأميركية مقالارأت فيه إن التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في القدس الشرقية استفزاز موجه ضد الولايات المتحدة، كما أنه زاد من صعوبة الطريق نحو تحقيق سلام طويل الأمد. ودعا المقال الإدارة الأميركية إلى إظهار الحزم في تطبيق القرارات الدولية حول هذه القضية إذا ما أراد البيت الأبيض الاحتفاظ بدوره راعيا لعملية السلام. وجاء في المقال أن إعلان الحكومة الإسرائيلية في مارس/آذار نيتها بناء مزيد من المستوطنات في القدس الشرقية كان بمنزلة الخيط الأحدث في مسلسل الاستخفاف المقصود بالولايات المتحدة منذ عقود.

وأضاف المقال الذي حمل عنوان (نوايا سيئة في المدينة المقدسة) أنه في كل مرة تقريبا ومنذ العام 1967 حينما كان يصل مبعوث أميركي لمناقشة مصير الضفة الغربية أو قطاع غزة كانت الحكومة الإسرائيلية تظهر بطريقة فظة من هو المسؤول الحقيقي، وعادة كان يتم عن طريق توسيع الوجود الإسرائيلي في المناطق المحتلة عبر توقيت معد بعناية.

ويضيف المقال quot;منذ العام 1970 قامت إسرائيل بتوطين نحو نصف مليون من سكانها بطريقة غير قانونية في الضفة الغربية والقدس الشرقية، ناهيك عن بناء حاجز أطول وأعلى من جدار برلين يقع بشكل رئيس داخل الضفة الغربية على أراض كانت ملكا للعرب ولم تعد كذلكquot;. ويشدد المقال على أنه مع تزايد الوجود الأميركي في الشرق الأوسط بعد العام 1991، أصبح انحياز واشنطن الصريح لإسرائيل عبئا متزايدا على الولايات المتحدة.

ويتطرق إلى الدور الأميركي في منع المصالحة الفلسطينية في باب حديثه عن التوصل إلى اتفاقية الوضع النهائي، فيقول quot;هناك العديد من العقبات التي تحول بين توصل الفلسطينيين والإسرائيليين إلى اتفاقية الوضع النهائي, وأولها تقاعس الحكومة الأميركية عن السماح لكل من حركتي التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والمقاومة الإسلامية (حماس) لتشكيل برنامج سياسي متفق عليه لتشكيل حكومة ائتلافية يمكنها التفاوض بفاعليةquot;.

ويؤكد المقال أنه quot;من السخف القول إن حكومة فلسطينية ضعيفة ومنقسمة يمكنها إنجاز اتفاقية نهائية أو تكون قاب قوسين أو أدنى من ذلك، وفي نهاية الأمر على الفلسطينيين حل مشاكلهم الداخلية التي تضعفهم، لكن على الولايات المتحدة أن تتوقف عن وضع العقبات القانونية والدبلوماسية أمام مصالحة كهذه، فمن دونها لن تكون هناك مفاوضات ناجحة ولا اتفاقية يمكنها أن تحظى بالحد الأدنى من الشرعية في أعين غالبية الشعب الفلسطينيquot;.