ارتفعت مبيعات بيانات الأحزاب بنسبة 160 % في ما يشبه حمى انتخابية غير مسبوقة في بريطانيا.
لندن: إذا كان ثمة من لا يزال يشكك في سطوة الإعلام وتحديدا التلفزيون، فلينظر الى حملة الانتخابات البريطانية. فحتى أمسية الخميس الثامن من أبريل (نيسان) الحالي كانت الساحة السياسية موضع نفور من قبل الجمهور الذي صدمته فضيحة النفقات البرلمانية غير المسبوقة.
وبما أن تلك الفضيحة ورطت الكبار والصغار في حزبي العمال الحاكم والمحافظين المعارض، فقد جاءت ردة الفعل إحساساً عاماً في الشارع البريطاني بأن المؤسسة السياسية فاسدة حتى النخاع، وأن الترتيب السياسي التقليدي عاجز عن تقديم الحلول لمشاكل المجتمع الاقتصادية والصحية والتعليمية والسكنية دعك من امور كالهجرة وغيرها من الأمور الحساسة. وساد الشعور وسط المراقبين بأن ردة الفعل الطبيعية على كل هذا هو أن عدد المقترعين سيكون الأقل على الإطلاق في انتخابات السادس من مايو (ايار) بعد أيام.
ثم جاءت أمسية الخميس التي شهدت أول مناظرة متلفزة في تاريخ البلاد بين زعيمي الحزبين الكبيرين، غوردون براون وديفيد كاميرون، ومعهما نِك كليغ، زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي الأصغر. وأثبت هذا الأخير، بأداء قوي مدهش، أنه يحمل بعض الأمل للخائبة آمالهم.
ومن يومها انقلبت الموائد والموازين في ترتيب سياسي جديد اجتذب فيه الليبراليون أنصار الحزبين الكبيرين بما يكفي لحرمان أي منهما من تشكيل الحكومة منفردا، وتوجه البلاد بالتالي الى برلمان معلق للمرة الثالثة في تاريخها الحديث.
وفجأة اشتعلت الساحة وسادتها حمى انتخابية غير مسبوقة ويمكن وصفها بأنها quot;تاريخيةquot;. وبين المعطيات التي أفرزها هذا الوضع الجديد تكالب البريطانيين على شراء quot;مانوفيستوهاتquot; الأحزاب الرئيسية - وخاصة الليبراليين - بحيث قال القائمون على أمور المكتبات إن مبيعاتها تجاوزت مبيعات مغامرات الصبي الساحر هاري بوتر.
فقد أعلنت سلسلة مكتبات quot;ووترستونquot; إن مبيعات البيانات الخاصة بالاحزاب عموما ارتفعت بنسبة 160 في المائة بالمقارنة مع حملة الانتخابات للعام 2005. وشهد مانيفستو الليبراليين تحديدا زيادة قدرها 250 في المائة مقارنة بالفترة نفسها قبل خمس سنوات. كما شهد مانيفستو المحافظين زيادة في المبيعات بنسبة 193 في المائة.
وفي سباق المانوفيستوهات هذا يتصدر المحافظون المركز الأول بنسبة 38 في المائة يليهم الليبراليون بنسبة 32 في المائة وأخيرا العمال بنسبة 30 في المائة. وصرح أندرو ليك، رئيس قسم المشتروات في سلسلة quot;ووترستونquot; لوسائل الإعلام بقوله: quot;من الجلي أن هذه الانتخابات صارت بين عشية وضحاها الأهم في التاريخ البريطاني القريب. ذلك أنني لم أشهد إقبالا على المانوفيستات الحزبية طوال عملي في هذا المجال لأكثر من عشرين عاماquot;.
ومضى يقول: quot;مبيعات المانوفيستوهات الحزبية يفوق الآن مبيعات كبار الكتاب مثل نِك هورنبي، وحتى جيه كيه رولينغ (مؤلفة سلسلة مغامرات هاري برتر التي صارت بفضلها في عداد المليارديرات). هذا شيء غير مسبوق ولم أشهد شخصياً مثيلا له في حياتيquot;.
التعليقات