كشفت صحيفة صنداي تايمز أن ثروات أغنى أغنياء بريطانيا زادت العام الماضي بنسبة 30%، في وقت تكابد فيه معظم قطاعات الاقتصاد في البلاد للتعافي من تراجع كاد يطيح بالنظام المصرفي.

لندن:اظهرت قائمة لاثرياء المملكة المتحدة للعام الحالي تربع صاحب اكبر مصانع الحديد والصلب في العالم ميتال لاكشمي على قائمة اغنى اثرياء المملكة المتحدة بثروة بلغت 22.450 مليار جنيه استراليني . واشارت القائمة التي نشرتها صحيفة quot;صاندي تايمزquot; الى طفرة غير مسبوقة في ثروة اغنى اغنياء البلاد خلال الاثني عشر شهرا الماضية في اعقاب الازمة الاقتصادية الاخيرة.

وذكرت الصحيفة انه خلال عام واحد زادت ثروة اغنياء المملكة المتحدة المقدرين بحوالي 100 شخص بنسبة 30 بالمئة حيث ارتفعت من 77 مليار جنيه في عام 2009 الى 333.5 مليار جنيه استرليني بزيادة سنوية كبرى لم تشهدها البلاد منذ عقدين.وقالت ان قائمة الاثرياء للعام الماضي اظهرت ان الازمة الاقتصادية تسببت في خسارة 155 مليار جنيه لاغنياء المملكة المتحدة وانخفاض عددهم من 75 الى 43 ثريا.

واعتلى ميتال لاكشمي المرتبة الاولى للعام السادس على التوالي كما ان (ملك صناعة الحديد والصلب) كما يسمى هنا في بريطانيا وهو الاغنى في الهند التي ابصر فيها النور قبل 59 سنة اضافة الى احتلاله المركز الخامس من بين اغنياء العالم بحسب لائحة اصدرتها مجلة (فوربس) الاميركية هذا العام عن مليارديرات العالم. وتصدر إمبراطور الحديد والصلب لاكشمي ميتال قائمة أثرياء هذا العام مرة أخرى، بعدما تضاعفت ثروته لتبلغ 22 مليار جنيه (33.8 مليار دولار) بفضل الانتعاش في أسواق الحديد. وهو المالك الوحيد لشركة (ارسيلور- ميتال) الاكبر انتاجا للحديد والصلب بالعالم الى جانب تملكه لعقارات مهمة في بريطانيا خصوصا في وسط لندن.

وجاء في المرتبة الثانية بين العشرة الكبار الروسي رومان ابراموفيتش مالك نادي تشيلسي اللندني لكرة القدم احد اكبر تجار النفط والالمنيوم والصلب في روسيا المقيم وأولاده الخمسة في لندن حيث يعد احد اصغر مليارديرات العالم كونه لم يتجاوز ال44 عاما بثروة بلغت سبعة مليارات و400 مليون جنيه استراليني .

اما الثالث بين اغنى 10 اشخاص في المملكة المتحدة فهو دوق ويستمنستر البريطاني الاصل الذي كانت ثروته في لائحة العام الماضي ستة مليارات و500 مليون جنيه فيما زادات هذا العام بنسبة اربعة بالمئة لتصبح ستة مليارات و750 مليون جنيه استراليني. واوضحت القائمة ان ثروته في الاساس تتمثل في السندات والاسهم والاوراق المالية التي هوت اسعارها بفعل ما حل من جمود في الاسواق العالمية لكن امتلاكه لعقارات مهمة ارتفعت اسعارها العام الماضي خصوصا في وسط لندن عوضه عما خسره من انهيار بأسعار الاسهم قبلها بعام.

وجاء في المركز الرابع السويسري الايطالي ارنستو برتاريللي البالغ من العمر 45 سنة وبثروة مشتركة مع زوجته بلغت خمسة مليارات و950 مليون جنيه اي بزيادة 950 مليونا عن العام الماضي.

وحل في المرتبة الخامسة الشقيقان البريطانيان سيمون وديفيد روبن البالغان 68 و71 عاما وهما من عائلة يهودية هاجرت الى المملكة المتحدة من العراق حيث كان والدهما يعمل في بغداد بحقل النسيج . وبلغت ثروتهما خمسة مليارات و500 مليون جنيه بزيادة عن العام الماضي بلغت ثلاثة مليارات و300 مليون حيث جمع الشقيقان ثروتهما من خلال العمل في حقل الانترنت والعقارات في بريطانيا.

اما السادس في اللائحة لهذا العام هو اليشر عثمانوف الروسي المعروف بانه احد اباطرة المعادن ومناجم التعدين بثروة بلغت اربعة مليارات و700 مليونا جنيه محققا نموا لثروته عما كانت عليه في العام الماضي بمليار و 400 مليونا جنيه استراليني.

واحتل المرتبة السابعة الشقيقان الكنديان غالن وجورج وستن وعائلتيهما بثروة بلغت اربعة مليارات و500 مليون استرليني فيما حل الزوجان الهولنديان شارلين وميشال دي كارفاليو في المرتبة الثامنة بثروة قدرت باربعة مليارات واربعة ملايين جنيه استراليني.

وتلاهما في المرتبة التاسعة الزوجان البريطانيان السير فيليب وعقيلته الليدي غرين بثروة بلغت اربعة مليارات و100 مليون استرليني مرتفعة 275 مليونا عما كانت عليه قبل عام .

وجاء في المرتبة العاشرة الهندي انيل اغروال الرجل الذي صنع ثروته في الهند بعمله في النفايات والبقايا المعدنية اذ بلغت ثروته اربعة مليارات و100 مليون استرليني بزيادة عن العام الماضي ب 3 مليارات و500 مليون جنيه.

وكشفت اللائحة التي تضم بقية الالف شخص من اصحاب المليارات والملايين في بريطانيا والتي تقوم بأعدادها صحيفة صاندي تايمز سنويا ان 24 من اغنى 53 شخصية هم من الأجانب المقيميين في المملكة المتحدة. كما يظهر من المشاهير ملكة بريطانيا اليزابث الثانية البالغة من العمر 84 سنة التي احتلت المرتبة 245 بثروة بلغت 290 مليونا بزيادة بلغت 90 مليون جنيه عما كانت تملكه في لائحة العام الماضي. اما اصغر مليونير بالقائمة فقد كانت من نصيب نجم افلام هاري بوتر دانيال راتكليف المالك لثروة زادت على 42 مليون جنيه وهو لم يتجاوز بعد ال 20 عاما.

أما أغنى العرب المقيمين في بريطانيا فهو سفير الامارات العربية المتحدة الأسبق لدى المملكة المتحدة، مهدي التاجر، الرجل الذي يملك مليار و500 مليونا من الجنيهات.

وتعتبر هذه الزيادة في الثروات الأكبر من نوعها منذ أن بدأت الصحيفة قبل 21 عاما في نشر قائمة سنوية بأثرياء بريطانيا.
ونجمت الزيادة في معظمها من معاودة أسواق الأسهم وأسعار العقارات إلى الارتفاع، بعدما ضخت الحكومة مئات المليارات من الجنيهات في البنوك والقطاعات الاقتصادية بشكل أوسع للحيلولة دون انهيارها.

وأظهرت قائمة هذه السنة التي نشرتها الصحيفة اليوم أن ثروات أثرى ألف شخصية في بريطانيا زادت بمقدار 77 مليار جنيه (نحو 118 مليار دولار) العام المنصرم، لترتفع بذلك حصيلة ثرواتهم إلى 335.5 مليار جنيه، أي ما يزيد على ثلث الدين القومي. وارتفع أيضا عدد المليارديرات من 43 إلى 53 زادت ثروات تسعة منهم مليار جنيه أو أكثر خلال الأشهر الاثني عشر الماضية.

كما أدى ازدهار أسواق السلع إلى ارتفاع ثروات مليارديري التعدين أليشر أوسمانوف إلى 4.7 مليارات جنيه بزيادة 213%، وأنيل أغاروال إلى 4.1 مليارات بزيادة 583%. أما ما يثير الجدل أكثر فهو أن ثروات عدد من مسؤولي البنوك وخبراء المال شهدت زيادة حادة بعدما تم إنقاذ النظام المالي من الانهيار بأموال دافعي الضرائب. وقد كوّن 170 شخصاً على الأقل ممن وردت أسماؤهم في القائمة ثرواتهم أساساً من الاستثمار في قطاعي المال والبنوك، مقارنة مع 246 شخصا جنوا ثرواتهم من السوق العقارية و229 بالميراث.