تواصل قضية صواريخ سكود تفاعلها، ورغم محاولات التهدئة، إلا أنها تاخذ ابعادا جديدة بخاصة بعد دخول الولايات المتحدة على الخط، وكشف النقاب عن زيارة وفد أميركي متخصص في مكافحة الارهاب للحدود اللبنانية السورية.

بيروت: اعلن مسؤول في سفارة الولايات المتحدة في بيروت لوكالة فرانس برس الخميس ان فريقا اميركيا متخصصا في شؤون quot;مكافحة الارهابquot; زار هذا الاسبوع المركز الحدودي الرئيسي بين سوريا ولبنان. وتأتي هذه الزيارة في اعقاب اتهام اسرائيل والولايات المتحدة سوريا وايران بنقل صورايخ متطورة الى حزب الله، وهو ما نفته دمشق.

واوضح المسؤول في السفارة الاميركية طالبا عدم الكشف عن هويته ان زيارة هذا الفريق من برنامج المساعدة على مكافحة الارهاب التابع لوزارة الخارجية الاميركية، تقررت منذ اشهر بناء على طلب الحكومة اللبنانية.

وزار الفريق، الذي تكمن مهمته في تقييم التدريب الذي اجرته واشنطن لقوات الامن اللبنانية، نقطة المصنع في منطقة البقاع (شرق لبنان)، بحسب وسائل الاعلام اللبنانية. وبرنامج المساعدة على مكافحة الارهاب هو برنامج دولي يهدف الى ان يوفر للشرطة واجهزة الامن تدريبا في مجال مكافحة الارهاب.

إلى ذلك ذكرت صحيفة quot;هآرتسquot; الاسرائيلية أن أجهزة استخبارات غربية، منها أميركية، تشكك في صحة المعلومات الإسرائيلية حول تزويد سوريا لحزب الله بصواريخ سكود. وأضافت ان هذه الأجهزة لم تتمكن من التأكد من صحة المعلومات وأن quot;لا قدرة لديها للتأكيد باستقلالية على تفاصيل عن تمرير صواريخ سكود من سوريا إلى حزب الله في لبنانquot;.

وكشفت الصحيفة أن اسرائيل نقلت في الأشهر الأخيرة من خلال قنوات دبلوماسية رسائل quot;قاسيةquot; لسوريا عبر الولايات المتحدة ودول أوروبية أخرى بشأن تزويدها لحزب الله بأسلحة متطورة، وهو ما قامت به فعلاً الولايات المتحدة.

ولفتت إلى أنه في ظل التقييدات التي تفرضها الرقابة العسكرية الإسرائيلية على النشر حول نقل أسلحة الى حزب الله، فقد ازدادت التقارير الإعلامية المختلفة في وسائل الإعلام الأجنبية التي تحدثت في كل مرة عن نوع مختلف من الأسلحة التي حصل عليها حزب الله، من صواريخ مضادة للطائرات إلى صواريخ سكود وحتى سلاح كيميائي.

وأوضحت الصحيفة أن اسرائيل طالبت الولايات المتحدة ودولا اخرى مثل فرنسا وايطاليا وألمانيا بتحذير سوريا من نقل الأسلحة لحزب الله، فيما قامت تلك الدول بطلب معلومات استخبارية من أجهزة الإستخبارات التابعة لها لتتحقق من صحة المعلومات وتساءلت عما اذا تتوفر معلومات quot;عمليةquot; حول نقل الأسلحة وخصوصاً صواريخ سكود.

وأضافت أن بعض الدول التي لديها ما أسمه بـquot;النفوذ الإستخباري الجيد في سوريا ولبنان، مثل الولايات المتحدة ودول أوروبية اخرى، لم تتمكن من التحقق من المعلومات الإسرائيلية ولديها quot;شكوك كبيرةquot;، حسب الصحيفة، تجاه مصداقية المعلومات الإستخبارية التي بحوزة اسرائيل، أو كيفية التحليل الإسرائيلي للمعلومات. وأشارت الصحيفة إلى أن بعض التقارير الإعلامية الأجنبية أفادت بأن مصادر في الإدارة الأميركية أقرت بأنه من غير المؤكد حصول حزب الله على صواريخ سكود.

وفي 13 نيسان/ابريل، اتهم الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز سوريا بتزويد حزب الله بصواريخ سكود يمكن ان يصل مداها الى كل الاراضي الاسرائيلية، وهي مزاعم رفضتها دمشق. والثلاثاء اتهم وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس كلا من سوريا وايران بتسليم حزب الله الشيعي اللبناني قذائف وصواريخ بالغة التطور.

وقال غيتس ان quot;سوريا وايران تزودان حزب الله قذائف وصواريخ ذات قدرات من الاكثر اهميةquot;، مضيفا quot;لقد وصلنا الى حد ان حزب الله يملك من القذائف والصورايخ اكثر من غالبية حكومات العالم، وهذا بالتاكيد امر يزعزع استقرار المنطقة، واننا نراقب الوضع بعناية فائقةquot;.

لكنه لم يؤكد تسليم دمشق صواريخ سكود لحزب الله، وهو اتهام اكدت واشنطن انه مقلق مشيرة الى انها بصدد التحقق من صحته. وكانوزير الخارجية اللبناني علي الشامي أكد الخميس ان الاتهامات الاسرائيلية لحزب الله بحيازة صواريخ سكود تهدف الى الحاق الضرر بالموسم السياحي في لبنان وتزيد التوتر العسكري في المنطقة.

وقال الشامي خلال لقاء مع عدد من السفراء المعتمدين في بيروت، بينهم سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي، ان quot;تهديدات اسرائيل تزيد التوتر العسكري في المنطقة وتلحق ضررا بالاستثمار والموسم السياحي في لبنانquot;.

واضاف في رسالة غير رسمية سلمها الى السفراء وحصلت وكالة فرانس برس على نسخة منها ان هذه التهديدات quot;تهدد السلم والامن الاقليمي والعالمي، مضيفا quot;نحن في حالة حرب مع اسرائيل والهدنة تعبير عن وقف اطلاق نارquot;.

لكن محللون يرون ان التحذيرات الاسرائيلية والاميركية المتكررة حول تعزيز ترسانة اسلحة حزب الله مرتبطة بشكل اساسي بالتوتر القائم في الشرق الاوسط على صعيد الملف النووي الايراني وتعثر عملية السلام، وقد تكون جزءا من سيناريو حرب مستقبلية في المنطقة.

وقال مدير مركز كارنيغي للدراسات في الشرق الاوسط بول سالم لوكالة الأنبا الفرنسية إن quot;قضية صواريخ سكود ظهرت الى العلن بين ليلة وضحاها (...) ولا اثباتات على وجودها. من الواضح ان اسرائيل تعمل على تحضير ملف ضد لبنان في حال ارادت شن حرب لاحقاquot;.

واشار الى ان هذه الحرب قد تأتي نتيجة الطريق المسدود في الملف النووي الايراني او الفشل في العودة الى طاولة المفاوضات على المسارين الفلسطيني والسوري. ويتمسك حزب الله بسلاحه في مواجهة اسرائيل. في المقابل، تحمل الدولة العبرية الحكومة اللبنانية مسؤولية اي عمل عسكري قد يقوم به حزب الله ضدها كون الحزب الشيعي جزءا من الحكومة اللبنانية.

وكشف رئيسا وزراء لبنان سعد الحريري وقطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ال ثاني الذي يزور لبنان يوم الاربعاء عن اتصالات مكثفة خلال الايام الماضية لمنع اي هجوم اسرائيلي على لبنان بعد الاتهامات الاسرائيلية والاميركية لسوريا بنقل اسلحة بعيدة المدى الى حزب الله.

وقال الشيخ حمد في مؤتمر صحفي مشترك مع الحريري عقد في بيروت quot;نحن لا نستطيع ان نضمن ما تقوم به الحكومة الاسرائيلية لكن هناك اتصالات مكثفة في الايام الماضية منا ومن دول عربية اخرى.quot; اضاف ان quot;الاتهامات التي صدرت من اسرائيل لم يكن لها مبرر لانه لا يوجد دليل واضح على هذه الاتهامات بخصوص ما يسمى صواريخ سكود او غيره.quot;

وقال الشيخ حمد quot;اعتقد ان من المهم لاسرائيل ان تعلم ان العالم لا يستطيع ان يستوعب طريقة كذبها في خلق الذرائع لعمل شيء معين او لاهداف اصبحنا نعرفها سواء في لبنان او غير لبنان. المنطقة تحتاج الى استقرار ولبنان الان دولة مستقرة وقفت على رجليها ونحن كلنا سنسعى ان يستمر هذا الموقف في لبنان. اضاف quot;اطلاق التهديدات ضد لبنان او ضد سوريا هذا كلام غير مقبول لنا عربيا وسنقوم بما نستطيع لدرء الحماقة الاسرائيلية التي تقوم بها دائماquot;.