جاءت المحاولة الفاشلة لتفجير سيارة في نيويورك في وقت حساس تمر به العلاقات الأميركيَّة الباكستانيَّة.

نيويورك: أشارت مجلة فوربن بوليسي الأميركية في مقال نشرته إلى تقارير مفادها أن الأميركي من أصل باكستاني فيصل شاهزاد أو المتهم بمحاولة تفجير السيارة المفخخة في ميدان تايمز ربما كان سافر إلى منطقة شمال وزيرستان الباكستانية. وأضاف أن الحكومتين الأميركية والباكستانية مستمرتان في العمل من أجل وضع التفاصيل بخصوص اتفاقية جديدة من شأنها توسيع العمليات العسكرية والاستخبارية في نفس تلك المنطقة.

وقال إنه وفقا لمصادر دبلوماسية فقد تم التطرق إلى المبادئ الرئيسية للاتفاقية خلال الجلسة الافتتاحية للحوار الإستراتيجي الأميركي الباكستاني في مارس/ آذار الماضي، دون أن يقوم أي من الطرفين بالتوقيع عليها بشكل نهائي. ونسب الكاتب إلى مدير مركز جنوب آسيا بالمجلس الأطلسي شجاع نواز قوله إن محاولة التفجير تأتي في توقيت سيئ جدا بالنسبة للعلاقات الباكستانية الأميركية، وأضاف نواز أن باكستان والولايات المتحدة أبليتا مؤخرا بلاء حسنا بشأن زيادة تعاونهما ومساعيهما المشتركة في مكافحة quot;الإرهابquot; في شمال وزير ستان، وسط الخشية من تداعيات محاولة التفجير على استمرار تلك المساعي.

وأشار إلى ما سماه استمرار ثبات أركان ودعائم العلاقات العسكرية والاستخبارية بين البلدين برغم ابتعاد الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف عن سدة الحكم، وقال إن طرق واشنطن إلى إسلام آباد سالكة عبر بوابات من بينها رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال الباكستاني أشفق كياني الذي لقي معاملة الذين تفرش لهم السجادة الحمراء عندما قدم إلى واشنطن في مارس/ آذار الماضي. ويرى المسؤولون الأميركيون، وبشكل متزايد، في كياني محاورا وحلقة وصل بين المؤسسة العسكرية الباكستانية والحكومة المدنية التي يتزعمها الرئيس الباكستاني عاصف علي زرداري الذي يبدو أنه يفقد من سلطاته باستمرار لصالح رئيس الوزراء سيد يوسف رضا جيلاني.

وذكر أن العلاقات بين البلدين تحظى باهتمام كبير من جانب إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، في ظل الزيارات المتكررة التي يقوم بها مسؤولون أميركيون رفيعو المستوى إلى باكستان في فترات متقاربة. وأوضح أن هناك مطالب متبادلة في العلاقات الإستراتيجية بين البلدين حيث تتمثل بعض مطالب الولايات المتحدة من الحليفة باكستان في ضرورة إعادة توجيه الطاقات الباكستانية لمحاربة المجموعات الإسلامية الرئيسية العاملة خارج منطقة شمال وزيرستان كالقاعدة وطالبان وغيرهما.

كما تطالب واشنطن إسلام آباد باستمرار سماحها بتواصل هجمات الطائرات بدون طيار الأميركية في الأراضي القبلية في شمال وزيرستان وبدون قيود، بالإضافة إلى توسيع عمل وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) وإقامة مراكز عمليات وتنصت في المدن الباكستانية وزيادة ضغوط إسلام آباد على البنية التحتية quot;الجهاديةquot; التي يرى الكاتب أنه طالما غضت باكستان النظر عنها بل ودعمتها. وفي المقابل، تطالب إسلام آباد واشنطن بإيجاد نظام صديق جديد في أفغانستان وبتخفيض الوجود والنفوذ الهندي في أفغانستان بالرغم من تفضيلها تمديد الوجود الأميركي في البلاد الأفغانية.

كما أن لباكستان مطالب أخرى من الولايات المتحدة تتمثل في ضرورة تقديم الدعم العسكري بما فيه تعجيل تسليم صفقة الأسلحة المتطورة المتفق عليها، والدعم المالي لإعادة إعمار البنية التحتية في المناطق الحدودية مع أفغانستان, وكذلك ضرورة توقف واشنطن عن التدخل في البرنامج النووي الباكستاني، وتكثيف الولايات المتحدة المساعي الدبلوماسية من أجل حوار هندي باكستاني بناء بشأن القضايا المركزية مثل كشمير والمياه بين الجارتين. وكذلك تطالب باكستان بأن يكون لها دور في المناقشات بشأن النظام الجديد في كابل