اكتشف البريطاني من أصل باكستاني، محمد فاكاس أن شقيقته تقيم علاقة مع دنماركي عبر موقع quot;فيس بوكquot;.


أصدرت محكمة الأولد بيلي اللندنية، المعنية بالجرائم الجنائية الخطيرة، الثلاثاء حكمها بالسجن 30 عاما على البريطاني من أصل باكستاني، محمد فاكاس، بعد إدانته بجريمة laquo;شرفraquo; روّعت بريطانيا في يوليو (تموز) الماضي.

وكان فاكاس (25 عاما) قد اكتشف أن شقيقته المتزوجة، شادية خاتون (25 عاما)، تقيم علاقة عبر موقع laquo;فيس بوكraquo; الإلكتروني مع أويس أكرم، وهو دنماركي من أصل آسيوي، واعتبرها علاقة محرّمة. وتبعا لممثل الادعاء، فقد تآمر مع شقيقته وزوجها، شكيل عباسي، على قتله بمعاونة صديقين أحدهما يدعى محمد عديل (21 عاما) والآخر من كوسوفو ويدعى فابيون كوتشي (18 عاما).

وبينما كان الضحية أكرم (25 عاما) يسير في ذلك اليوم في زقاق جانبي قرب غرفته بعمارة في ليتونستون، شرق لندن، انقضت عليه عصابة من ثلاثة ملثمين قادها فاكاس. فأجبروه على شرب حمض (أسيد) الكبريت وطعنوه قبل أن يصبوا وقودا على جسده وبشعلوا فيه النار.
لكنه الضحية استطاع، برغم هذا الفعل الموغل في القسوة، التشبث بأهداب الحياة ولا يزال، في ما يقول الأطباء إنه معجزة على نحو ما. لكنه فقد عينا وأذنيه ولايزال جسده يعاني من حروق في 47 في المائة منه، بعد أن بلغت 90 في المائة في أعقاب الجريمة. ووصفت هيئته العامة في المحكمة بأنها هيئة laquo;مسخ نهض لتوه من القبرraquo;!

وقالت شاهدة عيان لوسائل الإعلام بعيد الحادث: laquo;رأيت أربعة رجال يعتدون على الضحية ضربا وركلا حتى سقط إلى الأرض. صرخت طلبا للنجدة فهرب المعتدون، لكن أحدهم عاد بسرعة وبدأ الكرّة من جديد. نهض ذلك الرجل المسكين وراح يركض والنار تشتعل في جسمه. كان يجري بلا هدى ويطرق على الأبواب وهو يصرخ طالبا ماء. وعندما وصلت وحدة الطوارئ التي طلبها أحد ما كان الرجل يصارع اللهب فأطفوا ناره لكنه راح يتلوى من الألم ويصدر أصواتا غير مفهومة في محاولته الكلام. واتضح لاحقا أنه طعن بمدية مرتين في ظهره وضرب بالآجر وأجبر على شرب الحمض قبل إشعال النار فيهraquo;.

وقال قاضي الأولد بيلي، برايان باركر، قبل أن يصدر حكمه ظهر الثلاثاء: laquo;الحقائق في هذه القضية مفزعة وتنبع من مؤامرة تفتقر الى أدنى درجات الرحمة الإنسانية. وقد نفذت بدون أي شعور بالندم أو وخز الضمير لتعذيب الضحية بأقسى أشكال السادية الممكنة قبل قتله من أجل غسل شرف العائلةraquo;.
وأصدر حكمه على فاكاس بالسجن 30 عاما بعد إدانته بمحاولة القتل والتسبب في الأذى الجسيم مع سبق الإصرار والترصد. ثم حكم على محمد عديل بالسجن 14 عاما، وعلى الكوسوفي فابيون كوتشي بالسجن 8 أعوام لتسببهما في الأذى الجسيم أيضا مع سبق الإصرار والترصد.

وأعلنت الشرطة أنها تبحث عن خاتون، المرأة التي دارت القضية حولها، إذ تعتقد أنها هي التي نصبت الفخ للضحية، وعن زوجها شكيل. وتقول إن الاثنين هربا الى باكستان بعد ساعات من الاعتداء. وأضافت أن البحث جار عنهما بمساعدة الانتربول والسفارة البريطانية في إسلام أباد والشرطة الباكستانية.
وفي وقت الجريمة قال امتياز قادر، وهو من قادة الجالية الآسيوية في لندن لوسائل الإعلام: laquo;جرائم الشرف تحدث كثيرا في جاليتنا، خاصة وسط الباكستانيين. ونحن نحاول إنارة العقول لكن هذه ممارسة ترتبط بالثقافة في باكستان نفسها وقد أتت إلينا من هناك. وهي حتما مقبولة خاصة لكبار السن الذين يجدون من الصعوبة بمكان التخلي عن عاداتهم القديمةraquo;.