يكشف أحدالمساعدين للملكة اليزابيث الأم أنها كانت تلجأ إلى أساليب الفقراء بالتوفير.
لندن: للملكة اليزابيث الأم مكانة خاصة في قلوب البريطانيين اكتسبتها منذ نزولها الى الشارع للوقوف مع الناس ومواساتهم ومساعدتهم بعد قصف لندن إبان الحرب العالمية الثانية، وابتسامتها الشهيرة لا تفارق ثغرها.
وفي الوقت نفسه عرف عنها حبها للرفاهية والبذخ وزخرف الحياة الذي يوفره العيش في كنف العرش. ولدى وفاتها في 2002 كانت تركتها خير لسان يتحدث بنمط حياتها المديدة: قلعتها laquo;مايraquo; في كيثنيث الاسكتلندية، والمئات من الخدم والحشم، واسطبلات خيول السباق النبيلة، والمجوهرات والحلي، والأزياء الفاخرة، والصرف بلا رادع.. ولذا كانت ضمن تركتها أيضا ديون بلغت 7 ملايين جنيه (حوالى 11 مليون دولار).
لكن ما لم يعرفه البريطانيون عن مليكتهم الأم هو بخلها، على النحو الذي كشفه آش ويندهام، أحد كبار مساعديها، لصحيفة laquo;ديلي تلغرافraquo; ونشرته الاثنين. فرغم ثرائها الفاحش، كانت تلجأ إلى أساليب الفقراء في التوفير. وقدم أسطع مثال لذلك في أنها كانت تستأجر جهاز تلفزيون ومشغل فيديو لقلعتها باعتبار هذا أرخص من شرائهما.
وقال ويندهام، الذي كان يقوم على شؤون اسطبلها في القلعة ويترأس حاليا صندوقها، إنها كانت مدفوعة بالحرص على تفنيد الانطباع السائد عن ولعها بالبذخ. ويتذكر قائلا: laquo;كنا، نحن المساعدين، ننتقل معها بعد العشاء الى المكتبة ونعيد ترتيب الأثاث بحيث نجلس بمواجهة جهاز تلفزيون عتيق يستأجر كل سنة من متجر في بلدة تورسو القريبة. وكان التحدي الحقيقي هو أن نوفق في تشغيل جهاز الفيديو القديم الذي يأتي معه من المتجر نفسه، حتى يكون بمقدورها مشاهدة مسلسلاتها الكوميدية المفضلة. وفي حالات سباقات الخيل التي لا تستطيع حضور بثها حيّة، كانت تطلب الينا تسجيلها على جهاز الفيديو. لكن هذه كانت مهمة مخيفة إذ كان من المستحيل التنبؤ بما إن كان الجهاز سيعمل على النحو المطلوب، وفي حال عمله ما إن كان سيكمل التسجيل الى آخرهraquo;.
وقال ويندهام، الذي بدأ العمل في بلاط الملكة الأم منذ العام 1975، إنها كانت قصيرة اليد أيضا عندما يتعلق الأمر بصيانة ديكور القلعة الداخلي. ويضيف في هذا الصدد: laquo;لعلمي فقد كانت الفترة 1952 - 1955 هي آخر مرة أعيد فيها طلاء الجدران أو كساؤها بورق الحائطraquo;.
ويمضي قائلا: laquo;أتذكر أنني قلت لها ذات مرة إن الستائر في إحدى غرف النوم تقارب التفتت لدى لمسها باليد. فحدجتني بنظرة موبخة وقالت إن تلك الستائر ستدوم سنينا طويلة أخرى في نظرهاraquo;. ويضيف أنه في السنوات الثماني والعشرين التي عمل في خدمتها لم يشاهدها ترتدي غير معطف المطر نفسه.
ويعتقد ويندهام أن هذا laquo;الاقتصادraquo; في الصرف، رغم يسر الحال، يأتي على الأرجح من تجاربها في الحربين العالميتين ونوع الترشيد الذي فرضتاه على حياة الناس مثل التموين بالبطاقات. ويذكر أنها توفيت عن عمر يناهز المائة وعاما وكانت في الرابعة عشرة من عمرها مع اندلاع الحرب الأولى.
التعليقات