رأى السفير الإيراني في فرنسا أن الإدارة الأميركية تواجه الكثير من المشاكل الداخلية وتبحث عن أزمات دولية، مؤكد ان الكرة باتت اليوم في ملعب الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

Defiant Iran shrugs off sanctions pressure

احمدي نجاد غداة التوقيع على اتفاق طهران

باريس: اعتبر سيد مهدي ميرا بوطالبي السفير الإيراني في فرنسا أن الكرة ستصبح في ملعب الوكالة الدولية للطاقة الذرية بمجرد أن تتسلم الرسالة الخطية من إيران عن اتفاق طهران لتبادل الوقود النووي، موضحا أن إيران تعهدت ببعث الرسالة قبل الاثنين وستقوم بذلك.

وذكر السفير الإيراني أن بلاده أبدت استعدادها خلال اجتماع فيينا قبل تسعة أشهر لشراء الوقود النووي من الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا، وعندما quot;أصرت هذه الدول على مبادلة الوقود باليورانيوم الإيراني ضعيف التخصيبquot;، قررت إيران دراسة العرض بـquot;رؤية ايجابيةquot;، وفق تعبيره، وقال quot;السلطات الإيرانية طرحت ثلاثة أسئلة محددة تتعلق بكمية اليورانيوم ومكان التبادل والضمانات، وطلبنا اجتماعاً جديداً للحصول على رد على هذه الأسئلة لكن هذا الاجتماع لم يعقد ولم نحصل على رد، وبالمقابل كان هناك دعاية وأجواء معادية ضد إيرانquot;.

وتطرق الدبلوماسي الإيراني إلى اتفاق طهران الاثنين الماضي، وقال quot;لقد وقعنا بحضور البرازيل وتركيا اتفاقاً ينص بشفافية ووضوح على استعدادنا لتبادل اليورانيوم بالوفود النووي اللازم لتشغيل مفاعل طهران للأبحاث، على أن يتم إيداع 1200 كيلو غرام من اليورانيوم ضعيف التخصيب في تركيا وإذا قررت الدول الثلاث، فرنسا وروسيا والولايات المتحدة تسليمنا الوقود النووي واليورانيوم المخصب بنسبة 20%، فما عليها سوى الجلوس معنا إلى طاولة المفاوضاتquot;.

وذكر أن طهران تعهدت بتوجيه quot;رسالة خطيةquot; إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية قبل يوم الاثنين لتعلمها بالاتفاق، وستقوم بذلك، وأضاف quot;إذا رفضت الدول الثلاث (فرنسا، أميركا، روسيا) تزويدنا بالوقود سيعرف الجميع مرة جديدة أن إيران التزمت بتعهداتها، وأن عدد كبير من الدول وقع بفخ الولايات المتحدة، وسنوصل التخصيب بنسبة 20%quot;، موضحاً أن بلاده بدأت التخصيب بنسبة 20% بعد رفض باريس وواشنطن وموسكو تزويدها بالوقود لمفاعل طهران، واعتبر أنه quot;لو لم تكن إيران بحاجة لما خصبت بنسبة 20%quot;، وفي حال وافقت الدول المعنية على اتفاق طهران لتبادل الوقود سيتم إيقاف التخصيب بنسبة 20% ومواصلة التخصيب بنسبة أقل من خمسة بالمائة.

على صعيد متصل، أكد بوطالبي أن بلاده ستواصل التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية حتى ولو صدرت عقوبات جديدة بحقها في مجلس الأمن. وقال quot;سنواصل التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية حتى ولو صدرت عقوبات بحقنا، ولن نقع بفخ الأميركيين تحت أي ذريعةquot;، معتبراً quot;أن الولايات المتحدة لا تبحث عن حل للمشاكل بل عن حماية النظام الصهيونيquot; وفق تعبيره، ودعا الدول الأوروبية إلى quot;عدم الانجرار وراء الأميركيين بعد أن تبينت الأهداف الحقيقية للأميركيين، وهي جر الدول الأوروبية ورائهمquot;، وأعرب عن تفاؤله بأن تغير بعض الدول الأوروبية مثل فرنسا موقفها بشأن إيران.

واعتبر الدبلوماسي الإيراني أن ما قالته وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون عن موافقة الدول الأعضاء في مجلس الأمن، وخاصة الصين وروسيا على قرار جديد للعقوبات ليس سوى quot;حلمها (كلينتون) بأن تحكم العالم بكامله، فما قالته يعبر عن رغبتها وليس ما تقبله الصين وروسيا، فمهما لا يتبعانها مغمضتي العينينquot;.

وطالب ميرا بوطالبي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن تقوم بعمل quot;تقني بحتquot;، معتبراً أنه لم يسبق لبلد في العالم أن تعاون مع الوكالة كما تعاونت إيران، وشدد على ضرورة عودة الملف الإيراني من مجلس الأمن إلى الوكالة الذرية. واتهم الوكالة بأنها أضعفت quot;هيبتهاquot; بسبب تصرفاتها واتهم واشنطن مجددا بأنها الوحيدة التي استخدمت السلاح النووي وتغطي النووي الإسرائيلي، وكرر دعوة بلاده إلى جعل الشرق الأوسط منطقة خالية من السلاح النووي.

واعتبر السفير الإيراني أن أي اتفاق بين طهران وواشنطن quot;يعتمد على الأميركيينquot;، ورأى أن الإدارة الأميركية quot;تواجه الكثير من المشاكل الداخلية وتبحث عن أزمات دولية وتجاهل الحقيقةquot;، وقال quot;نشكك بنوايا الولايات المتحدة فمواقفهم تختلف عن كلامهم المعسولquot;.